كان اليورو صاحب الأداء الأسوأ في الأسبوع السابق، ووسّع دائرة خسائره مقابل الدولار الأميركي للأسبوع السابع على التوالي. خسر اليورو\دولار -0.84% في الأسبوع الفائت ووصل الى 1.3131$، وهو معدّل الصرف الأدنى منذ 6 سبتمبر 2013. تساعد البيانات الأميركية القوية الأخضر على الحفاظ على تماسكه، في حين تحوّط اليورو دائرة من السلبية.
كان التغيير الذي طرأ على نبرة رئيس البنك المركزي الأوروبي غاية في الأهمّية في منتدى الجاكسون هول الإقتصادي. عوضًا عن القول إنّ النمو المتدني في منطقة اليورو والتضخّم المتدنّي والبطالة المرتفعة يعزى الى عوامل "مؤقّتة"، بات رئيس البنك المركزي الأوروبي يتقبّل حاليًا المناخ الاقتصادي الضعيف بإعتباره حالة دائمة نوعًا ما.
تأتي البيانات الاقتصادية الأخيرة ضعيفة للغاية، ليصبح انزلاق منطقة اليورو داخل دوامة الركود من جديد أمرًا معقولاً- الركود الثالث منذ بدء الأزمة المالية العالمية في العام 2007. هذا وقد هوى مقياس سيتي للمفاجآت الاقتصادية الى -45.1 يوم الجمعة، متجاوزًا قاع يوليو ومسجّلاً قاعًا جديدًا للعام. تعزى مشاكل اليورو بكلّ وضوح الى الى المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية ( تراجع معدّل EONIA الى قاع -0.04% يوم الخميس، وهي المرّة الأولى التي يكون فيها سلبيًا).
حتّى في ظلّ بلوغ مؤشر أسعار المستهلك في منطقة اليورو أدنى مستويات له منذ أكتوبر 2009 (+0.3% على أساس سنوي)، قد لا تكون العوامل المذكورة أعلاه كافية لدفع البنك المركزي الأوروبي على التحرّك هذا الأسبوع- أقلّه على صعيد برنامج التيسير الكمّي. فالإطار الزمني المفضّل لتطبيق تدابير جديدة هو بعد أكتوبر، عندما ينهي البنك المركزي الأوروبي جمع وتحليل الميزانيات العمومية للمصارف من اجل اختبارات التحمّل.
في حال كان من المبكر للغاية اعتماد تيسير كمّي لامحدود وكان من غير المجدي نفعًا تخفيض معدّلات الفائدة مرّة جديد نظرًا الى ظروف السيولة الإقليمية، سيحظى إذًا برنامج شراء الأصول بواسطة السندات ببعض الإهتمام. حتّى حينئذ، ستكون التدابير دون توقعات السوق. وفي وقت تبلغ فيه مواقع بيع غير التجاريين\المضاربين 150.7 ألف عقد، وهو العدد الأكبر في مواقع البيع منذ 24 يوليو 2012 (155.1 الف عقد)، سيكون أي قرار مخيّب للآمال على صعيد التيسير كافيّا لدفع عمليات تغطية مواقع بيع اليورو على التسارع صعودًا.