"الذهب هو المعيار الوحيد الذي لا يمكن التلاعب به"
لويس طومسون
في صيف عام 1971، وقع حدث زلزل أركان النظام الاقتصادي العالمي وأعاد تشكيل موازين القوى الاقتصادية الدولية، هذا الحدث الذي عُرف لاحقًا باسم "صدمة نيكسون"، لم يكن مجرد قرار سياسي عابر، بل كان نقطة تحول جذري أنهت نظام بريتون وودز الذي ربط العملات العالمية بالذهب لعقود طويلة.
حين أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في خطاب تلفزيوني شهير يوم 15 أغسطس 1971، وقف ارتباط الدولار بالذهب، معلناَ أنه قد طبع الكثير من الدولار دون غطاء ذهبي ، وبذات اليوم صعد الذهب بنسبة 70% ، لينتهي الصعود في غضون أشهر نحو عشرة أضعاف.
عاشت الولايات الأميركية عقوداً وهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة مسخرة كل ما لديها من عقول أن تستبدل الدولار بالذهب ، لربما قد نجحت بجعل الدولار عملة التجارة العالمية ،وجعله العملة الأكثر استخداماً لكن منذ نشأة الدولار لم تستطيع أبداً التلاعب بالذهب.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
مع اقتراب وصول ترامب إلى السلطة الأميركية بشكل مباشر نظراً لفوزه بالمنصب فإن السوق يرتدي حلة الغموض حيث تبعدنا أيام عن وصوله للبيت الأبيض وبدء تطبيق سياساته التي تتوعد الكثير للاقتصاد الأميركي.
وضحت في مقالي السابق أن وجود ترامب سيكون إيجابي للدولار ، حيادي للذهب ، وإيجابي لسوق العملات الرقمية والأسهم الأميركية ، وهذا بديهي حقيقةً ومعروف عند نسبة كبيرة من مخضرمي الاستثمار ليبقى ما لا تعرفه أنه في ظل هذه الأيام القليلة عن استلامه مفاتيح السلطة و القرار ، فإن الأغلب لن يميل إلى اتخاذ أي قرار كونه لم يرى بعد أي بادرة خير من الرئيس وإنما ما نعيشه الآن من ظروف أدت إلى انخفاض الذهب ، وارتفاع الدولار وسوق العملات الرقمية ما هو إلا إشاعة صدقت نفسها من أن ترامب داعم للعملات ، الدولار ، كاره للذهب.
على الرغم من أن ما يبدو بسيط للغاية ، وأن ترامب حقيقة داعم كبير للعملات الرقمية وفقاً لما قاله في خطابات ترشيحه وما قاله حول تخفيض الضرائب ومحاولة تهدئة الوضع إلا أني ما زلت أرى أنه أمام تحديات كبيرة لم يستطيع حلها بايدن بهذه البساطة فهو أمام عقبة ركود متوقع ، وعقبة سقف الدين العام ، وعقبة حروب عليه أن ينهيها لأنها استنزفت أكثر من اللازم.
الخلاصة:
في الخلاصة السوق حتى هذه اللحظة لم يستجب سوى لتوقعات حول ما سيعمل عليه ترامب لكن إن لم نرى من ترامب قرارات ملموسة حول جدية موقفه من مختلف القرارات التي روج لها اثناء مرحلة ترشيحه سيعود السوق لسابق عهده ولربما أسوأ ، وهذا ما يعد إيجابي للذهب،
وإن فرضنا أن ترامب بدأ بتنفيذ قراراته فإنه لن يطيح بأسعار الذهب ، وإنما سيسيطر عليها ، ويكبح صعودها لا أكثر لذلك على الرغم من أن وهم الصعود قد تلاشى إلا أن الصعود لم ينتهي.
التحليل الاقتصادي
بالنظر إلى المؤشرات الاقتصادية نلاحظ استقرار التضخم على حاله ، وهذا ما سيكبح وتيرة خفض الفائدة وهو ما يساهم باستقرار أسعار الذهب على حالها ، أضف على ذلك أن النمو الاقتصادي يتراجع للمرة الثانية على التوالي وهو ما يؤكد لنا أننا نعيش حالة من الوهم قبل أن يبدأ ترامب أساساً بشيء ذو أثر ملموس على الاقتصاد.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطبيب صالح
1. سيولة الذهب تستنزف من خلال عمليات بيع كبيرة من قبل صغار المتداولين بهدف التوجه نحو البيتكوين ، لكن حتى هذه اللحظة لم نرى حركة سيولة كبيرة تشير إلى محافظ كبيرة.
2. احتمالياً فإن الأسعار بنسبة تصل إلى 71% ميالة للاستقرار بنطاق ( 2500 – 2750)
3. تركزت نسب الفوليوم الكبيرة عند 2490 ، 2660.
الخلاصة:
من المتوقع استمرار الصعود نحو 2660 ، وبحال أغلق أعلى 2660 ليوميين متتاليين مع وجود حافز من حيث التحليل الأساسي ليستمر الصعود نحو 2750 ثم 2800.
سننشر على التويتر الخاص بنا ، وهنا أحدث قرارات ترامب و التي ستؤثر على الأسعار بشكل مباشر.
على المدى البعيد
على مدار الأشهر القادمة ما عدت أرى الصعود للذهب أعلى 2800 ممكناً باختلاف الظروف.
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي المستثمر لربما فكرة أننا نعيش أوهام ما يريد القطيع في السوق هي فكرة قد لا تلاقي قبول ، وفكرة أن يكون السوق غامضاً هي بحد ذاتها فكرة تبدو هزلية لمن يعشق التوقع في أسواق المال ، لكن إن أردت أن أكون صادقاً معك، فإني أهديك خلاصة مئات الكتب التي أكدت عبارة واحدة عن السوق وهي أنه ليس من الضروري أن تكن بارعاً في التوقع بقدر ما يجب أن تكن بارعا ً في إدارة الحدث وأن تمتلك إدارة صارمة قادرة على التكييف مع مختلف الظروف ، و الظروف الحالية تقول لم يحن وداع الذهب لكنه اقترب، لذا تجهز من حيث الخطط ولا تتقيد من حيث الوقت الحقيقي لهذا الوداع.
المستشار عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي، تابعني الآن
X: @omarsyyah