إجمالاً، لا نرى أثراً كبيراً وفورياً بسبب الانتخابات الإيطالية. ويعود السبب إلى التصويت المنقسم. ولا نتوقع احتمال حصول تكتل واحد على أصوات الأغلبية فجأة (أقل من النتائج الثنائية في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والانتخابات في الولايات المتحدة) ونسير جنباً إلى جنب مع الأسواق ونتوقع برلمان معلق مما سيؤدي إلى فترة مطولة من مفاوضات حول الائتلاف. والسبب الرئيسي لا يعود إلى ظهور الشعبوية الأوروبية ولا الرضاء بالوضع الراهن بل إلى انقسام تكتلات التصويت. وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى وجود سباق تناسبي من ثلاثة أحزاب/ ائتلاف (الحزب الديمقراطي وفورزا إيطاليا والخمسة نجوم)، مما يجعل الفوز بالأغلبية أمراً غاية في الصعوبة. وتعتبر النتيجة الأكثر جذرية حيث تكون فيها الحكومة التي يقودها حزب الخمس نجوم (ضد المؤسسة) خطراً ضئيلاً. وفي ظل هذا السيناريو، لا نتوقع أي تغييرات سياسية كبرى (بسبب نقص الكفاءة السياسية والاقتصادية أو بسبب عدم وجود شهية) أو تراجع الخطاب المناهض للاتحاد الأوروبي الذي قد يخيف الأسواق. ونتيجةً للتعتيم الرسمي، تشير أخر استطلاعات للرأي إلى 26% لحركة الخمس نجوم، و37% لحزب يمين الوسط و25% للحزب الديمقراطي مع 30-35% من الأصوات غير الواضحة. إلا أن أوات الإيطاليين تاريخياً طالما كانت مضللة. ونعتقد أن هناك احتمال واقعي وهو وصول حزب يمين الوسط التابع لبرلوسكوني إلى 40%. إلا أن اضطراب بسبب رفض بيرلسكونى سيكون له تأثير واقعي محدود لأن السياسة الإيطالية تتجاوز كل ما هو واقعي.
والخطر الضعيف الواقعي خلال عطلة نهاية الأسبوع هي التصويت بـ"لا" في ألمانيا وفوز حزب برلوسكوني في إيطاليا. وفي حالة الانتقال إلى يوم الاثنين وبائعو الصحف يهتفون "فوضى في السياسة الأوروبية" سيكون الأمر له تبعات سلبية على الأصول الأوروبية.