فاجأ مؤشر أسعار المستهلكين الأسواق بأرقام إيجابية خلال شهر كانون الثاني حيث سجل المقياس الرئيسي 2.1% على أساس سنوي مقابل توقعات بـ1.9% بينما سجل المقياس الفعلي الذي يستثني المكونات الأكثر تذبذباً 1.8% على أساس سنوي مقابل متوسط توقعات بـ1.7%. وكان رد فعل المستثمرين قوياً جداً حيث أنهم عدلوا مراكزهم متوقعين مساراً أكثر تشديداً للسياسة النقدية. ولقد أدت هذه المفاجأة إلى ارتفاع الدولار الأمريكي لكنها انتهت سريعاً حيث صدرت أرقام مبيعات التجزئة دون التوقعات بكثير. إلا أن الأمور تغيرت اليوم.
فتبعاً لآخر استطلاع، لا يتوقع مشاركو السوق استمرار هذه الظروف في شباط. فمن المتوقع أن يستقر المقياس الفعلي عند 1.8% على أساس سنوي بينما من المتوقع أن يرتفع المقياس الرئيسي ارتفاعاً طفيفاً إلى 2.2% على أساس سنوي من 2.1% في كانون الثاني. وعلى خلاف الشهر المنصرم، لن تصدر أرقام مبيعات التجزئة لشهر شباط في نفس اليوم. وهذا يعني أن رد فعل المتداولين سيكون قوياً على الأرجح في حالة صدور قراءة مفاجئة. وفي الواقع، من المتوقع صدور مبيعات التجزئة غداً.
هذا هو آخر تقرير لمؤشر أسعار المستهلكين قبل اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة لشهر آذار، وبالتالي سيتم مراقبته عن كثب. ولا نزال متشككين بشأن مفاجأة صعودية أخرى في قراءة بيانات التضخم. وتعتبر مخاطر مؤشر أسعار المستهلكين متوازنة مع انحراف هبوطي طفيف. ومنذ بداية الأسبوع، كان اليورو مقابل الدولار الأمريكي يتداول في نطاق ضيق حول مستوى 1.2420. وتظل المقاومة الأقرب عند 1.2446 (ارتفاع منذ 8 آذار) بينما تكون مستويات الدعم هبوطاً عند 1.2273 (تراجع من 9 آذار). ونبقي على توقعاتنا الإيجابية للزوج على المدى المتوسط. غير أننا نتوقع مزيد من الارتفاع للعملة الخضراء مقابل الفرنك السويسري والين الياباني حيث يواصل المستثمرون شراء المخاطر.