قد يكون من المهم القول أن تراجعات الأسواق العالمية القاسية في الأسبوعين الأخيرين كانت لصالح الذهب . الكثير من المتابعين للأسواق العالمية يعتقدون أن شراء الذهب يحميهم من تقلبات الأسواق وتراجعها على اعتبار أن الذهب بالنسبة للكثيرين أداة أمنة. قد يكون هذا الكلام صحيحاً بجزء منه ’ ولكن لابد من أن نوضح حقيقةً مهمة للغاية قد لا يدركها الكثيرون وهي أن تداول الذهب (شراء وبيع) على منصات التداول العالمية كمضاربين تحوله الى أداة استثمارية شأنها شأن بقية العملات والسلع ومؤشرات الأسهم , بمعنى أن الخسارة قد تحدث وقد تكون كبيرةً. لن يجدي شراء الذهب بهكذا طريقة بالنسبة للكثيرين , قد يكون ارتفاع الذهب الى مستويات 1240$ للأونصة في الأيام القليلة الفائتة اشارةً ايجابية , أعلى مستويات الذهب منذ تموز الماضي . للمقارنة فان تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية مثلاً كان أكبر من ارتفاع الذهب , الشكوك تبقى قوية جداً بشأن نقطتين أساسيتين :
الأولى , نمو الناتج المحلي الاجمالي الأمريكي للربع الثالث الذي سيصدر في وقت لاحق من اليوم .
الثانية , الزخم الايجابي للفيدرالي الأمريكي ( على الأقل حالياً ) بالنسبة لرفع الفائدة في شهر ديسمبر / كانون الأول القادم .
تشير التوقعات الى أن نمو الاقتصاد الأمريكي في الربع الثالث قد يتراجع عن الربع الثاني , حيث تشير التوقعات الى 3.3% بينما حقق الاقتصاد الأمريكي نمواً بنسبة 4.2% في الربع الثاني من العام الجاري وهو أعلى نمو خلال أربع سنوات تقريباً.
اذا أتت أرقام نمو الاقتصاد الأمريكي مخيبةً للآمال سيرتفع الذهب بقوة ويتراجع الدولار الأمريكي مقابل اليورو . آخذين بعين الاعتبار الدورة الاقتصادية الأمريكية وطبيعة النمو خلال الربعين السابقين , سيكون صعباً أن يحقق الاقتصاد الأمريكي نمواً بنفس القوة , السؤال المهم الآن ماهي نسبة التراجع ؟
بشكل عام , مازلنا نرى أن شراء الذهب يبقى خياراً جيداً للمدى المتوسط دون اللجوء الى مضاربات يومية بأهداف قصيرة لأنها قد تحمل مستويات مخاطر عالية.