المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 6/12/2018
يعتبر السعر المنخفض للنفط الصخري نعمة للعالم، ولكنه نقمة على الصناعة. وينعم العالم بتلك الأسعار المنخفضة إلى درجة يتذكر فيها القليل ما حدث من انهيار لأسعار النفط منذ عامين، عندما ارتفعت عمليات التنقيب عن النفط الصخري ارتفاعًا مذهلًا.
يمكن أن تلجأ صناديق التحوط إلى البيع المكشوف لأسهم النفط الصخري لها، لتجني الأرباح في الأوقات الصعبة. ولكن، لا يوجد زخم كبير حول تداول تلك الأسهم، لأن العديد من صناديق الاستثمار في الطاقة تؤمن بطول عمر هذه الصناعة، وقدرتها على النجاة في ظل الأسعار المنخفضة. فكيف كان أداء تلك الصناديق هذا العام؟
"لم يكن أداءًا جيدًا جدً،" يعتبر هذا وصفًا لائقًا بالنسبة لعدد من المؤمنين بجدوى الاستثمار في تلك الصناعة، ويمكن أن يصل سوء أداء تلك الصناديق إلى وصفه بـ "المريع." وعلى المستوى العملي تنطبق تلك الأوصاف على اثنين من الصناديق الاستثمارية، فبالنسبة للصندوق الذي لم يكن جيدًا جدًا، نرى Westbeck Energy Opportunity Fund، المنخفض 7%، و"المريع" نرى Equinox Energy Fund، المنخفض 65% على مدار العام الجاري، وفق بيانات العائد التي تتشاركها الصناديق الاستثمارية مع المستثمرين فيها، والتي وصلت إلى Investing.com.
تعد نتائج الأداء تلك مهمة، في ظل انعقاد اجتماع بين الدول المصدرة للنفط (الأوبك) أمس الثلاثاء، وتواجه تلك الدول مشكلة فائض العرض، وجزء من تلك المشكلة يعود أسبابه إلى زيادة عمليات الحفر والتنقيب عن النفط الصخري الأمريكي، وإمكانية نجاة تلك الصناعة في ظل الأسعار المنخفضة.
مخاوف زيادة إنتاج النفط الصخري المبالغ فيها
يفصّل جان لويس لي مي عدد من المفاهيم والمعتقدات الخاطئة التي تكتنف صناعة النفط الصخري، ويأتي التفصيل هذا في رسالة من 30 صفحة أرسلها إلى المستثمرين في أكتوبر، وجاءت الرسالة على ذكر: مخاوف نمو إنتاج النفط الصخري مضخمة؛ عمل لي مي مديرًا ماليًا في غولدمان ساكس، وكان متداولًا على النفط في البنك الاستثمار ليمان، وهو الآن رئيس الصندوق الاستثماري Westbeck.
وتأتي تلك التعقيبات من الصندوق الاستثماري في ظل تصريح بعض شركات الحفر التنقيب عن النفط الصخري بتراجعها عن مستويات الإنتاج، بعد أن اندفع فيضان من النفط الخام للسوق هذا العام. يشغل هارولد هام منصب الرئيس التنفيذي لشركة كونتينتال ريسورز، وكان من رواد تقنيات التكسير الهيدروليكي في منطقة باكين منذ 15 عام ماضية، أدلى بتصريحات لوول ستريت جورنال في مقابلة أجراها مؤخرًا، مفادها قدرة الشركة التي يتولى قيادتها على العمل عند أسعار أقل من 40 دولار للبرميل، تابع "لكننا لسنا هنا لنبيع احتياطينا بتكلفة هامشية."
تتضمن محفظة صندوق Westbeck الاستثمارية عدد من شركات التنقيب عن النفط مثل: (TO:باريكس ريسورز)، (LON:وبريمير أويل)، Tullow Oil PLC (LON:TLW)، Gran Tierra Energy Inc (NYSE:GTE)، وAker BP ASA (OL:AKERBP)، EnQuest (LON:ENQ).
فارق سعري مؤلم
اعترفت Westbeck بخطئها "المكلف جدًا" عندما رفعت من المخاطرة في أكتوبر، لأن أسعار النفط الخام هبطت 10% خلال هذا الشهر، وكان نوفمبر أكثر كارثية لثيران النفط، بانخفاض 22%، تقول Westbeck بوجود تفاوت مؤلم في الأسعار ينتشر على اتساع صناعة النفط الصخري.
ولتوضيح حجم هذا التفاوت السعري المؤلم، تقول Westbeck إن تداول النفط الصخري من منطقة حوض باكين منخفض 15 دولار عن السعر المعياري الأمريكي، خام غرب تكساس الوسيط. أمّا النفط الصخري في منطقة حوض ميدلاند، تكساس، فمنخفض 7 دولار عن خام غرب تكساس الوسيط. والتفاوت السعري الأسوأ هو الفارق ما بين النفط الخام الكندي، وخام غرب تكساس الوسيط الواصل إلى 35 دولار.
وتضيف Westbeck تنبؤًا حول تخفيض مستويات الإنتاج الكندية، فمحتمل أن يكون هناك مزيدًا من التخفيضات، عقب إعلان تخفيض الإنتاج الأخير الذي جاء في أكتوبر. في الواقع، أعلنت مقاطعة ألبرتا في كندا هذا الأسبوع عن خطط ترمي إلى تخفيض الإنتاج مقدار 325,000 برميل يوميًا، أي 9% من إنتاجها، ويبدأ تطبيق تلك الخطة في يناير القادم، في محاولة لوضع حد للفارق السعري بين الخام الكندي، وغرب تكساس الوسيط.
النفقات الرأسمالية تتراجع، ومعها التنقيب عن النفط الصخري
قالت Westbeck:
"من المحتمل تراجع أسعار النفط الحالية، عند مناقشة ميزانيات 2019. ويرجع ذلك إلى أن المناقشات ربما تحدث ثغرة جديدة في التعافي المحدود الذي طال النفقات الرأسمالية، ذلك التعافي الذي لاح قريبًا. تواجه الولايات المتحدة موجة تعزيز في الوقت الراهن، مع رسائل تنم عن الانضباط الرأسمالي، تلك الرسائل التي كانت موضوع اجتماعات أرباح الربع الثالث للشركات الكبيرة والمستقلة، من ذلك نستشف استمرار وجود حذر حيال الإنفاق."
تضيف Westback الانحراف الظاهر في بيانات مناطق إنتاج النفط الصخري، تلك الانحرافات التي تعطيا صورة مشوهة و"خطيرة" عن السوق.
"ظهر الانحراف في 3 أحواض لإنتاج النفط الصخري، وهم: باكين، بيرميان، وإيجل فورد، وبلغ النمو 150,000 برميل يوميًا خلال شهر أغسطس."
يقول الصندوق إنه لا يوجد أدنى شك في ضخامة الرقم الإجمالي، كان ذلك الرقم أعلى 90,000 من التوقعات التي وضعتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
تضيف Westback:
"من المهم معرفة أن نموذج الرؤية على المستقبل القريب للطاقة الذي تضعه إدارة معلومات الطاقة "غير مقيد بأي معوقات" وأغلب من نتحدث إليهم من المشاركين في السوق على غير علم بتلك الحقيقة، فتلك الرؤية تتجاهل محدودية البينة التحتية وخطوط الأنابيب."
تعرض اثنان من خطوط الأنابيب التي تنقل النفط من كندا إلى الولايات المتحدة لفترة قصير من التوقف هذا الأسبوع، بسبب انقطاع التيار الكهربي بسبب الأحوال الجوية العنيفة في Saskatchewan، كندا، خلال اليوم السابق على عمليات الانقطاع.
السوق شديد الرضا عن النفط الصخري
تتوقع Westbeck أن عجز الاستثمارات في قطاع النفط الصخري سيستولي على سوق النفط في 2019، والعرض الضخم سيكون من الرياح المعاكسة لاتجاه السوق في 2020-2022. وتقول:
"تعتمد الأسواق كثيرًا على النفط الصخري، وتثق الأسواق في قدرة القطاع على التعويض عن الفقر غير المسبوق في الدورة الطويلة للاستثمارات. وبدأت البيانات تأكيد وجوب شيوع القلق في صدور مختلف المشاركين في السوق حيال قدرة النفط الصخري على الحفاظ على مستويات عالية ومتزايد من معدلات النمو بين كل عام وآخر. نعتقد أن السوق راضيًا رضًا مبالغ فيه، ونعتقد أن هذا الرضا سيكون موضع اختبار على مدار العامين أو الثلاثة أعوام القادمة."
لم تصدر Equinox Energy رسالة حول الخسائر التي تعرضت لها، وتصف الشركة نفسها بأنها محفظة استثمارية لشركات الطاقة المتعرضة لتخفيض عمدي في قيمتها.
بيد أن أداء أكتوبر أظهر انهيارًا في الشركة، فكان الشهر الأسوأ منذ 2015، بخسائر تصل إلى 35%. والخسائر من بداية العام، وحتى نهاية أكتوبر بلغت 65%، وتظل تلك الخسارة الأكبر في أعوام الشركة الثلاثة.
مع تراجع السعر في أكتوبر قالت الشركة أن أصولها بلغت 9 مليون دولار، بينما الشركة الأكبر AUM تقف عند 495 مليون دولار، ومن غير الواضح ما هي تلك الأرقام الآن.