المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 31/12/2018
سينهي النفط العام محملًا بأكبر الخسائر منذ 2014 -منخفضًا 25%- وسيكون ديسمبر 2018 أسوأ ديسمبر منذ 2015، منخفضًا 11% هذا الشهر، تلك العبارات لم تعد أنباء جديدة للسوق. ما يرغب الجميع في معرفته هو: كيف سيبدأ النفط العام الجديد، وأين يستقر نهاية هذا الأسبوع؟
لو أخذنا عبرة مما حدث الأسبوع الماضي، سيكون التنبؤ لعام 2019 هو حالات صعود وهبوط حادة لم يسبقها مثيل. فقبل عطلة عيد الميلاد، هبطت السلعة 7%. وتبع ذلك ارتفاع 9% بعد الإجازة، وبعد الارتفاع جاء انخفاض 4% الجلسة التالية مباشرة.
بلغ التقلب أوجه بسبب الأسهم وليس سوق الطاقة. وأعلنت الدول الأعضاء في الأوبك والدول المنتجة غير الأعضاء مثل روسيا، عن تخفيض الإنتاج مقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، جاء الإعلان يوم 7 ديسمبر، ولكن نسبة التخفيض تلك أضحت بلا قيمة بسبب ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة، الذي يمكنه التعويض عن تلك النسبة. ولا يمتلك النفط خيارات عدة، فيتصرف السوق الآن على نحو تصرف وول ستريت: فيهبط ويصعد على خلفية الأنباء حول الركود العالمي، وعمليات إعادة شراء الأسهم الكبيرة التي تدعهما العوامل الاقتصادية الشاملة، وتراجعت أهمية الأنباء الواردة حول تراجع الإنتاج من فنزويلا وليبيا.
هل 2019 هو عام الأوبك؟
يمكن أن يتغير هذا بعد رأس السنة، لأن المتداولين يعودون من إجازة الأعياد ليصبوا جام تركيزهم على أساسيات الطاقة، ويصبحون أكثر حساسية إزاء ميكانيكات عمل الأوبك، والتي تخطط لاجتماع في أبريل (التنبؤ: الإعداد لتخفيض جديد للإنتاج) والهدف من الاجتماع هو بدء دورة جديدة للضغط على السوق ليتجه للأعلى.
يعتقد بعض المحللين من أمثال مؤسس صندوق التحوط Again Capital، جون كيلدوف، عودة المخاطرة الجيوسياسية التي غابت عن الساحة خلال الشهور القليلة الماضية. يقول كيلدوف:
"يترصد بالعام الجديد اثنتان من القنابل الموقوتة، هما: قرار الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا، واستقالة جيم ماتيس، وزير الدفاع، من منصبه احتجاجًا على هذا القرار."
ويتحين النفط العودة قويًا للسوق، وفق ما تعتقده هيليما كروفت، رئيس استراتيجية السلع في RBC. وقالت لشبكة سي إن بي سي: "عند نقطة ما، أعتقد أن الأساسيات ستعيد ترتيب نفسها في هذا السوق."
أم هل يستمر حكم الدببة؟
يقول آخرون من أمثال الرئيس التنفيذي في global macro fund 50 Park، آدم سرحان، ناصحًا عملائه بالحذر إزاء أي قصة صعود في النفط. يقول سرحان: "ما يحدث في الربع الرابع محتمل له الاستمرار للربع الأول من العام القادم." ويضيف:
"يظل النفط والبنزين في سوق دببة، لحين ظهور أي محفزات ثيرانية، وسيكون الطريق نحول المقاومة الأقل قصيرًا. لا يوجد أي تغيرات ثيرانية في السياسة المالية أو النقدية، لا أرى شيء في الأفق. لا نملك أي محفزات ثابتة آتية من البنوك المركزية، في الواقع ما نملكه الآن تضييق، هذا لا يعد جيدًا للأسواق. والتأثير النهائي هو: بمرور ستة أشهر، ربما تنخفض الأسعار أكثر مما هي عليه اليوم."
وتتسم رؤية جايروف شارما بالدببية أيضًا، وهو محلل طاقة مساهم في فوربس، ويقول إن الأوبك تقلل من شأن إنتاج الولايات المتحدة للنفط الصخري، ذلك الإنتاج الذي تمكن من النمو مقدار ميلوني برميل منذ 2017، وبلغ 11.7 مليون برميل يوميًا. وتستمر التوقعات مشيرة إلى قوة إنتاج الولايات المتحدة على مدار الشهور الخمس أو الست القادمة، مع تنبؤات ببلوغ الإنتاج 12 مليون برميل يوميًا في 2019، و15 مليون برميل بحلول 2025.
ويعي شارما حقيقة إنتاج الولايات المتحدة النوع الخفيف من النفط اللاكبريتي، والمناسب تمامًا لإنتاج بنزين، وليس لإنتاج الأنواع الأثقل من النفط، الآتية من الشرق الأوسط، وهو ما تستخدمه معامل التكرير الأمريكية لإنتاج الديزل وغيره. ولكن، ينصب تركيز السوق بالكامل على أرقام الإنتاج، فخام الولايات المتحدة هو ما يحدد اتجاه السعر، وهو ما يستفيد من أي صعود، كما يقول المحلل المقيم في المملكة المتحدة.
لذا، لو كرر الأوبك توسيع قرار تخفيض الإنتاج، "يمكن تحقيق نطاق السعر المرغوب فيه بين 60-70 دولار للبرميل، ولكن هذا سيشجع على زيادة الإنتاج من الولايات المنتجة للنفط، وخسارة بعض دول الأوبك لحصتها من السوق،" وفق ما يقوله شارما. ويضيف:
"ستصب اللعنة على رأس الأوبك لو خفضت الإنتاج، وإذا لم تخفضه، هذا بجانب ما تواجه من مشكلات مصداقية أخرى. أي من الحركتين ستأتي بالضرر على الخام، وتهدف التحركات إلى محاولة الحفاظ على الأسعار في النطاق المتواضع من 60-70 دولار."
المعادن الثمينة في الطريق نحو الارتفاع
بالنظر للصورة الشاملة للاقتصاد، نرى قصة مختلفة للمعادن الثمينة.
يشهد الذهب صعودًا بطيئًا منذ أكتوبر، ومن المتوقع اختراقه حاجز 1,300 دولار في الأسابيع القادمة، ويمكنه حتى الوصول إلى 1,500 دولار بحلول الربع الأول من العام المقبل، لو استمر الركود العالمي في السيطرة على اهتمام السوق.
يغلق المعدن الأصفر إغلاقًا إيجابيًا للمرة التاسعة خلال 10 أيام تداول، مدعومًا من انزلاق الأسهم، والمخاوف حول الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة، ذلك الإغلاق المستمر منذ الأسبوع الماضي. بالنسبة للتحركات على مدار العام، ما زال الذهب في طريقه لخسارة 2%.
يقول والتر بيوتش، نائب الرئيس التنفيذي لـ Dillon Gage Metals، في تكساس:
"أتوقع أن السعر الذهب سيستفيد من المخاطر الجيوسياسية، والدولار الضعيف، بينما نتجه لـ 2019. وأعتقد بأن الطلب على الذهب سيرتفع ارتفاعًا استثنائيًا، لأن المستثمرين يرون تفجر الدين الأمريكي، وارتفاع نفقات الفائدة، وخروجهما عن نطاق السيطرة، لاستمرار تجاهل السياسيين لكافة الإشارات التحذيرية."
ويتفق سرحان من 50Park Investments، مع ذلك. يقول إنه ينصح المستثمرين بالاتجاه نحو المعادن الثمينة. يقول سرحان:
"لم يصعد الذهب عندما بدأ النفط صعوده منذ 18 شهر، وهو الآن مبغون قيمته بشدة. عندما يرتفع التضخم، وتتلقى تهديدات اقتصادية أو تمر بسوق دببة كما النفط الآن، سيكون من الطبيعي أن تلجأ للذهب للتحوط."