يبدأ عام 2019 وسط حالة كبيرة من القلق والتوتر علي الصعيد الإقتصادي العالمي ، حيث لا تزال كثير من القضايا الإقتصادية و السياسية مفتوحة ولم تحسم بعد ، وتظهر هذه القضايا أن أبعادها لن تكون فقط قاصرة في تأثيرها علي نطاق جغرافي بعينه ، إنما من المرجح أن تمتد أثارها إلي خارج حدود الدول المتورطة فيها.
علي جانب أخر ، يزداد المشهد سوء ، بيد أن المنظمات الدولية الإقتصادية أطلقت توقعاتها المتراجعة للنمو العالمي للعام القادم ، و إزداد إرتباك المشهد أكثر عندما بدأت بعض المنظمات الدولية من إطلاق صافرة الخطر بوجود أزمة مالية عالمية محتملة تلوح في الأفق.
تاتي أبرز التصريحات من جانبي صندوق النقد الدولي ، و منظمة التعاون الإقتصادي و التنمية
خفض صندوق النقد الدولي توقعات الاقتصاد العالمي لعام 2019 بـ 0.2 بالمائة إلى 3.7 بالمائة، لأسباب أبرزها الحرب التجارية بين أمريكا والصين. وحذرت “كرستين لاغارد” مديرة صندوق النقد الدولي، قادة العالم من التوقعات بأن النمو السريع الذي عرفه عام 2017 لن يعود قريباً، قائلة: «بدأت المخاطر تتحقق في جميع أنحاء العالم. فالتهديدات الجيوسياسية أكثر إلحاحاً، وتباطأ النشاط في كل مكان تقريباً، والاسواق تبدو محمومة».
وخفّضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بدروها أيضا توقعاتها لمعدل نمو الاقتصاد العالمي إلى 3.5 بالمائة في 2019، مقابل 3.7 بالمائة في توقعات سابقة. وقال الأمين العام للمنظمة “أنجل غوريا”: « أن الصراعات التجارية وعدم اليقين السياسي يزيدان الصعوبات التي تواجه الحكومات في ضمان بقاء النمو الاقتصادي قويا ومستداما وشاملا».
تعد أبرز القضايا العام القادم ، و التي سيكون لها الأثر الأكبر علي الأسواق خلال عام 2019 هي :-
1 - معدلات نمو الإقتصاد الأمريكي المتراجعة ، والأثار المترتبة علي رفع سعر الفائدة.
2 - الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية و الصين.
3 - الخروج البريطاني من الإتحاد الأوروبي.
4- مدي إستقرار إقتصاد دول أوروبا.
5 - أسعار النفط.
6 - التداعيات علي الأسواق الناشئة.
بقراءة عناوين القضايا فقط سيدرك المتعاملين و القراء أنها ليست قضايا جديدة ، حيث تمثل قضايا أثارت إضطراب الأسواق خلال الربع الأخير من عام 2018 ، إلي جانب أن بعض منها إمتدت أثارها علي العام المنقضي بأكمله.
علي الرغم من النظرة التشاؤمية التي سادت تصريحات المنظمات الإقتصادية الدولية ، إلا أن الأمر قد يكون ليس بهذا السوء ، حيث يمكن لهذه القضايا أن تصل إلي حلول مرضية للأسواق.
سيناريو إقبال المستثمرين على المخاطرة
1 - موافقة المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
2 - تحول الفيدرالي لمعسكر الحمائم، وإيقاف معدل رفع الفائدة لمدة ستة أشهر على الأقل.
3 - تفاوض ترامب/تشي على هدنة تجارية، ورفع التعريفات، وفتح الصين للسوق، والحفاظ بقوة على حقوق الملكية الفكرية.
4 - استقرار الاقتصاد الأوروبي بعد اللين الذي نال منه في 2018، وتسارع النمو في فرنسا وإيطاليا، والتخلص من النزعة الشعوبية المتعالية.
5 - تصويت ترامب والكونجرس الأمريكي على مشروع قانون للبنى التحتية وإحياء النفقات الرأسمالية.
6 - استقرار تداول النفط فوق 60 دولار.
فيما عدا ذلك سيكون فرار المستثمرين من المخاطرة هو القرار الأكيد ، و ستبدأ الضغوط من جديد علي الملاذات الآمنة. لكن ما يدعو المتداولين للتفاؤل هو أن أيا كان طرق حل القضايا ، سيشهد عام 2019 إتجاهات واضحة خلال العام القادم ، سواء كانت أسواق صاعده أم هابطة ، ستكون إتجاهات كثير من الأسواق واضحة مما يجعل مهام التداول أكثر بساطة من عام 2018.