في بحثنا اليومي عن أسباب ارتفاع العديد من الأدوات الاستثمارية ( عملات , سلع ومؤشرات الأسهم ) أو تراجعها الكثير من التعقيدات السياسية والاقتصادية . علمتنا الأسواق أن التعقيدات قد لا تفيد أحياناً كما أن البحث عن أسباب كثيرة لتبرير أو تفسير حركة ما لا يكون مجدياً في كثير من الحالات .
مناسبة الكلام هذا هي قوة مؤشر الدولار الأمريكي الذي عاد مجدداً يوم أمس الى مستويات 97.10 نقطة أعلى مستوياته في شهرين بينما الجميع يبحث عن أسباب منطقية , لا نعتقد أن السبب له علاقة حالياً بالعوائد الأمريكية التي لم تتغير كثيراً , كما أن سياسة الفيدرالي الأمريكي تم ايضاحها مراراً وتكراراً بأنها ستبقى سياسة نقدية متكيفة فلا أحد يراهن على رفع الفائدة السريع. باعتقادنا أن الكلام الإيجابي عن المفاوضات التجارية بين الصين وأمريكا مهمة للغاية ولكنها أيضاً ليست السبب كما نرى حالياً, الذي هو سبب واحد بسيط مرتبط أصلاً بغياب البديل المهم والقوي للدولار الأمريكي حالياً. كان من الواضح أن قوة الدولار الأمريكي ستكون موضع شك ( مازلنا نرى ذلك ولا نعتقد باستمرارها على المدى المتوسط والبعيد) ولكن لندقق في معيارين مهمين تحدث حالياً.
أولاً , تبقى الفائدة الأمريكية عند 2.5% هي الأعلى بين الاقتصاديات المتقدمة , منطقة اليورو 0% , إنكلترا 0.75% , سويسرا أقل من الصفر -0.75% , استراليا عند 1.5% وحتى نيوزيلندا 1.75% . لطالما بحث المستثمرون عن العوائد الأعلى وحالياً الأصول المقيمة بالدولار الأمريكي فوائدها أعلى .
ثانياً , من الواضح تماماً أنه يجب إعادة التوقعات السابقة لقوة اليورو والاسترليني وقدرة البنوك المركزية في هذه الدول على رفع الفائدة لاحقاً خلال العام الجاري . ربما كان من الصعب التنبؤ بمدى سوء ملف البريكزت والمعمعة السياسية البريطانية نفسها والتي من الواضح أنها السبب الرئيسي حالياً لتراجع ثقة المستهلكين البريطانيين وتراجع الثقة بقدرة بريطانيا على جذب الاستثمارات الأجنبية وبالتالي حجمت تدريجياً من قدرة بنك إنكلترا على المناورة برفع الفائدة .
التراجع الحالي لليورو الى مستويات 1.1281$ مقابل الدولار الأمريكي وضعه عند أدنى مستوياته في شهرين , في نفس الوقت تشكل المستويات الحالية دعماً مهماً للغاية نعتقد أنه يمكن البناء عليها تدريجياً. قبل شهر واحد وصل اليورو الى 1.1565$ وعملياً لم تتغير كثيراً المعطيات الاقتصادية الأوربية أو العالمية في الشهر الأخير وبالتالي هذا التراجع ارتبط بقوة الدولار الأمريكي اضافةً الى ملف البريكزت السيئ الذي لا يريح الأوربيين حالياً.
يشير المؤشر اليومي لليورو الى بقاء الضعف حالياً قد توصله الى 1.1220$ , بينما يظهر المؤشر الساعي ( ساعة واحدة ) استقراراً أكثر تدفع به للأعلى تدريجياً.