إستقرت أسعار الذهب عند أعلى مستوياتها في أسبوعين بجلسات اليوم الاثنين, وبالقرب من أعلى مستوياتها في 2019. حيث إنخفض الدولار في حين إرتفعت الأسهم على خلفية التوقعات المتزايدة لإتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والصين كما وضحنا في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا السابقة (المحادثات التجارية تسيطر على الأسواق وتوسّع مكاسب الأسهم).
وإرتفع الذهب بالأسبوع الماضي محققاً مكاسب بمقدار 1.32% ليستمر حتى جلسات بداية الأسبوع محققاً اليوم مكاسب بمقدار 0.4% حتى كتابة هذا التقرير عند 1326.1 دولار للأونصة مع وجود عطلة بالأسواق الأمريكية بمناسبة يوم الرؤساء, وهو أعلى مستوى منذ 31 يناير.
في حين الأحداث الجارية من الممكن أن تعزز من أسعار السلع مع أعلان الرئيس "دونالد ترامب" يوم الجمعة حالة الطوارئ الوطنية في محاولة لتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك دون موافقة الكونغرس, وهو عمل تعهد الديمقراطيون بتحديه إنتهاكاً للدستور الأمريكي.
بعد أن عزز عدم اليقين بشأن النمو العالمي أضاف التفاؤل بالمحادثات التجارية الجارية على مستوى رفيع بين الولايات المتحدة والصين من جاذبية الملاذ الآمن للمعدن الثمين, وهذا مع إستئناف الولايات المتحدة والصين المحادثات التجارية هذا الأسبوع في واشنطن.
بعد محادثات بكين الأسبوع الماضي ومع ضيق الوقت قبل الموعد النهائي بأول مارس لتخفيف حربهما التجارية على الرغم من قابلية تمديد المهلة كما وضح الرئيس الأمريكي.
أما على أساس فني, بلغ معدن الذهب أعلى مستوى له في 9 أشهر عند 1326.3 دولار للأونصة في 31 يناير, وهو حالياً يتداول بالقرب من تلك المقاومة حيث بإختراقها يعزز من الأسعار لإستهداف مستوى المقاومة الأول عند 1335.5 قمة 22 أبريل.
كما إغلاق أسبوعي أعلاها يعزز من مكاسب المعدن الثمين لإستهداف المقاومة الثانية عند 1347 ثم المقاومة الهامة عند 1359, ولكن الفشل في إختراق مقاومة يناير الماضي قد يهبط بالسعر لإختبار مستوى الدعم الأول عند 1314 في حين نجح بإختراقها قد يستهدف متوسط متحرك 21 يوم عند 1307 دولار للأونصة.
النفط
يبدو أنه مع تفضيل السلع الأساسية في المعضلة غير النمطية بين الدولار والأسهم في الولايات المتحدة كما يرى بعض المحللين, ولكن هذا بإستثناء النفط الخام. حيث إن الإنتعاش الحاد في سوق الأوراق المالية على خلفية إنخفاض توقعات رفع معدل الفائدة له مخاطر عالية على الإرتداد مما سيؤدي إلى الضغط على الدولار ودعم السلع لا سيما المعادن.
فقد إرتفعت مكاسب النفط الخام أكثر من 22% منذ بداية هذا العام حيث تعتزم السعودية وروسيا التوسع في تخفيضات إنتاجهما, وهذا يخفف المخاوف من أن يؤدي الإنتاج القياسي للولايات المتحدة من وفرة عالمية. أيضاً مع تعرض المزيد من الإمدادات للخطر بسبب العقوبات الأمريكية ضد فنزويلا وإيران.
أن النفط الخام يتداول بالقرب من أعلى مستوى له منذ 20 نوفمبر على خلفية التفاؤل بالمحادثات التجارية, وأيضاً بعد الإنقطاع في أكبر حقل بحري في العالم في المملكة العربية السعودية مما يشير إلى تشديد العرض.
في غضون ذلك تشير التقارير إن السعودية تقوم بتصليح كابل كهرباء متضرر أدى إلى كبح الإنتاج في حقل السفانية, والتي لديها القدرة على ضخ 1.2 مليون إلى 1.5 مليون برميل من خام النفط الخام في اليوم.
أيضاً تتراجع المخاوف بشأن الحرب التجارية الذي يزيد من تفاقم التباطؤ العالمي في وقت تسرع فيه "أوبك" وحلفاؤها في تنفيذ تخفيضات إنتاج النفط المتفق عليها في ديسمبر, وأبلغت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" عن بداية قوية لأحدث جولة من التخفيضات في العرض حيث تعهدت السعودية بتخفيض المستويات المتفق عليها.
أما على أساس فني, كما توقعنا في مقالتنا السابقة منذ بداية فبراير أن يستمر النفط الخام في مكاسبه فمع إستمرار الحفاظ على تداولاته الأسبوعية أعلى 52.50 سوف يستهدف متوسط متحرك 100 يوم عند 57.45 ثم المقاومة الثانية عند 59.35, ومع النجاح بالحفاظ على التداولات أعلاها قد يستهدف متوسط متحرك 200 يوم عند 63.25.
Abdelhamid_TnT@