المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 7/8/2019
يحلق ثيران الذهب بزهو فوق الأسواق، ومضى وقت طويل منذ شعورهم بهذا الأمر، ولا يمكن لهذه التجربة سوى أن تزداد زهوًا وقوة.
فوقعت أسعار الذهب في السابق تحت حصار جراء التوسع الاقتصادي الأمريكي الذي استمر لعقد من الزمن، وظل الذهب لسنوات عدة في اتجاه هابط، منذ وصل إلى الرقم القياسي 1,911.60 دولار للأونصة في سبتمبر 2011.
وربما انكسرت الآن دائرة الشؤم تلك، بفضل الصين "المتلاعبة بالعملة."
فلا يبدو أن حرب القرن التجارية على وشك الانتهاء عمّا قريب، بينما تفكر إدارة ترامب في أساليب جديدة للتفوق ذهنيًا على الصين، جراء تخفيض الأخيرة قيمة عملتها، وربما تسعى عقود الذهب الآجلة نحو الرسو عند منطقة 1,800 دولار، بعد عبورها حاجز 1,500 دولار للمرة الأولى في ست سنوات يوم الثلاثاء.
الذهب يرتفع وحده، دون مساعدة من الدولار بعد
الملمح الأكثر إرباكًا في صورة تحركات الذهب الآن هو: أن تحركات الذهب الحالية ليست قائمة على أي شيء سوى مكانته كملاذ آمن، وليس كعملة مقومة بالدولار، فتتحرك في اتجاه معاكس له. وتلك شهادة على أن الذهب وحده هذه المرة يجذب المستثمرين الخائفين من الأزمات السياسية والاقتصادية.
يقيس مؤشر الدولار قوة الدولار الأمريكي أمام سلة تتألف من ست عملات رئيسية، وبرهن على قوته خلال حرب التجارة عندما بلغت أوجها، ليتماسك فوق 97، حتى بعد تخفيض الفيدرالي معدل الفائدة مقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي. وتستمر الرهانات القوية حول إقدام الفيدرالي في خفض معدلات فائدته وتيسير سياسته النقدية خلال الشهور القادمة، ردًا على تخفيض الصين لقيمة عملتها.
ويقول محلل واستراتيجية العملات، كريستوفر فيكيو، إنه يؤمن بعقود الذهب وقدرتها على العودة لسابق مجدها بعد اختراق الاتجاهات المنخفضة التي عانت فيها منذ ارتفاع 2001.
ويضيف فيكيو:
"موضع خط الرقبة هنا يحدد الأهداف المرتفعة النهائية في رالي الذهب السعري طويل المدى. ومنذ نهاية يونيو، وسعر الذهب لم يأت على أي تحرك يدحض ما نضع من آمال متفائلة."
"ومن وجهة نظر محافظة، يكون اختراق خط الرقبة عند ارتفاع يناير 2018، سعر 1,365.95 دولار، ومن ناحية عنيفة، يكون الاختراق عند ارتفاع أغسطس 2013، لسعر 1,433.60، يكون الهدف من تلك الاختراق سعر 1,820.99 دولار.
وفي منتصف يوم التداول خلال الجلسة الآسيوية للأربعاء، وصلت عقود الذهب القياسية لكوميكس، تسليم ديسمبر إلى 1,498.45 دولار، بارتفاع 14.25 دولار أو نسبة 1% تقريبًا. وصلت الجلسة لذروتها عند سعر 1,502.25 دولار، وهو ارتفاع لم تصله منذ أغسطس 2013.
وارتفع العقد الآجل 3% هذا الأسبوع، 4% خلال الشهر، و14% خلال العام.
العقود الآجلة والفورية فرصة شراء قوية
يعطينا التحليل التقني اليومي لـ Investing.com إشارة "شراء قوي، مع مقاومة عند 1,516.66 دولار.
تعكس العقود الفورية للذهب سعر الذهب في التداولات، وتقف عند 1,486.44 دولار، بعد وصولها أعلى 1,490.22 دولار للأونصة خلال تداولات اليوم.
وتمكنت العقود الفورية من جني أرباح نسبتها: 3% هذا الأسبوع، و5% للشهر، و16% للعام.
وكما تظهر التحليلات الفنية اليومية من Investing.com، فالعقود الفورية عليها تزكية شراء قوية، والمقاومة لها عند 1,504.85 دولار.
حتى لو سقط فإلى أي مدى؟
إذن، ماذا لو انتهى اختراق الذهب على نحو مضطرب؟ إلى أين يمكن أن يتجه؟
يقول جايمس ستانلي إن هذا الأمر غير محتمل، فلن يكون الانهيار إلى المستويات التي شهدناها في الماضي، فلن يهبط أبعد من مستويات 1,300 دولار، السائدة منذ يونيو.
وقال ستانلي:
"لسنا متجهين نحو بنوك مركزية صقرية في الوقت الراهن، ومن المحتمل أن يظل الضغط قائم على النمو الاقتصادي العالمي، وذلك حتى وضع حد لأزمات تجارية عدة."
"ومن النقطة الحالية يبدو أن استراتيجية الصين ستكون انتظار الانتخابات الأمريكية في 2020، والتي من شأنها الضغط على النمو لفترة طويلة من الوقت."
ويرى ستانلي في هذا السيناريو سياق مشابه لما وقع بعد الأزمة المالية العالمية، عندما انتهجت البنوك المركزية العالمية سياسات تيسيرية، أو على أقل تقدير وضعت السياسات هذه في الاعتبار.
وأضاف ستانلي:
"إذن، في حال لم تنته تلك المرحلة، مثلما وقع في الفترة ما بين فبراير وأبريل هذا العام، يظل الدعم طويل المدى في المناطق الرئيسية محتمل، لأنه لم يتم اختبار الدعم منذ اختراق الأسعار في يونيو."
"فالمستويات حول 1375، و1357.50، كانت في السابق ارتفاعات سنوية، والتي أظهرت مقاومة