فيروس كورونا: ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين (الجزء 1)

تم النشر 21/03/2020, 20:19

سوف نتحدث عن موضوع فيروس كورونا ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين من خلال سلسلة مقالات وسوف تكون هذة هي المقالة الأولى بعنوان

فيروس كورونا ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين(1)

ظهرت العديد من الشائعات الذي تتحدث عن أن الصين هي من افتعلت فيروس كورونا من أجل السيطرة على الشركات الأجنبية وشراء أسهمها بأرخص الأثمان وبأسعار شبه مجانية جراء تبعات وتأثير فيروس كورونا على الاقتصاد الصيني وضعف الاقتصاد وتضرر الشركات وهبوط أسعار أسهمها مما يدفع المستثمرين بالتسابق لبيع أسهم شركاتهم وتقوم الحكومة الصينية بشراء أسهم هذه الشركات المملوكة لمستثمرين أمريكان وأوروبيين والسيطرة عليها بدون دفع أي مقابل وبشكل قانوني.

ومن خلال سلسلة المقالات التي سوف أنشرها سوف أوضح مدى صحة هذه الإشاعات من خطأها وسوف نتعرف من خلال المقالة الأولى عن مدى تأثير فيروس كورونا على الصين والاقتصاد الصيني.

سوف أجيب أولا على السؤال الذي يتردد ويطرح نفسه كثيرا هل فيروس كورونا عبارة عن سلاح بايولوجي تم صناعته من أجل تطور مراحل الحرب التجارية ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين؟

مثل ما نعرف انه بدأت الدولتين بتبادل الاتهامات فيما بينهم بخصوص ان الفيروس تم صناعته بيولوجيا ونشره كسلاح من اجل استهداف الطرف الاخر ومثل ما استمعنا الى تصريح ليجان زاهو، نائب رئيس إدارة المعلومات بوزارة الخارجية الصينية في تغريدة على صفحته الرسمية بتويتر، حيث قال: "CDC (مراكز مكافحة الأمراض واتقائها بأمريكا) متى بدأ المريض الأول في أمريكا؟ كم عدد الأشخاص المصابين؟ ما أسماء المستشفيات؟ يمكن أن يكون الجيش الأمريكي هو من جاء بالوباء إلى ووهان. كونوا شفافين، أعلنوا بياناتكم للعامة! الولايات المتحدة تدين لنا بتفسير".

وعلى الطرف الاخر وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فيروس كورونا بـ "الفيروس الصيني"، مكررا الوصف نفسه 3 مرات في ظرف ساعة واحدة.

وقال ترامب، الأربعاء، في سلسلة تغريدات: "لأولئك الأشخاص الذين هم الآن عاطلون عن العمل بسبب سياسات الاحتواء الهامة والضرورية، نتيجة إغلاق الفنادق والحانات والمطاعم، على سبيل المثال، سنرسل لكم الأموال قريبا. فهجوم الفيروس الصيني ليس بخطأكم. سنكون أقوى من أي وقت مضى".

وأضاف: "سأعقد مؤتمرا صحفيا اليوم لبحث الأنباء الهامة جدا من إدارة الأغذية والأدوية بشأن الفيروس الصيني".

وتابع: "أنا دائما مع تعاطيت مع الفيروس الصيني بجدية قصوى، وأبليت بلاء حسنا للغاية من البداية، بما في ذلك قراري المبكر جدا بإغلاق "الحدود" مع الصين- وذلك ضد رغبة الجميع تقريبا".

وهذه ليست المرة الاولى التي يصف فيها ترامب كورونا بالفيروس الصيني، فقبل أيام استخدم الوصف نفسه في تغريدة على موقع تويتر.

وتمثل هذه التوترات الحلقة الأحدث من مسلسل الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة والصين التي تعكس تدهور العلاقات فيما بينهما في الفترة الأخيرة بسبب مشكلات منها ما يتعلق بالشأن التجاري، وحقوق الملكية الفكرية، علاوة على مشكلات أخرى بين البلدين بسبب حرية الصحافة التي احتلت دائرة الضوء مع بداية تفشي فيروس كورونا.

السؤال الآن ما هو الهدف من الاشاعات وتبادل الاتهامات ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين؟

من وجهة نظري ان الصين تحاول التخلص من الانتقادات والاستياء واللوم العالمي الذي وجه لها بسبب انها مع بداية ظهور فيروس كورونا حاولت الحكومة الصينية إسكات بعض الأطباء الذين حذروا من الفيروس وتكتمت على الموضوع وتعاملت معه بسرية تامة وتريد ان تبرر ان السبب في تعاملها معه بسرية تامة هو ان الفيروس كان نوع من انواع الاسلحة البيولوجية الذي وجهتها لها الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الحرب التجارية فيما بينهم لاستهداف الاقتصاد الصيني وتدميره خوفا من منافسة الاقتصاد الأمريكي الي يعتبر الأول على مستوى العالم.

أما الولايات المتحدة الامريكية تحاول ربط الفيروس بالصين محاولة لتشويه سمعتها وإدانتها أمام العالم كدولة وحشية صنعت وباء أربك العالم بأسره وادى إلى فقدان الكثير من الأحباب في بعض الاسر على مستوى العالم وأدى الى تضرر اقتصاد دول العالم ككل مما يكسب الامريكان ورقة رابحة في حربها التجارية مع الصين والحصول على تأييد وتعاطف عالمي في خطواتها المستقبلية لمحاربة الصين تجاريا.

وفي ظل انتشار فيروس كورونا الى جميع انحاء العالم وإعلان منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا صبح وباء عالميا مما أدى الى نشر الخوف والرعب والقلق من المجهول مما ولد ظهور سلسلة من النتائج السلبية على الاقتصاد بدأت بانخفاض النمو وتراجع الإنتاج بسبب توقف الحياة وإعلان الحجر الصحي وعزل مدن بالكامل على سبيل المثال مدينة ووهان الصينية ـ إحدى أكبر مدن البلاد، وبؤرة تفشي الفيروس، إذ توقفت وسائل النقل فيها عن العمل والمصانع وكل اشكال الحياة.

وفي الوقت الحالي بدأت كل الدول تحذو نفس الخطوات ومثل ما نشاهد اليوم حتى في الوطن العربي بدأت الحياة تتوقف وحركة الطيران شبة متوقفة بالكامل وفي هذه الحالة تتكبد الشركات الصناعية والمنتجة المزيد من الخسائر فتضطر الى تقليص عدد العاملين وتسريحهم مما يؤدي إلى ارتفاع نسب البطالة ويتراجع النمو ويصيب الاقتصاد حالة من الانكماش ومثل ما نلاحظ بدأ الاقتصاد العالمي يتضرر بالكامل سواء في اوروبا أو في أميركا او في الشرق الأوسط ولتجنب المشكلة الاقتصادية الناتجة عن الفيروس يجب اتخاذ إجراءات فورية من الحكومات ومن المواطنين أيضا وهي بالسيطرة على الخوف والعودة الى الله سبحانة وتعالى والالتزام بالتعليمات المقدمة من قبل الجهات المختصة .

وأما ما يخص الحكومات يجب عليها التحرك الفوري للسيطرة على الاقتصاد من خلال اتخاذ الحلول والاجراءات الاقتصادية الفورية كتخفيض أسعار الفائدة وتنفيذ بعض برامج التيسير المالي والنقدي وبرامج لشراء السندات، وضخ أموال لإنقاذ الاقتصاد من أزمة فيروس كورونا من اجل التحفيز للنمو وبدء التخلص من شبح الركود الذي لو تمكن من الاقتصاد العالمي فمن الممكن ان يقضي على النظام الاقتصادي العالمي الرأس مالي الشرس.

ويعاني العالم اجمع من تبعات انهيار هذا النظام .

وسوف نتحدث عن الصين كيف تعاملت مع فيروس كورونا واستطاعت احتواءه والسيطرة عليه من خلال المقالة القادمة .

تقبلوا اطيب التحيات

أ/ محمد قيس عبد الغني

فيروس كورونا ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.