لن أتداول مرةً أخرى، هذا السوق ليس مجالي، لن أصمد أمام المتداولين المخضرمين...إلخ
كثيرًا ما تترد هذه العبارات في ذهن المتداول عندما تمحو الخسائر محفظته بالكامل أو جزء كبير من رأس ماله، وعندها يتخذ القرار الصعب وهو التوقف عن التداول، لكنه بعد فترة من الزمن يحن إلى السوق ويعاود متابعة أخباره ليعود ويودع الأموال مجددًا، ويكون السبب في توقفه عن التداول هو أنه أخطأ في التحليل والذي نتج عنه قرار خاطئ في اتخاذ قرار البيع أو الشراء، أو قد يكون أخطأ في تحديد أوامر وقف الخسارة وجني الربح، لكن يبقى السؤال: ما الذي أعاده إلى السوق؟
الجواب ببساطة أن أغلب من عاد إلى السوق على يقين تام بأنه يفقد القطعة التي ستعزف له سيمفونية الربح، وبعثوره على هذه القطعة ستصبح الخسائر مجرد ذكريات وخبرة يقدمها للمقبلين على التداول.
فالخسارة والخطأ في التحليل الفني جزء لا يتجزأ من حياة المتداول، ولست وحدك من يخطئ، فحتى المحللين يخطئون في تحليلاتهم أو قد يسير السوق بعكس توقعاتهم، وسأبدأ بنفسي لأعرض لك كيف أن المحلل يخطئ أحيانًا، ففي مقال لي بتاريخ 23- كانون الأول-2020م بعنوان تحليل اليورو دولار ظهرت إشارة (دايفرجنس divergence) وسار السوق بعكس ما توقعت، هل هذا يدفعني إلى التوقف عن التداول؟
الإجابة: لا، ذلك أني حددت أمر وقف الخسارة بحيث أخرج بأقل الخسائر حيث كانت الخسارة 27 نقطة فقط، لكن بماذا أفادتني التجارب السابقة والخبرة في هذه الحالة؟
ما استقدته من خلال تجاربي وهو ما يقع به معظم المتداولين، هو عدم تحرك أمر وقف الخسارة الذي قمت بتحديده مسبقًا، فلو قُمتُ بتحريك أمر وقف الخسارة لفاقت خسارتي المئة نقطة، وتذكر أن السوق مليء بالفرص، وخسارتك لصفقة واحدة أو اثنتين ليس سببًا لتسدل الستار على رحلتك في عالم الفوركس.
لذا لا تيأس عندما تخطئ في التحليل، فبما أنك تستطيع تحديد اتجاه السوق ونقاط الدعم والمقاومة فأنت متداول رائع، لكن عليك صقل مهاراتك وإيجاد القطعة المفقودة في استراتيجيتك والتي ستعزف لك سيمفونية الربح.