باتت الأسواق على قناعة تامة بأنه على الرغم من تخفيض الفائدة الأمريكية بربع نقطة مئوية قبل شهر من الآن , باتت مقتنعة بأنه لن يكون هناك من سرعة في تخفيضها كما كانت الكثير من التوقعات تقول . المنطق يقول بأن الفيدرالي الأمريكي سيبقى كما كان , متكيفاً في سياسته النقدية دون التركيز على منحى عوائد السندات أو على التكهنات بحدوث ركود محتمل , يفضل الاعلام الحديث عنه باستمرار وهذه حقيقة جزء من المشكلة , أي تعيش الأزمة قبل حدوثها . الفائدة عند 2.25% في أمريكا هي الأعلى بين العملات العشرة الرئيسية , بمعنى آخر , مجرد شراء الدولار الأمريكي يعطيك عوائد أعلى من البقية بسهولة قبل أن يضيع المستثمرون في تفاصيل التقلبات اليومية. الآن مايمكن أن نقوله أن هناك خطين رئيسين لهذه السياسة:
أولاً, تخفض أمريكا الفائدة في البنك المركزي الفيدرالي لعوامل سياسية واقتصادية مرتبطة بسياسة نقدية ودورة اقتصادية.
ثانياً, يتبع الفيدرالي الأمريكي سياسة نقدية متكيفة , أي يخفض الفائدة عند الحاجة . المعنى هنا أن رفع الفائدة لن يحدث في سيناريو مماثل كالذي نعيشه حالياً, أي أن الاتجاه القادم هو لفائدة أدنى . النمو الذي يعيشه الاقتصاد الأمريكي والزخم القوي لسوق العمل لن يكون هناك أعلى منه ضمن المعايير الحالية للانتاجية والتجارة الدولية والرسوم المفروضة والطلب العالمي وقوة الدولار الأمريكي الحالية.
الاتجاه الحالي للفائدة الأمريكية والسياسة النقدية تجعل من تصحيح الدولار الأمريكي عملية تدريجية, كما أنها ستفتح الباب لمزيد من الارتفاعات في المعدن الثمين ( الذهب ) . التأثير الأكبر في الذهب سيكون في حدوث اتفاق تجاري صيني - أمريكي يجعل من سعر صرف اليوان مستقراً دون تراجع. القرار الذي اتخذته السلطات النقدية الصينية بتخفيض سعر الفائدة على التمويل سيرفع من تداول الكتلة النقدية بفائدة أدنى , سترفع معها التضخم الصيني تدريجياً, التضخم الصيني حالياً عند 2.8%, وهذا أفضل سيناريو قد يحدث للمعدن الثمين.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحديثات اليومية وتحليلات الأسواق.