ارتفع سعر برميل النفط يوم أمس بعد أن شهدت نتيجة تقرير الطاقة انخفاضا ً كبيرا ً غير متوقع في المخزون الأمريكي. فسجل برميل النفط سعرا ً تاريخيا ً جديدا ً فاق 112 دولار للبرميل. من جهة أخرى انخفض الدولار الأمريكي بحدة مقابل العديد من العملات الرئيسية بعد فترة راحة أخذها الدولار خلال الفترة الماضية مما رفع سعر الذهب يوم أمس بشكل كبير بعد أن كان قد انخفض خلال تداولات يوم أمس محققا ً سعره الأدنى 902.95 . لكن انخفاض الدولار الأمريكي وارتفاع سعر النفط رفع سعر الذهب ليحقق أعلى سعر له عند 935.40 مغلقا عند سعر 931.85 .
يعتبر الذهب الغطاء الذي يحمي من انخفاض القيمة الشرائية للعملات , والعلاقة بين سعره وسعر صرف الدولار الأمريكي علاقة عكسية , وكذلك فعلاقة أسعار الذهب مع سعر برميل النفط هي علاقة طردية . فارتفاع سعر برميل النفط إلى هذه الحدود يوم أمس ارفع تكاليف الإنتاج كثيرا ً , إذ إن سعر برميل النفط ارتفع خلال ثلاثة أسابيع ما يزيد عن 10% من قيمته . وكانت قد أعلنت شركات الذهب الإفريقية بأنها نجحت بتخفيض استهلاك الطاقة بمعدل 4% , لكن ارتفاع سعر برميل النفط هذا جعل التخفيض في استهلاك الطاقة لا يكفي للحد من تكاليف السباكة والتنقيب مما وضع تكلفة إضافية على القيمة الأولية لسعر أونصة الذهب رافعا ً سعر الذهب بمقدار 1.74% خلال يوم واحد .
انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي قبل قرار الفائدة الأوروبية هذا اليوم , فمن المتوقع الإبقاء على الفائدة المرجعية في أوروبا عند قيمتها 4.00% , من جهة أخرى فالتوقع يشير إلى تخفيض في الفائدة الفيدرالية لتصبح 2.00% أو 1.75% خلال هذا الشهر . مما جعل المستثمرون يفكرون باتجاهين مختلفين , الأول هو انخفاض قيمة صرف الدولار الأمريكي مقابل اليورو والتي انعكست على العديد من العملات الأخرى , والثانية هي التضخم في أوروبا والذي وصل حده الأعلى عند 3.5% . وهذا بدوره أضاف عزما ً للصعود على سعر أونصة الذهب .
هذا اليوم وخلال الفترة الآسيوية تداول الذهب قرب إغلاقه ليوم أمس ما بين أعلى سعر 935.15 والأدنى 929.30 بتداولات إيجابية جدا ً , فكما وضحنا يوم أمس فإن التداول الإيجابي مستمر على الذهب حتى في لحظات الهبوط بتفوق الطلب على العرض معظم الأحيان .
صندوق النقد الدولي أقر خطة ينتظر من الولايات المتحدة الأمريكية الموافقة عليها , وهي بيع احتياطيات من الذهب في الأسواق العالمية على فترات خلال السنتين القادمتين , وذلك لدعم القطاعات المصرفية العالمية عن طريق توفير السيولة الكافية . من جهة أخرى ذكر في الخطة إن صندوق النقد الدولي يعتزم شراء بعض السندات الحكومية بأنواعها والكثير من سندات الرهن العقاري الأمريكية للحد من انهيار سوق الإسكان وتداعي القطاعات المصرفية . لكن كما نرى وكما تم التوضيح في تقريرنا أمس , فإن صندوق النقد الدولي لا يستطيع طرح كميات كبيرة دفعة واحدة خوفا ً من التسبب بعنف في الأسواق المالية تزيد مدى القلق لدى المستثمرين . فسيكون طرح هذه الكميات بطريقة تدريجية على مدى فترات طويلة .فبالرغم من أن هذه الكميات تزيد كثيرا ً عن المتعاقد عليه من قبل الدول الأعضاء , إلا إن موافقة الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت في الانتظار .
أخيرا ً , تشير بعض التحاليل الاقتصادية إلى إن سعر الذهب تم تأكيد استهدافه لمستويات 1100 دولار للأونصة الواحدة . وهذا خلال الفترة الممتدة إلى بداية عام 2009 . لمكن الأمد القصير ما زال يحمل تذبذبا ً عاليا ً في سعر أونصة الذهب يسببه عدم التأكد من وضع الاقتصاد العالمي بشكل دقيق