المتابعون لمقالاتي و وجهات نظري الاقتصادية يعلمون تماماً حجم التمسك بوجهة نظري الراسخة وهي (ارتفاع سعر الين الياباني والمعادن الثمينة)، والأسباب كلها مطروحة في المقالات المتسلسلة والتي سبق نشرها.
كيف أنظر للمرحلة القادمة؟
إن التداعيات الأخيرة في الحرب التجارية بين أمريكا والصين وحالة الفعل و رد الفعل المضاد التي ستزيد حجم كرة الثلج الساخنة كما أطلقت عليها في مقالي تحت عنوان " كرة الثلج الساخنة... والملاذات الآمنة!" الذي تم نشره بتاريخ 20-05-2019، بالإضافة إلى تنويهنا إلى حتمية لجوء ترامب إلى التدخل المباشر في سعر صرف الدولار وذلك حسب النقطة الرابعة في مقال " هل يكفي أن تركز الأسواق على قرار الفيدرالي المرتقب اليوم؟" والذي تم نشره بتاريخ 31-07-2019، وبالفعل فعلها ترامب الجمعة في جلسة نهاية الأسبوع والتي كانت سبباً في ارتفاع الين والمعادن الثمينة.
كل هذا سيجعل الملاذات الآمنة بقيادة المعادن الثمينة والين الياباني في حالة تألق متزايدة على المدى المتوسط والطويل.
كيف ستفتح الأسواق وخاصةً أن قرار ترامب بفرض ورفع التعرفة الجمركية على الصين قد تم بعد إغلاق الأسواق يوم الجمعة؟
- الفجوات السعرية ستكون أمراً حتمياً.
- ارتفاع الين الياباني، ولا استبعد افتتاحه عند مستويات 104 واستمرار ارتفاعه ليكسر مستوى الدعم الأسبوعي لشهر مارس 2018.
وللتذكير فإني توقعت ارتفاع الين إلى مستوى 102 قبل نهاية عام 2019 وذلك في مقالي " طريق الفيدرالي المسدود..... ومرحلة تألق الين!" والذي تم نشره بتاريخ 21-05-2019، والتطور الدراماتيكي للأحداث مؤخراً سيعزز هذه النظرة، لا بل وسيسرعها، ولا استبعد أن نشهد في الربع الأول من عام 2020 أو قبله مستويات القمم السعرية للين و التي شهدها في سنوات 2015-2016.
هل سيتدخل الـ (BoJ) عند مستويات 102-101؟
غرفة العمليات في البنك المركزي الياباني كما نعلم جميعاً هي في حالة عمل مستمر ودائم للحفاظ على سعر الصرف، والمركزي الياباني لا يخفي انتهاجه للسياسة النقدية التسهيلية منذ سنوات، ولكن من وجهة نظري فإن مفعول التدخل لن يستطيع الصمود أمام هامش المناورة الذي يمتلكه دولار الرئيس ترامب، فكما نعلم جميعاً أن معدلات الفائدة في اليابان هي في الـ Negative Territory، وهي تحت الضغط الكبير والمستمر أساساً من طرف السياسة التسهيلية للمركزي الياباني، في المقابل فإن الفائدة على الدولار موجبة، وبالتالي هامش المناورة وفاعلية الأدوات المالية التي يمتلكها الدولار هي أقوى مما هو عليه الحال لدى الين الياباني.
إن إشارة ترامب لقوة الدولار والاقتصاد الأمريكي ما هي إلا تأكيد على رسالة منه مفادها بأن هامش المناورة الذي يمتلكه بخصوص التدخل في سعر الصرف والذي أعلنه الجمعة هو هامش كبير، وأن الدولار والاقتصاد الأمريكي يستطيعان أن يتحملا ويناورا أكثر في مواجهة حرب العملات التي تتنهجها الدول المنافسة للاقتصاد الأمريكي كما يراها ترامب.
من جانبٍ آخر صحيح أن الرئيس ترامب لا يملك صلاحية مباشرة لإقالة جيروم باول، ولكن يمتلك أدوات عرقلة عمل الـ Fed، وبطاقات الجوكر كثيرة في يده ومنها وزارة الخزانة الأمريكية وما تمتلكه من صلاحيات وأدوات للتدخل في سعر الصرف، بالإضافة إلى أدوات وزارة التجارة الأمريكية.
خلاصة الأمر:
- ترامب سيسعى إلى تنفيذ رغبته في دولارأضعف مهما كلف الثمن؛ لأنه يرى أن هذا الأمر من شأنه أن يرجح كفة الصادرات الأمريكية وسيشكل ورقة ضغط إضافية على الفيدرالي لانتهاج سياسة نقدية أكثر تسهيلاً، وسيعطي ترامب مكسباً سياسياً داخلياً مع قرب استحقاق الانتخابات الرئاسية.
- نؤكد ونرسخ نظرتنا تجاه مزيد من القوة للمعادن الثمينة والين الياباني.