ظلت حركة الأسواق مرتفعة وفي حالة تفاؤل مع وجود الأسواق الأمريكية في المقدمة بارتفاع أسهمها في كوريا الجنوبية بنسبة تصل إلى 20.4 في المئة، وفي البرازيل ارتفعت إلى ما يزيد عن 24.8%، وبالنسبة لبورصة هونغ كونغ ارتفعت الأسهم بنسبة 34.4%، وعليه فنرى أن أسهم إس آند بي تجاوزت نسبة ارتفاعها 24.8%، ولكن نرى أن بورصة هانواي الفيتنامية كانت الأفضل أداءا هذا العام، حيث ارتفعت بنسبة 50.5% هذا العام.. وجاء هذا الارتفاع على الرغم من حالة من التوتر السياسي التي ضربت دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا، إذ زادت قوة الأحزاب الشعبوية في أوروبا، وأصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وفي إسبانيا صار الإنفصاليون في كتالونيا ذو قوة أكبر ولاحت بقوة احتمالات انفصال الإقليم عن أسبانيا، وشهدت النمسا انتخابات تدل على عدم ثقة النمساويين في الاتحاد الأوروبي، حيث فازسبستيان كيروز من حزب الشعب النسموي. وفي بريطانيا التي كانت العاصمة المالية للاتحاد الأوروبي تحاول الآن الخروج من عباءة الاتحاد، بعد تصويت أشار إلى رغبة الإنجليز بترك الاتحاد الأوروبي. ونضيف عليه وجود أحزاب شعبوية بدأت في زيادة قوتها في جنوب ووسط أمريكا. كما تزايدت احتمالات شن كوريا الشمالية حرب، بعد عدة تجارب للصواريخ الباليستية.
وتسائلنا في بداية هذا العام ما إذا كان مؤشر داو جونز الصناعي سيصل إلى 20 ألف إذ بدء عام 2017 بقيمة 19872.86. ولكن فاجئنا المؤشر يوم الجمعة السابق للكريسماس بإغلاق على قيمة 754.06 ,24، وهذا بارتفاع يبلغ 25.2% لهذا العام، وأعلى بنسبة 23.7% من رقم 20 ألف الذي تنبأنا به. ومن المذهل أن نجد أن مؤشر داو جونز على مدار عام 2017 سجل 70 رقم قياسي، وأكبر رقم إغلاق جاء نهاية هذا العام، وبذلك نجد أن استطاع تجاوز الرقم 69 الذي أحرزه في عام 1955.
ولم يتخلف مؤشر إس آند بي 500 عن تسجيل أرقام عالية، فببداية عام 2017 سجل رقم 2251.57، وفي إغلاق ما قبل إجازة نهاية الأسبوع وصل إلي 2683.34، وبذلك ارتفع 19.8%. وتجاوز مؤشر نازداك كافة التوقعات هو الآخر بنسبة ربح على مدار العام تصل إلى 29.2%، وتفوق عليه قطاع التكنولوجيا بأسهم ارتفعت قيمتها حاليا بنسبة 33% (نستخدم في هذه المقارنة كلا من: إشاريس الولايات المتحدة للتكنولوجيا، وبورصة نيويورك كأساس للمقارنة).
ويظهر أن أسعار النفط تعافت أخيرا من الانخفاض الهائل الذي واجهته في عام 2016، ولكن يظل الدولار في وضع غير مستقر. تقلب الأسعار لا يزال غير موجود من الناحية النظرية، ولكن نجد أن العملات المشفرة كانت محط الأنظار المترقبة هذا العام، فكانت هناك ارتفاعات خيالية في قيمتها عند الحديث عن الربح بمعايير النسب المئوية ولتفصيل ذلك نجد: ارتفعت البيتكوين بنسبة 1200% لعام 2017، إذ بدأت العام بقيمة 999 دولار. وبالحديث عن إيثيريم نجد أن قيمته قفزت من 8.17 دولار إلى 624.3 دولار أي بنسبة 7541%. وصعد ريبيل من قيمة 0.00652 دولار إلى 0.90 دولار أي بلغت نسبة الارتفاع 13.700%.
وعلى صعيد أهدأ، قام نظام الاحتياطي الفيدرالي برفع قيمة الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، مع تنبؤ بوجد ثلاث ارتفاعات أخرى على مدار عام 2018.
1- 26 يناير: شهد هذا التاريخ ارتفاع مؤشر داو جونز إلى ما يتجاوز مستوى ال 20.000 لأول مرة في التاريخ، وسط حالة من التفاؤل التي عمت السوق بفوز الرئيس دونالد ترامب، وساد التفاؤل نظرا إلى سياسات ترامب الداعمة للنمو، وأدى فوز ترامب أيضا ذلك إلى زيادة الحديث عن حدوث فقاعة.
2- الأول من فبراير: شهد هذا التاريخ سقوط قيمة الدولار بعد ارتفاع دام 14 عام. وجاء هذا الإنخفاض نظرا لتنامي المخاوف حول تأثير سياسات إدارة ترامبالحمائية.
3- 15 مارس: رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة للمرة الثانية في عام 2017.
4- 30 مارس: تشتت أسواق الطاقة ما بين مؤشرات بارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي، واحتمال انخفاض معدل إنتاج النفط بعد قرارات أعضاء الأوبك التي أعلنت خفض الإنتاج.
5- 20 أبريل: شهد هذا اليوم تنامي مخاوف المستثمرين بسبب التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة من جهة وكوريا الشمالية وسوريا من جهةأخرى، إذ دلت هذه التوترات على احتمال اشتمال السوق على بعض المخاطر.
6- 18 مايو: حدث في هذا التاريخ أن قويت المزاعم التي تقول بتدخل روسيا في انتخابات 2016، وأدى هذا إلى زيادة توتر المستثمرون حول مستقبل ترامب كرئيس للولايات المتحدة.
7- 7 يونيو: شهد تداول البيتكوين ارتفاع محدود في وقت كانت تسجل فيه ارتفاع دائم يصل إلى 642.60 ,2، بينما حاقظتإيثيريم على قيمتها التي بلغت 250.70 دولار. وزاد الارتفاع الهائل والغريب في قيمتي بيتكوينوإيثيريم وسط الآراء المتفائلة حول مستقبل العملات المشفرة.
8- 19 يوليو: أدى ارتفاع أسهم قطاع التكنولوجيا إلى ارتفاع بورصة نازداك على مدار 9 أيام متصلة من الأرباح، ويعد هذا أطول مدى أرباح تشاهدها نازادك منذ فبراير 2015 الذي شهد 10 أيام ربح متصلة.
9- 7 سبتمبر: انتهت العطلة الصيفية للأسواق الدولية حيث عاد تقلب الأسعار لمدة قصيرة ولكن بشكل كبير.
10- 28 سبتمبر: تنبه السوق بسبب إصدار الرئيس دونالد ترامب خطة الإصلاح الضريبي التي طال انتظارها، والتصريحات التي تميل إلى موقف الديموقراطيين التي أصدرتها رئيسة منظمة الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين.
11- 25 أكتوبر: اختار الرئيس دونالد ترامب جيروم بويل رئيسا للاحتياطي الفيدرالي، سيتولى بعد ترك جانيت يلين المنصب في 3 فبراير 2018.
12- الأول من نوفمبر: بيتكوين وصلت رسميا إلى وول ستريت عقب إعلان مجموعة CME عن طرح العقود الآجلة للعملات المشفرة.
13- 29 نوفمبر: ارتفاع سعر العملة الرقمية إلى427.2 ,11 دولار يوميا لكل عملة، ويعد هذا أعلى مستوى تصل إليه العملة في عمرها المحدود الذي يصل إلى 9 سنوات، وبهذا زادت من ارتفاع العملات الرقمية الهائل الذي شهده هذا العام. ووصلت إلى783.06 ,19 دولار في ساعات الصباح الأولى يوم 17 ديسمبر. وهذا الارتفاع سبق الانخفاض إلى المستويات الحالية، والتي ليست أيضا بالمستويات الضئيلة أو الضعيفة، إذ يظل مسار العملات الرقمية يعلو ويتزايد.