ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة الماضي إلى مستوى 1517 دولار لأونصة، وهو أعلى مستوى لأسعار الذهب في أسبوعين.
جاء هذا الصعود نهاية الأسبوع وسط حالة من عدم اليقين المحيطة بالبريكست، بعض الغموض المتعلق “بالاتفاق التجاري الجزئي” بين الولايات المتحدة والصين وتركيز المستثمرين على اجتماع الفدرالي الأمريكي الذي سينتهي يوم الأربعاء 30 أكتوبر، وسيتم إثره الإعلان عن أسعار الفائدة.
تقول التقارير الصادرة مؤخرا إن الولايات المتحدة والصين قد تواصلتا إلى طرح “المرحلة الأولى” من اتفاقهما التجاري الذي تم الاتفاق عليه قبل أسبوعين. يقوم الاتفاق على دفع الولايات المتحدة الصين إلى شراء المزيد من المنتجات الزراعية الأمريكية مقابل إلغاء الولايات المتحدة لبعض رسومها الجمركية على الواردات الصينية. بينما يبدو أن المحادثات التجارية قد أحرزت تقدماً، فإن مراقبي السوق المخضرمين يدركون جيدا أن “المعضلة تكمن في التفاصيل”. حيث أن هناك مخاوف من نشوب خلافات أثناء صياغة نص التفاصيل النهائية للاتفاق.
على صعيد منطقة اليورو، غادر رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي البنك المركزي يوم الخميس بوعد بمعدلات سلبية لا نهاية لها على ما يبدو، إلى جانب 20 مليار يورو شهريًا من التسهيل الكمي الجديد. إن اصرار أحد أكبر البنوك المركزية في العالم على مواصلة تخفيف السياسة النقدية من شأنه أن يجعل الذهب خيارًا متميزًا لحماية الثروة على المدى الطويل.
من جانب آخر، ساعدت حالة عدم اليقين الأخيرة المحيطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أيضًا في الحفاظ على ارتفاع الطلب على الذهب في الأسبوع الماضي، حيث جعل البرلمان البريطاني من الصعب على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الوفاء بوعده بتنفيذ البريكست في 31 أكتوبر. بعد أكثر من ثلاث سنوات من تصويت البريطانيين بنسبة 52% -48% لتكون أول دولة ذات سيادة تغادر المشروع الأوروبي، لا يزال مستقبل البريكست غير واضح.
بعد رفض البرلمان البريطاني للجدول الزمني للتشريع الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء الماضي، دعا رئيس الوزراء إلى إجراء انتخابات عامة يوم 12 ديسمبر لكسر الجمود في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واقتنع لأول مرة بأنه لن يفي بتنفيذ الموعد النهائي للانفصال عن الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر. يبدو أن جونسون ما زال يحمل أملاً في التوصل إلى اتفاق مع بروكسل، وأعطى البرلمان فرصة حتى 6 نوفمبر للتصديق على اتفاق توصل إليه مع الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي.
في انتظار الذهب أسبوع حاسم مع انعقاد اجتماع البنك الفدرالي الأمريكي وإعلان قراره بخصوص سعر الفائدة مساء يوم الأربعاء 30 أكتوبر.
تشير التوقعات بنسبة 93% أن الفدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وسيتابع المستثمرون عن كثب تقرير السياسة النقدية والمؤتمر الصحفي للبنك بحثا عن دلائل جديدة حول توجهات الفدرالي مستقبلا.
لمزيد من التحاليل ونقاط الدعم والمقاومة للعملات، السلع والأسهم السعودية يمكنكم زيارة موقع بيانات.نت
علاوة على ذلك، سيكون لنا موعد مع تقرير الوظائف غير زراعي في الولايات المتحدة يوم الجمعة، وأي أرقام ضعيفة من شأنها أن تزيد التوقعات بحدوث ركود في بداية عام 2020، مما سينعكس إيجابيا على أسعار الذهب.
من الناحية الفنية، ارتفعت أسعار الذهب وصولا إلى مستويات المقاومة التي أشرنا إليها في تحليلنا يوم الاثنين الماضي.
حاليا، تحول مستوى 1500 دولار لأونصة إلى دعم نفسي لأسعار الذهب، وأي إغلاق يومي أعلى من 1516 دولار لأوقية سيفتح الطريق نحو المزيد من المكاسب حتى 1522 دولار.
في حين أن كسر مستوى الدعم 1500 دولار لأونصة بإغلاق يومي سيضغط على الذهب حتى 1480 دولار لأونصة.
بصفة عامة، أي هبوط للذهب نحو مستويات الدعم المذكورة سوف يتيح على الأغلب فرصة للشراء. بيانات.نت
