بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي النطاق المستهدف لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار25 نقطة أساس لتصبح 2.25% خلال اجتماع يوليو، وهو أول خفض لسعر الفائدة منذ الأزمة المالية.
حيث ظل التضخم ضعيفاً وسط مخاوف متزايدة بشأن التوقعات الاقتصادية والتوترات التجارية المستمرة مع الصين.
قبل الإعلان راهن الكثيرون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون أكثر تشاؤماً لمطابقة البنوك المركزية الكبرى الأخرى المعنية بالتباطؤ في النمو العالمي.
حيث توقع أغلب المتداولين أن ما يعني خفض للفائدة قد يكون هذا ضعف للدولار، ولكن ما الذي خدع الدببة في الأسواق؟
عندما شهدت الأسواق المالية انحساراً سريعاً خلال المؤتمر الصحفي حيث كافح رئيس البنك الفيدرالي "جيروم باول" لتحديد مسار سعر الفائدة في المستقبل. حاول أن يشرح كيف كانت التخفيضات دفاعية بشكل أساسي.
التي تهدف إلى دعم الاقتصاد وليس بسبب اقتصاد ضعيف، وهذا في وقت التضخم المنخفض للغاية وضعف النمو العالمي والتوترات التجارية.
مما سجل الدولار أعلى مستوى له في 2019 في أعقاب أول خفض في أكثر من عقد لسعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي تم تسعيره إلى حد كبير من قبل المستثمرين الذين ركزوا بدلاً من ذلك على حديث المتشددة.
امتد الدولار الأمريكي في الارتفاع نحو أعلى مستوى من مايوم 2017 بعد أن حذر رئيس الفيدرالي "جيروم باول" من توقع ما يسمى دورة طويلة من التيسير النقدي في الولايات المتحدة.
على صعيد مؤشرات الأسهم قد إتخذت موقفاً مضطرباً أيضاً مع توضيح رئيس الفيدرالي "جيروم باول" إن تخفيض سعر الفائدة ربع نقطة كان تعديلاً في منتصف الدورة بدلاً من بداية موجة طويلة من تخفيف السياسة النقدية.
ليشهد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أسوأ انخفاض له منذ شهرين بأكثر من 1٪، وهذا بعد أن ارتفع المقياس بنسبة 19٪ تقريباً حتى يوليو.
هذا الحديث المتشدد من رئيس الفيدرالي خيب آمال الكثيرين إن هذا لم يكن بداية لسلسلة طويلة من التخفيضات، وهو تعديلاً في منتصف الدورة بدلاً من بداية موجة طويلة من تخفيف السياسة النقدية.
أعطى باول ثلاثة مبررات لهذه الخطوة يوم الأربعاء، وهي إن تباطؤ النمو العالمي والتوترات التجارية المرتفعة تضرب بالفعل المصنعين الأمريكيين مما قد يكون هناك خطر قد يزداد سوءاً.
بالإضافة أن التضخم يظل بعناد أقل من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪، وقال باول استمرار انخفاض التضخم عن المستهدف قد يؤدي إلى انخفاض هبوطي يصعب عكسه في التوقعات على المدى الطويل.
استمع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى نجاحات سياسة البنك الفيدرالي لعام 1990 من خلال اقتراحه بأنه قادر على الحفاظ على التوسع الاقتصادي القياسي الأمريكي الطويل مع تخفيض بسيط في أسعار الفائدة.
أثارت تصريحات باول مقارنات بين عامي 1995 و 1996 و 1998 عندما ترأس "آلان جرينسبان" الاحتياطي الفيدرالي. حيث في كل حالة انتهى البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات في محاولة ناجحة لإطالة الانتعاش الاقتصادي الذي كان حتى هذا العام هو الأطول.
هل فقد الفيدرالي مصدقيته بعد ضغوط ترامب؟
نفى رئيس البنك الفيدرالي أن يكون انتقادات ترامب المتكررة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وراء قرار الأربعاء بتخفيض أسعار الفائدة، وقال رداً على سؤال أحد المراسلين"نحن لا نأخذ بعين الاعتبار الاعتبارات السياسية".
حيث كان هناك اعتراض لأثنين من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي على القرار المعارض لخفض الفائدة، وفي ردة الفعل المنتظرة من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب". لم يكن الرئيس "دونالد ترامب" مسروراً حيث ضغط على البنك الفيدرالي لتقديم تخفيض كبير في أسعار الفائدة.
ليغرد على تويتر بأن الأسواق تريد ان تسمع من المجلس الاحتياطي الفيدرالي دعم جهود إدارته لجعل أمريكا أكثر قدرة على المنافسة مع منافسيها مثل الصين وحلفائها في أوروبا. حيث اتهم تلك البلدان بالتلاعب بعملاتها عن طريق خفض أسعار الفائدة في محاولة للاستيلاء على أسواق التصدير.
أضاف أيضاً الرئيس "دونالد ترامب" إن رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" خذلنا من خلال تقديم تخفيض في سعر الفائدة ليس عدوانياً بما يكفي لخوض معارك التجارة والعملات التي تخوضها إدارته.
مما يوضح أن نسبة الخفض كانت قليلة عن ما ترغب به إدارة الرئيس المريكي. هذا على الرغم من ان البنك الفيدرالي قرر التوقف عن تقليص ميزانيته العمومية، وهو أمر أراده ترامب.
بشكل عام،
لم يقدم البيان توجيهاً واضحاً فيما يتعلق بتوقيت أو حجم التخفيضات الإضافية مما يترك لصانعي السياسة بعض المرونة للاستجابة للتطورات الاقتصادية والمالية في السوق.
كما يتوقع حالياً أغلب الإقتصاديين خفضاً إضافياً قدره 25 نقطة أساس بحلول نهاية العام، ولكن لا يبدو أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تميل بشكل خاص إلى تحقيق ذلك في الاجتماع التالي.
مع خروج بنك الاحتياطي الفيدرالي عن الطريق سيستمر المستثمرون في مراقبة موسم الأرباح الجاري، وكذلك بيانات الوظائف يوم الجمعة والتطورات التجارية. حيث يخطط المفاوضون الأمريكيون والصينيون للاجتماع مرة أخرى في أوائل سبتمبر بعد انتهاء الجولة الأخيرة من المحادثات بقليل من علامات التقدم الملموس.
بينما نرى أنه مع تقليل "جيروم باول" من حجم ونطاق تخفيضات سعر الفائدة الفيدرالية المستقبلية يبدو أن الدولار الأمريكي مهيأ لتمديد ارتفاعه لعام 2019. التي قد تكون نكسة أخرى للدببة، وهي خطوة من المؤكد أن تجتذب غضب "دونالد ترامب".
Abdelhamid_TnT@