المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 16/9/2019
إذا كنت تسارع لضم النفط لمحفظتك الاستثمارية بعد ما وقع من هجوم على المنشآت النفطية السعودية يوم السبت، إليك 3 أمور عليك الاهتمام لها: تحديثات أرامكو حول الإصلاحات، واحتمالية توجيه رد لإيران، وتغريدات الرئيس ترامب عن الأمر.
وقفز خام غرب تكساس الوسيط أكثر من 8 دولار، أو نسبة 15%، خلال الساعات الأولى من التداول يوم الاثنين، بعد أن أعلن الحوثيون، متمردو اليمن الموالين لإيران، مسؤوليتهم عن هجمات الطائرات المسيرة التي أصابت منشآت نفطية سعودية، متسببة في الإضرار بأكثر من 5% من الإنتاج العالمي. وارتفع خام برنتأكثر من 11 دولار، ليتجاوز 10 دولار للبرميل، بعد توقعات بعض المحللين.
وأعلن ترامب توجيه طلب بإخراج بعض النفط الخام من الاحتياطي الاستراتيجي، وهذا ما هدأ حدة رالي الصعود. ومن غير المعلوم حجم النفط التي تضخه الولايات المتحدة من الاحتياطي الاستراتيجي لها.
تعرضت منشأة معالجة النفط، بقيق، التابعة لأرامكو، والمسؤولة عن إنتاج 6 مليون برميل يوميًا لضربات الطائرات المسيرة، وكذلك حقل خريص. ووفق مصادر مجهولة، أدلت لوول ستريت جورنال بتصريحات حول عودة 2 مليون برميل يوميًا يوم الاثنين، مما سيوازن الإمداد خلال الأيام القادمة. ولكن رويترز وفق مصادر داخلية سعودية، قالت إن العودة للإنتاج بالكامل سوف تستغرق "أسابيع، وليس أيام."
حماسة حول النفط
بعبارة بسيطة، مسار النفط نحو المقاومة مرتفع الآن. في الواقع، تجاوزت حماسة السوق، وقع الحقائق على المدة القصير، بينما ينضم المتداولون لقطيع الثيران.
إلا أن هناك بعض نقاط تقول إن الوضع مخالف لما سيحدث، فيتساءل المرء عمّا إذا كانت أي قرار حول النفط من سيكون منطقيًا.
أمّا بالنسبة للهجوم، فهذا شبيه بهجوم 11/9 بالنسبة للسعودية، فعلى الرغم من عدم وقوع خسائر بشرية. إلا أن ضربة للحوثين تمكنت من الإضرار بالصناعة النفطية، وأثارت مخاوف حول أمن المنشآت النفطية.
وربما يجب على الولايات المتحدة أن تهب لحماية الصناعة النفطية السعودية. ولن تهدأ السعودية حتى ترد على تلك الهجمة، سواء بتوجيه ضربات للحوثيين، أو لإيران، التي تدعمهم.
الإمداد الحالي في مواجهة الرد السعودي
كتب نيك بتلر لفايننشال تايمز، وهو رئيس معهد السياسة في جامعة الملك بلندن، حول امتلاك الأوبك لاحتياطي كافي، يمكنها معادلة تأثير توقف المنشآت السعودية على الإنتاج.
ولكن أضاف:
"المخاطرة الأكبر التي تعدد السوق تكمن في الرد الانتقامي الموجه ضد إيران، وهذا من شأنه إزكاء طبيعة اضطراب المنطقة. ولو وجهت السعودية ضربات انتقامية لإيران، يمكنه إلحاق الضرر بالنفط، لأن هذا سيزيد من مخاطرة الركود.
ولا حاجة بنا للقول إن الركود، أو حتى مجرد الخوف من الركود، سوف يتسبب في إحداث ضرر بالطلب على النفط، مما يعرض الرالي للخطر.
وسيرحب السعوديون بأي ارتفاع في السعر، وذلك لتحفيز الاكتتاب العام لأرامكو. فتخطط أرامكو لبيع 5% من أسهمها، بقيمة تصل إلى 2 تريليون دولار، ويشك المحللون في الوصول لتك القيمة في الوقت الراهن. ولكن يمكن لتلك الاضطرابات رفع القيمة.
إذن، فالهجوم على إيران سيكون كارثي، ولكن ربما تكون مصائب قوم عن قوم، فترتفع قيمة أرامكو بفضله.
البيت الأبيض وإيران
ومزيد الصراعات، ربما تكون بين الولايات المتحدة وإيران.
فمن جانب، ترغب إدارة ترامب في إيقاع أكبر الضرر على إيران، لإيقافها عن تطوير الأسلحة النووية، على الجانب الآخر، يرى الرئيس الأمريكي احتمالية رفع العقوبات عن النفط الإيراني. كما طرد ترامب مستشار أمنه القومي، جون بولتون، ورأى الجميع تلك الحركة مقدمة لعقد اتفاق مع إيران، وهذا سيؤدي في النهاية لغمر الأسواق بملايين البراميل من النفط الخام.
محا ترامب الانتصار الذي حققته إدارة أوباما، بجعل إيران تتنازل عن مشروعها النووي، والآن يرغب ترامب في تحقيق انتصاره الخاص، والذي ربما يؤهله للفوز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020.
ويعرف السعوديون ما يفكر به ترامب، بالرغم من أن البلدين يمران بأفضل سنوات للعلاقة بينهما. وقال الأمير ولي العهد، محمد بن سلمان، لترامب في محادثة هاتفية يوم الأحد إن الرياض "ترغب في وقادرة على" رد تلك الهجمات على سيادتها. بعبارة أخرى: إذا لم تهاجموا إيران، سنفعل نحن.
وخرجت التقارير الإعلامية المبكرة تقول إن أي احتمالية لتخفيف العقوبات عن الصناعة النفطية الإيرانية، انهارت. وجاءت تلك التكهنات على خلفية توجيه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أصابع الاتهام نحو إيران، وإنكار إيران ضلوعها في أي هجوم، وأضافت استعدادها لخوض حرب مع الولايات المتحدة.
ولكن الأمر يعود لترامب وليس لبومبيو، حول العقوبات على إيران. وظل ترامب صامتًا لمدة 24 ساعة بعد الهجوم، ولم يقل شيئًا سوى عن فتح الاحتياطي الاستراتيجية للبترول، وفي تغريدة قال ترامب: "أعتقد أننا نعرف من وراء هذا الهجوم." وحذر قائلًا "الأسلحة الأمريكية محملة بالذخيرة، ومستعدة للانطلاق. ولكن لك يتهم إيران بعينها.
وبعيدًا عن النفط، سجل الذهبارتفاعًا نسبته 1% خلال جلسة التداول الآسيوية، على خلفية رالي النفط. ولا يكترث الذهب كثيرًا سوى لقرار الفيدرالي حول معدل الفائدة، والتيسير الكمي، الذي أعلنه البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس.