يتصدّر محضر اجتماع سياسة بنك انجلترا لشهر أغسطس الجدول الاقتصادي خلال الساعات الأوروبية. سيرصد التّجار هذا البيان عن كثب من أجل الحصول على تفاصيل تساعد على تفسير الإختلاف الظاهر في ما ورد في تقرير التضخّم الفصلي والتعليقات التي صدرت عن الحاكم مارك كارني في وقت سابق من الأسبوع. فقد بدا رئيس المصرف المركزي أكثر تفاؤلاً من النبرة التي انطوت عليها تعليقات مسؤولي المصرف. السؤال الأبرز الذي يطرح حاليًا هو عمّا إذا كان كارني قادرًا على استقطاب عدد كافٍ من أصوات أعضاء لجنة السياسة النقدية التسعة الى جانبه بغية زيادة المعدّلات في وقت أقرب.
بشكل عام، من المحتمل أن تكون مخاطر التذبذبات الكبرى صعودية خلال الأجل القريب. إنّ بروز أصوات متفائلة أخرى في محضر الإجتماع سيؤجّج تخمينات التشديد ويدفع الجنيه الاسترليني الى الإرتفاع. مع ذلك، سيؤدّي الحفاظ على السياسة الراهنة الى نشوء إرتداد وإن كان طفيفًا، بما أنّ مرور هذا الحدث المحفوف بالمخاطر يمهّد الطريق أمام جني الأرباح عقب هبوط الجنيه الاسترليني الى قاع أربعة أشهر يوم أمس. في الواقع، يبدو أنّ التحوّل الحذر الملموس في صفوف اللّجنة هو الوحيد القادر على دعم سيناريو استمرار الإنخفاض الملحوظ.
تقدّم الدولار الأميركي على نطاق واسع مقابل نظرائه الرئيسيين خلال الدورة المسائية واكتسب ما يناهز 0.2% وبلغ ذروة جديدة لستّة أشهر. تعقّب هذا الإرتفاع تزايد عائدات سندات الخزانة المعيارية المستحقة في عشرة أعوام، ما يعني أنّ هذا التحرّك يعكس استمرار الإتّجاه الصعودي الذي برز في أعقاب صدور السلّة الداعمة من بيانات المنازل الأميركية في وقت سابق من اليوم. في هذا الصدد، تشير تدفقات الأنباء الاقتصادية الإيجابية الى إمكانية لجوء بنك الاحتياطي الفدرالي في وقت أقرب من المتوقع الى رفع معدّلات الفائدة بعد اختتام الجولة الثالثة من التيسير الكمّي في أكتوبر. كما حقّق الأخضر المكاسب الأكبر مقابل الين الياباني والدولار النيوزيلندي.