الدولار الأميركي يتطلّع الى التذبذبات التي سيولّدها اجتماع الاحتياطي الفدرالي بغية تسجيل اختراقات رئيسية. هذا هو أسبوع التداول الكامل الاخير من هذا العام، ولكنّ الجدول الاقتصادي يحمل في طيّاته أكثر الأحداث تحريكًا للأسواق: قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي.
- هذا هو أسبوع التداول الكامل الأخير من هذا العام، ولكنّ الجدول الاقتصادي يحمل في طيّاته أكثر الأحداث تحريكًا للأسواق: قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي
- على الرغم من أنّها ليست توقعات الغالبية، ثمّة تخمينات كافية تتعلّق بإقرار التقليص في ديسمبر وتبقي الأسواق قلقة
- يعتمد مسار الدولار على موعد التقليص – ديسمبر مقابل مارس
تمامًا كشعار فيلم حركة: إنّه سباق الدولار الأميركي مع الوقت لكي يؤجّج التذبذبات قبيل شحّ السيولة مع بداية العام 2014. بطل الرواية (أو الخصم بحسب وجهة نظرك) هو بنك الاحتياطي الفدرالي؛ وقرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي لهذا الأربعاء هو الإختبار.
بغضّ النظر عن أي زوج أو فئة من الأصول أنت في صدد التداول؛ إذا كنت تاجر فنّي، فالرسوم البيانية توفر الكثير من الدلائل. ثمّة أكثر من نطاق بلغ حدوده القصوى وبات مستعدًا لإختراق ملحوظ (الدولار الأميركي)، لإنعكاسات مبكرة في اتّجاهات امتدّت بشكل مفرط (S&P500) وزخم مخادع مؤقّت ينتظر فتيل يشعله ليواصل مساره (الدولار/ين). يبدو هذا السيناريو مثاليًا بالنسبة الى المشاركين في السوق الذي يملكون فائضًا من المواقع. مع ذلك، إنّ بروز تحرّكات ملموسة من دون تذبذبات كثيفة هو سيناريو يمتلك الفرص الأدنى للتبلور.
التّجار الذين يبحثون عن دخول المواقع في الأسبوع القادم سيكونون في صدد محاربة الجاذبية. إنّ شحّ السيولة مع نهاية العام بسبب حلول فترة الأعياد، وتدفقات رؤوس أموال نهاية السنة، وإغلاق الأسواق بات قريبًا بما انّ هذا الوضع هو قانون طبيعي يحكم أسواق الفوركس والأسواق المالية العالمية. هذا الأسبوع هو آخر أسبوع تداول كامل في هذا العام، إذ ستأتي عطلة عيد الميلاد بعد أسبوع بالتحديد من اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي. لا يوفر ذلك الكثير من الوقت لكي تترسّخ الإتّجاهات.
على الرغم من تواجد تأثيرات موسمية قليلة على سوق الفوركس، فإنّ تدنّي أنشطة السوق تتمتّع بتداعيات سلبية واضحة للغاية. بإعتماد مؤشر S&P500 كمعيار لثقة المستثمرين التقليدين، يظهر ديسمبر أدنى مستوى من الأحجام مقارنة بأشهر السنة الأخرى ، كما يشكّل الشهر الأفضل للعائدات الإيجابية (منذ العام 1990 حتّى وقتنا الراهن).
سؤال بسيط يطرح: هل سيتمتّع قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي بالقدرة على توليد تحرّكات كبرى؟ نعم. ولكنّ استمرار هذه التحرّكات يقتصر فقط على الأسبوع الحالي. في الشهر السابق، لاحظنا تنامي تخمينات الأسواق المحيطة ببروز تقليص في يناير أو ديسمبر (تخفيض لبرنامج شراء الأصول البالغة قيمته الشهرية 85 مليار دولار). منذ قرار المصرف المركزي بتأجيل تقليص الجولة الثالثة من التيسير الكمّي والشلل الجزئي الذي أصاب الحكومة الأميركية؛ شهدنا تحسّن مطرّد في البيانات وسط اعتماد بنك الاحتياطي الفدرالي موقف متفائل على صعيد توقّعاته.
يؤدّي ذلك بدون أدنى شكّ الى تقديم فرضيّة التشديد من مارس أو بعده الى مارس أو قبله. إقرار التقليص في ديسمبر يعتبر بمثابة خطوة جريئة لبنك الاحتياطي الفدرالي. مع ذلك، ثمّة مخاوف كافية محيطة بخطوة مماثلة. لكن إذا عدنا الى اجتماع سبتمبر، ارتفع S&P500 وتراجع الدولار. فهل الأسواق هي فعلاً مستعدّة لقرار مشابه؟
في حال اختار الاحتياطي الفدرالي السير في الطريق السهل وتأجيل عملية التقليص، لا يمكن اعتبار أنّه تمّ تسوية الوضع. بالإضافة الى البيان التقليدي الذي يرافق هذا الحدث، من المرتقب صدور التوقعات الاقتصادية الفصلية وانعقاد المؤتمر الصحفي الأخير لرئيس بنك الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي (سيتقاعد أواخر يناير). ومع التوقعات والتعليقات والبيانات (مؤشر أسعار المستهلكين وتدفقات رؤوس الأموال البعيدة الأجل وأرقام سوق الإسكان) المنتظرة في هذا الأسبوع، المجال متاح أمام حلول شهر يناير أكثر نشاطًا.