تفوّق الين الياباني في أدائه خلال الدورة المسائية، إذ تعقّبت الأسهم الآسيوية انخفاض وال ستريت، الأمر الذي عزّز الطلبات على عملة الملاذ الآمن. وكما توقّعنا يوم أمس، جاء التآكل الواسع النطاق لشهية المخاطر في أعقاب الدلائل المتفائلة التي صدرت عن بنك الاحتياطي الفدرالي، مع بروز سلّة من التعليقات الداعمة للتقليص عن بعض المسؤولين بما فيهم رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في ولاية أتلانتا دينيس لوكهارت ورئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في ولاية سان فرانسيسكو جون ويليامز، تلتها النبرة المترسّخة التي اتّسم بها محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي لشهر يناير.
تحمّل الدولار الأسترالي على عاتقه عواقب ضغوطات البيع، إذ تعزّز المناخ المتشائم من خلال بيانات مؤشر مدراء المشتريات التصنيعي الصيني المخيّبة للآمال التي صدرت عن HSBC. أظهر التقرير انكماش أنشطة القطاع وفق أسرع وتيرة لها في سبعة أشهر. هذا وتعتبر الصين أبرز شريك تجاري لأستراليا، ولذلك يلقي تباطؤ الأداء فيها بثقله على آفاق الطلبات على قطاع التعدين الأسترالي، الأمر الذي أدّى الى تبدّد توقعات المستثمرين المحيطة بسياسة بنك الاحتياطي الأسترالي.
كما تداول اليورو على انخفاض بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الألمان ومؤشر أسعار المستهلكين الفرنسيين المخيّبة للآمال. اظهرت الأرقام الأولى هبوط أسعار الجملة بنسبة 1.1% على أساس سنوي في يناير، وهي القراءة الأسوأ في ثلاث سنوات على الأقلّ. كما بيّن التقرير الثاني بلوغ معدّل التضخّم الرئيسي 0.7% في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. كان الخبراء الاقتصاديون يقدّرون بلوغ ذلك المعدّل 0.8% قبيل الإصدار.
كانت ردود فعل الأسواق خافتة أزاء القراءات الأوّلية لمؤشرات مدراء المشتريات لشهر فبراير في منطقة اليورو، ما يعكس تعليق المستثمرين أهمّية أكبرعلى البيانات الاقتصادية التي تقود رهانات سياسة البنك المركزي الأوروبي. في الواقع، وفي ظلّ الأوضاع الراهنة، تتنامى فرص لجوء الحاكم ماريو دراغي وأعضاء مجلس إدارته الى توسيع مساعي الحوافز.
بالتطلّع قدمًا، تتحوّل الأنظار نحو قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأميركي لشهر يناير. تشير التوقعات الى تسارع معدّل التضخّم السنوي وصولاً الى 1.6%، وهي القراءة الأعلى في ستّة أشهر. وكما ناقشنا بالتفصيل في وقت سابق من الأسبوع، من المحتمل أن تعزّز هذه النتائج رهانات استمرار بنك الاحتياطي الفدرالي بتقليص التيسير الكمّي وبالتالي توفر الدعم لإنتعاش الدولار الأميركي. كما سترسّخ أي قراءة قويّة في إطار سلّة البيانات المخيّبة للآمال التي تصدر في الآونة الأخيرة منذ أواخر يناير المخاوف المحيطة بالنمو العالمي وتؤدّي الى إغراق شهية المخاطر، الأمر الذي يلحق الضرر بالعملات المرتبطة تجاراتها بالإتّجاه كالدولار النيوزيلندي.
EUR/USD GBP/USD" title="EUR/USD GBP/USD" width="474" height="242">