من المرجّح أن يتجاهل اليورو التراجع الجديد للبطالة الألمانية ليركّز على الأرقام الأوّلية لمؤشر أسعار المستهلك الألماني، وسط استمرار تعليق الأسواق اهتمامًا على تأثيرات الإنخفاض المتواصل للأسعار على مسار السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي. من المتوقّع أن تنخفض البطالة في أوسع اقتصاد في الكتلة النقدية بمقدار 10 آلاف في فبراير، وسط بقاء معدّل البطالة ثابتًا عند 6.8%. تتمتّع هذه النتائج بتأثيرات محدودة على سياسة ماريو دراغي وأعضاء مجلس إدارته، التي تنصّ بشكل حصري على ضمان استقرار الأسعار.
على هذا الصعيد،إنّ التوقعات التي تشير الى بلوغ معدّل التضخّم السنوي العامّ الألماني 1.3% في فبراير- دون تغيير مقارنة بالشهر السابق- قد تطرأ عليها مفاجأة هبوطية عقب وصول مؤشر مدراء المشتريات الرائد Markit الى أدنى مستوى له في ستّة أشهر. ستساهم أي قراءة ضعيفة في تزايد التخمينات المحيطة بتوسيع البنك المركزي الأوروبي دائرة الحوافز. غنيّ عن القول إنّ نتيجة مشابهة ستلقي بثقلها على العملة الموحّدة.
في إطار مختلف، من المتوقع أن تظهر بيانات الناتج المحلي الإجمالي السويسري اكتساب الاقتصاد 0.4% في الفصل الرابع. ستشير أي قراءة تتطابق مع التقديرات الى تراجع من نسبة 0.5% المسجّلة في الأشهر الثلاثة حتّى سبتمبر، ولكنّها تندرج ضمن نطاق متوسّط الإتّجاهات السائدة في الأعوام الأخيرة. علاوة على ذلك، وفي وقت يرجّح البنك الوطني السويسري ارتفاع التضخّم الرئيسي بشكل طفيف ليبقى المعدّل دون 1% حتّى العام 2015، من المستبعد أن يدخل المصرف المركزي أي تعديل على السياسة النقدية في كلا الإتّجاهين. على هذا النحو، ستتمتّع قراءة الناتج المحلي الإجمالي بتأثيرات محدودة على الفرنك السويسري.
في وقت لاحق من اليوم، تتحوّل الأنظار نحو رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين التي ستشهد أمام اللّجنة المصرفية التابعة لمجلس الشيوخ. وفي حين ستكون التعليقات التي ستصدر عن الرئيسة الجديدة مألوفة، من الممكن أن تتمتّع الجلسة التي ستجاوب فيها عن الأسئلة الموجّهة إليها بالقدرة على توليد تحرّكات في السوق. كما سيدلي رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في ولاية دالاس ريتشارد فيشير بخطاب له. من المرجّح أن يحافظ كلاهما على النبرة المألوفة ويواصلان دعم استمرار تقليص التيسير الكمّي. إنّ هذا الحدث الذي يتزامن مع التحسّن الطفيف المتوقع لطلبات السلع المعمّرة سيستمرّ بدفع الدولار الأميركي صعودًا ولا سيّما عقب تحقيق العملة أكبر مكاسب لها في شهر يوم أمس.
EUR/USD GBP/USD" title="EUR/USD GBP/USD" width="474" height="242">