أنهى الدولار الأميركي الأسبوع على انخفاض حادّ مقابل نظرائه الرئيسيين، بيد أنّ القراءة الأفضل من المتوقع لتقرير سوق العمل ساهمت بدفعه على الإرتفاع اعتبارًا من قيع أعوام عدّة عند إقفال تجارات يوم الجمعة. ماذا يخبّىء المستقبل القريب للأخضر؟
يدفعنا الجدول الاقتصادي الأميركي المفتر نسبيًا الى البيانات خلال الأيام القادمة للتركيز على الأسواق المالية الأوسع نطاقًا وعلى محرّكات الدولار. فقد ألحق بلوغ S&P500 ذروات تاريخية جديدة الضرر بالطلبات على العملة الأميركية ونحتاج الى اختبار "المخاطر" تراجع ملحوظ لكي يحظى الدولار بفرصة سانحة للإنتعاش.
يبدو في بادىء الأمر وكأنّ الأسهم ستتلقى ضربة، بما أنّ تنامي حدّة التوترات بين الشرق والغرب يعزّز الأزمة الأوكرانية في نهاية الأسبوع. مع ذلك، أدّى هدوء الأوضاع الى ارتفاع S&P من جديد وتراجع الدولار الأميركي بشكل حادّ. غنيّ عن القول إنّ الوضع لا يزال غامضًا وقابلاً للتغيير.
من المحتمل أن يكون ترسّخ المصالح الاقتصادية والجيوسياسية في أوكرانيا (من قبل روسيا والغرب) كافيّا لدفع تلك الدول على الترويّ والتفكير مليًا. لهذا السبب على الأرجح لم تؤجّج التوترات الشرق أوروبية انتشار عدوى الأسواق الناشئة والإضطرابات الحاصلة في الأسواق المالية.
كما تؤدّي سلّة نتائج البيانات الاقتصادية الأميركية المتباينة الى ترك آفاق الدولار الأميركي أقلّ وضوحًا. فمن جهة، اختبر أوسع اقتصاد في العالم تباطؤًا في النمو خلال أوائل العام 2014. ومن جهة أخرى، تشير اتّجاهات سوق العمل الإيجابية نسبيًا وغيرها من العوامل الى استمرار سلوك الولايات المتّحدة مسارًا متينًا.
من الممكن أن يواصل الأخضر الإستفادة من التوقعات المحيطة بمتابعة بنك الاحتياطي الفدرالي عملية تقليص سياسات التيسير الكمّي في اجتماع التاسع عشر من مارس، ولكن هل هذا كافيًا؟ هوت عائدات سندات الخزانة الأميركية بشكل ملحوظ اعتبارًا من القمم، الأمر الذي ألقى بثقله على الدولار الأميركية مقابل الين الياباني على وجه الخصوص. من الضروري اختبار النتائج الاقتصادية الأميركية تحسنًا كبيرًا لكي تشهد العائدات المحلّية وتقديرات معدّلات الفائدة ارتدادًا ملحوظًا.
لا يزال الدولار يتّبع اتّجاهًا غير واضح المعالم بما انّ طلبات الملاذ الآمن لا تزال غير موجودة، وحتّى احتمال نشوء نزاع مسلّح في أوروبا الشرقية لم يكن كافيًا لدفعه على التراجع بشكل ملحوظ. وبحسب بياناتنا، من المحتمل أن تكون العملة الأميركية عند حدود الإتّجاه القصوى مقابل اليورو والفرنك السويسري والدولار النيوزيلندي.
مع ذلك، يمكن للإتّجاه أن يبقى عند حدوده القصوى لفترة تفوق قدرة أي تاجر على الإستمرار بسداد موجباته. سنرصد عن كثب ضعف الدولار الأميركي عند هذه المستويات، ولكن قد يستغرق الأمر فترة قليلة قبل تراجع "المخاطر" وارتداد الدولار.