تسارع الين الياباني مقابل جميع نظرائه الرئيسيين وأنهى الأسبوع عند ذروات شهرية مقابل الدولار الأميركي واليورو. يشير الجدول الاقتصادي المحفوف بالبيانات المرتقبة وتنامي أسعار تذبذبات الفوركس الى حلول أسبوع كبير جديد بالنسبة الى العملة اليابانية والأسواق الأوسع نطاقًا.
ذكرتنا تحرّكات الأسعار أنّ ما من شيء بإمكانه الصعود (الهبوط) ضمن خط مستقيم وسط تعقبّ الدولار/ين مسار مؤشر S&P في تصحيح بعض المكاسب المحققة مؤخرًا. السؤال الأبرز الذي يطرح هو ما إذا كان هذا التحرّك مجرّد تصحيح ضمن إطار نطاق أوسع للدولار/ين أم انّها بداية لين ياباني أوسع وانعكاس "المخاطر".
نلاحظ توافر عدد من العوامل الرئيسية التي تشير الى أنّه لا يزال ينبغي على الين التسارع صعودًا وصولاً الى قمم جديدة مقابل اليورو والدولار الأميركي. مع ذلك، من المحتمل أن يساهم قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي المرتقب في الأسبوع القادم وبيانات تضخّم مؤشر أسعار المستهلك الياباني في تحديد مسار تحرّكات الين الياباني خلال المستقبل القريب.
تتوجّه الأنظار جميعها نحو مجلس الاحتياطي الفدرالي وسط استيعاب المستثمرين القلقين التصفيات التي اختبرتها سوق الأسهم مع تساؤلهم حول إمكانية مواصلة مسؤولي الاحتياطي الفدرالي تقليص عمليات شراء الأصول. أظهر مسح أجرته بلومبرغ أنّ 67 خبير اقتصادي من أصل ال71 الذين شملهم استطلاع الرأي يعتقدون بأنّ الاحتياطي الفدرالي سيطبّق تقليص جديد بمقدار 10 مليار دولار على الأقلّ. وبما انّ التقليص يصبّ لصالح الدولار الأميركي وتوقعات معدّلات الفائدة المحلّية، نرجّح أن يدفع أي قرار بعدم التقليص الدولار/ين الى بلوغ قيع جديدة.
من المحتمل أن يواصل الين اختبار التذبذبات في الأيام القادمة، إذ من الممكن أن يدفع تقرير تضخّم مؤشر أسعار المستهلك الياباني المنتظر الدولار/ين الى تسجيل تحرّكات كبرى. كانت تدابير التيسير الكمّي التي طبّقها بنك اليابان المحرّك الرئيسي لتراجع الين(ارتفاع الدولار/ين)، بيد أنّ قراءات التضخّم الأخيرة حذرت من أنّ ارتفاع ضغوطات الأسعار قد يمنع المصرف المركزي من تطبيق سياسات تيسير كمّي متشدّدة أكثر. تشير التوقعات الى بقاء القراءة الرئيسية لتضخّم مؤشر أسعار المستهلك عند ذروة خمسة اعوام في ديسمبر، ولكن أي مفاجأة صعودية ستدفع الين الى تحقيق المزيد من المكاسب.
سيكون أسبع محوري بالنسبة الى الين الياباني. سنرصد عن كثب البيانات الاقتصادية وما إذا كانت الأسواق المالية تستطيع الإنتعاش من التوترات التي تواجهها في الاونة الأخيرة. تجدر الإشارة الى أنّ أداء مؤشر S&P500 في شهر يناير توقع تحرّكات فبراير – ديسمبر بدقّة تجاوزت ال60%. ومع اقتراب الأيام الأخيرة من الشهر، سنراقب أداء الأسهم. USD/JPY الرسم البياني " title="USD/JPY الرسم البياني " width="680" height="313">