عندما كنت ادرس مادة الاستثمار والتمويل بالجامعه ، كنا دائما ابدا نحرص على ان نعلم الطالب الدرس التالى : هناك عوامل عامه وعوامل خاصه تؤثر على اسواق الاسهم ، العوامل العامه لايمكن التحكم فيها او الغاؤه مخاطرها من خلال تنويع محفظه الاستثمار فى الاسهم ، عوامل خاصه ترتبط بالشركة نفسها وهذه العوامل لها مخاطر يمكن الغاؤها تماما من خلال تنويع الاستثمار.
ذكرنى ما يحدث للسوق السعودى والاسواق الخليجيه عامه بهذا الدرس ، فهناك اسعار البترول وسوق البترول العالمى يعتريه انخفاض كبير تجاوز الاربعين فى المائه اليوم ، هذه هى العوامل العامه المؤثره على اسواق الخليج التى تعتمد على النفط كجزء رئيسى مكون لميزانياتها وانفاقها الحكومى الذى يؤثر على الشركات المتداول اسهمها فى السوق السعودى . هبوط فى اسواق البترول ولد هبوطا حادا فى اسواق الاسهم خاصه السوق السعودى ، الخوف من المستقبل اى من عوائد المستقبل يوجد نوعا من الهبوط الداخلى فى السوق سببه الهبوط الخارجى فى اسعار البترول، فالهبوط هنا له جانبين جانب خارجى متمثل فى اسعار البترول ولا يمكن لاى خبير ان يتحكم فى مخاطره، وجانب داخلى متمثل فى توقعات انخفاض عوائد وارباح الشركات خاصه تلك المرتبطه بميزانيه الدوله، وهناك جانب ثالث وهو الحالة النفسيه لدى المتعاملين حيث الكثير يعانون الان من خسائر كبيره فى محافظهم، وربما الرابحين قديما منذ مطلع السوق حتى قمته خسروا حديثا كل مكاسبهم الان، هناك جزء لم يخسر كل مكاسبه، هناك طرف ثالث اشترى على الاسعار العاليه ويخسر من رأس ماله، هناك صراع بين هؤلاءء جميعا، العاقل الرشيد من المستثمرين سيقوم بايقاف خسائره اما الباقى خاصه صغار المستثمرين الذين يقوم عليهم اى سوق فربما يفضلون الاحتفاظ بالاسهم لحين الارتداد سواء تم هذا خلال العام القادم او الاعوام السابقه، الاخبار السيئة والخسائر الكبيره ستجعل الكثيرين يخرجون تماما من السوق وتلك هى الطامه الكبرى اما اصحاب الوفورات الماليه فعندما يرون مآسى السوق لن يفكروا تماما فى دخوله، وهنا نتوقع ان تقل احجام وقيم التداول خلال الفتره المقبله لخروج المستثمرين وعدم دخول اخرين مكانهم، يعزز هذا استمرار هبوط اسعار النفط .
الدرس الذى يجب على الجميع ان ينتبه اليه هو:
اولا ستزداد اسعار العقار او على الاقل ستحافظ على نفسها خلال فترة زمنيه مقبله ولكنها لن تستمر فى ذلك . البديل للبورصة وللاسهم هو العقار فى السعوديه تحديدا .
ثانيا : المستثمر العاقل هو من يوقف خسائره ويتجه الى تنويع محفظته من الاسهم او الاستثماريه بين سوق محلى وسوق دولى ولكن الاسواق الدوليه قد تعانى من هبوط خلال الفترة المقبله خاصه اسهم اوروبا واسيا واليابان فاين يضع امواله
ثالثا : سيجد المستثمرون انفسهم يفضلون الكاش بخسائره عن الاسهم بخسائرها اى انهم سيفضلون البيع وايقاف الخسائر عن عدم البيع والاحتفاظ بالاسهم خاسره دفتريا
يولد هذا المزيد والمزيد من الخسائر ولكن الى اى مستوى يمكن ان نتوقع ارتدادا فى اسعار الاسهم خاصه السعوديه والخليج .
من الصعب الاجابه على هذا السؤال ولكن من السهل القول بأن سوق البترول هو الاساس فى اعطاء اشاره دخول للسوق مره اخرى ، البترول يستمر وسيستمر فى التراجع خلال عام 2015 ، اعتقد ان مستوى الاربعين دولارا للبرميل هو اشاره قويه فى سوق الاسهم للدخول والاستثمار بها .
فى ظل هذه العوامل الاساسيه كلها ، وبمراجعه كافة التحليلات المنشوره من جانبنا عن السوق السعودى وكارثه البترول وغيرها من المقالات السابقه ، يصعب بل ويستحيل على اى محلل فنى القول بان السوق سيتجه الى مستوى معين ، ولكن القول العام هو الادق اعتمادا على التحليل الاساسى وليس الفنى ، هذا القول العام يتجه الى تحليل البترول اولا ثم تحليل السوق السعودى ثانيا وقد ذكرنا تحليلاتنا لسوق البترول سابقا ، واكرر الان واجدد تحليلى بان سعر الاربعين دولارا اصبح مستوى سهل تحقيقه خلال النصف الاول وليس الثانى من عام 2015 عندها سيكون لنا قول اخر .
ليس المهم الخساره لانه باذن الله يسهل تعويضها ولكن المهم ان نبحث الان عن مبادئ تمكننا من تجنب هذه الخساره مره اخرى ، اليوم خساره ، هذا العام او العام المقبل خساره ولكن طبيعه السوق ان يكون هناك مكسب خلال الاعوام التاليه وهذه هى طبيعه الاسواق مكسب وخساره ثم خساره ومكسب اذا كنت عزيزى القارئ قد استفدت من تجربتك وخرجت منها بمبادئ واسس للاستثمار واتسعت رؤيتك الاستثماريه فانت قد كسبت علما سيمكن من تعويض خسارتك باذن الله فلا تقلق