من رودي سعيد
القامشلي (سوريا) (رويترز) - أظهرت تقارير حديثة توجه مواطنين غربيين للقتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية بعد أشهر وجهت خلالها الولايات المتحدة ودول أوروبية تحذيرات من توجه مواطنيها إلى سوريا للقتال إلى جانب المتشددين الإسلاميين.
وقال رجل في مقابلة مصورة مع رويترز داخل سوريا إنه مواطن أمريكي وجندي سابق من ولاية أوهايو جاء للانضمام إلى المقاتلين الأكراد في معركتهم ضد الدولة الإسلامية.
وقال الأمريكي الذي عرف عن نفسه باسم برايان ويلسون لمصور فوتوجرافي مستقل يعمل لرويترز في سوريا إن أمريكيين آخرين يحاربون أيضا هناك إلى جانب الفصائل الكردية السورية.
وظهر الجندي الأمريكي السابق في التسجيل المصور وهو يجلس مع أربعة مقاتلين أكراد وهو يرتدي ثيابا عسكرية خضراء مموهة في مدينة القامشلي الكردية في شمال شرق سوريا.
وقال ويلسون "معظم الناس في الولايات المتحدة معادون لداعش بالطبع.. الدولة الاسلامية."
ولا يزال تعبير (داعش) يستخدم للاشارة إلى الدولة الاسلامية وهو اختصار اسمها السابق الدولة الاسلامية في العراق والشام والذي استبدلته باسمها الحالي بعد عملية عسكرية احتلت خلالها أجزاء واسعة من العراق وسوريا.
وأضاف "لكن عددا قليلا من الأمريكيين عبروا عن رغبتهم في المجيء إلى هنا ومساعدة وحدات حماية الشعب بأي طريقة نقدر عليها" في إشارة إلى الفصيل الكردي المسلح الرئيسي الذي يقاتل الدولة الإسلامية في سوريا.
وويلسون هو الأمريكي الثاني الذي يعلن انضمامه إلى قوات وحدات حماية الشعب الكردية بعد جوردان ماتسون (28 عاما) من ولاية ويسكونسن وفق ما قاله المتحدث باسم الوحدات الكردية في الأسبوع الماضي.
وأعلن ماتسون عن انضمامه للمقاتلين الأكراد في مقابلة مع التلفزيون الكردي.
وشددت الدولة الاسلامية حصارها على مدينة كوباني الكردية السورية يوم الثلاثاء على الرغم من الغارات الجوية الأمريكية التي تهدف إلى إضعاف التنظيم المتشدد.
وأسفر القتال عن لجوء أكثر من 180 ألف من سكان المدينة الكردية إلى تركيا منذ الشهر الماضي.
وشنت الولايات المتحدة غارات جوية على أهداف للدولة الإسلامية في العراق في أغسطس آب ووسعت المساحة الجغرافية لعملياتها ضد التنظيم المتشدد إلى سوريا في سبتمبر أيلول الماضي.
وتزود واشنطن المقاتلين الاكراد في العراق بالأسلحة لمساعدتهم على قتال الدولة الاسلامية هناك لكن لا سياسة رسمية لها لمساعدة الأكراد في سوريا.
وأشار ويلسون الذي بدا في منتصف العمر وحليق الرأس إلى أنه التقى بمقاتلي وحدات حماية الشعب عبر "معارف أكراد" وأشار إلى أنه لم يشارك بعد في أي معركة.
وقال عن مضيفيه "كل شيء على ما يرام. إنهم لطفاء للغاية ومرنين للغاية ومضيافين. هم شعب طيب جدا."
وقالت دول غربية إن أعدادا كبيرة من مواطنيها سافروا إلى سوريا للقتال في صفوف الدولة الاسلامية وهي ظاهرة تأكدت عبر تسجيلات مصورة تظهر قطع رؤوس رهائن على يد مقاتل ذو لكنة بريطانية.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)