من ستيفن كالين
الرياض (رويترز) - قالت قناة العربية التلفزيونية يوم الأربعاء إن جماعات المعارضة السورية متمسكة بمطلبها برحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة عند بداية أي مرحلة انتقال سياسي وذلك رغم تكهنات رجحت إمكانية تخفيف موقفهم في ضوء اكتساب الحكومة قوة أكبر على الأرض.
واجتمعت مجموعة من جماعات وشخصيات المعارضة السورية في السعودية في مسعى لتوحيد موقفها قبيل محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بعد سنوات ساعد خلالها التدخل الروسي حكومة الأسد على استعادة جميع المدن الكبرى في سوريا.
وقبل يومين من الاجتماع تقدم رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات باستقالته مما أوحى بأن معارضي الأسد ربما يتخذون موقفا أكثر لينا.
وكان يعرف عن حجاب دفاعه الشديد عن مطلب المعارضة بعدم وجود أي دور للأسد في أي انتقال سياسي في سوريا.
لكن رغم الاستقالة ذكرت قناة العربية أن مسودة البيان الختامي للاجتماع لا تزال تتضمن مطلب ترك الأسد لمنصبه عند بداية أي مرحلة انتقالية.
وجاء اجتماع المعارضة بعد يوم واحد من زيارة مفاجئة للأسد إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين الذي ناقش لاحقا الأزمة السورية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة إقليميين آخرين بالشرق الأوسط.
وأودت ست سنوات من الحرب الأهلية في سوريا بحياة مئات الآلاف وتسببت في أسوأ أزمة لاجئين في العالم بعد أن فر نحو 11 مليون شخص من ديارهم.
وأخفقت كافة الجهود في التوصل إلى حل دبلوماسي في ظل مطالبة المعارضة برحيل الأسد وإصرار الحكومة على بقائه.
وعلى مدى سنوات دعمت دول غربية وعربية مطلب المعارضة برحيل الأسد عن السلطة لكن منذ انضمام روسيا للحرب في صف حكومة الأسد قبل ثلاث سنوات تمكنت دمشق من استعادة كافة المدن السورية الكبرى من معارضي الأسد مما جعل من الواضح تدريجيا أن لا أمل أمام معارضي الأسد للانتصار عسكريا.
* محادثات عسيرة
وحث مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي مستورا رموز المعارضة داخل فندق كبير في الرياض على خوض "مناقشات عسيرة" لازمة للوصول إلى "طريق مشترك".
وقال في كلمة في افتتاح الاجتماع مشيرا إلى الجولة القادمة للمحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة "فريق قوي متحد هو شريك مبدع في جنيف ونحن نحتاج ذلك، فريق باستطاعته أن يستعرض أكثر من طريق واحد للوصول إلى الأهداف التي نحتاج الوصول إليها".
وذكرت وكالة الإعلام الروسية (ريا) إن دي مستورا سيلتقي مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين يوم الخميس لمناقشة الاستعدادات لجولة جديدة من المحادثات في جنيف ومقترح باجتماع شامل بشأن سوريا في منتجع سوتشي بالبحر الأسود.
واستقبلت قمة الرياض أكثر من 140 من رموز المعارضة يمثلون عددا من الجماعات بما فيها الهيئة العليا للمفاوضات.
وقالت روسيا يوم الثلاثاء إن استقالة مثل هذه "العقول الراديكالية" من رموز المعارضة السورية مثل رياض حجاب ستساعد على توحيد فصائل المعارضة المختلفة حول منصة أقرب إلى "الواقع".
كان بعض أعضاء المعارضة قد لمح إلى أن البيان الختامي قد يسقط أي ذكر للأسد في محاولة لتخفيف مطلب دائم للمعارضة المتمركزة في الرياض بألا يكون للأسد دور في أي انتقال سياسي.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الحل الوحيد للصراع هو الوقوف صفا واحدا لتحقيق مطالب الشعب السوري.
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)