بينت دراسات ميدانية صادر عن شركة برولنك إلى أن الأزمة المالية في عام 2009 أثرت على عملية توظيف السعوديين بشكل كبير،وتتجه وزارة العمل السعودية لمعالجة مشكلات توظيف السعوديين وتوطين الوظائف المتوفرة بجانب صناعة فرص عمل جيدة وجديدة للشباب السعودي، عن زيادة نسبة قبول السعوديين للعمل في شركات القطاع الخاص بنسبة 27 في المائة خلال هذا العام 2011 مقارنة مع العام الماضي 2010.
واشارة الدراسة إلى أن نسبة الشباب السعودي المبدعين في القطاع الخاص زادت بـ12 في المائة في العام الحالي، في الوقت الذي بدأ فيه عدد من الشركات السعودية في توظيف قيادات سعودية من الشباب.
وفي هذا السياق، أوضحت العنود أبو النجا رئيس شركة «برولنك» صاحبة الدراسات، أنها، أي الشركة، بصدد تنظيم معرض «توطين 2012»، وفق مفهوم جديد وللمرة الأولى في السعودية، حيث سيقام المعرض من 4 إلى 6 يناير (كانون الثاني) المقبل تحت شعار «فرص حقيقية لأيد سعودية».
واستنادا إلى هذه الدراسات، كشفت أبو النجا الرئيس التنفيذي للمعرض، أن هذا المعرض وظف فريق عمل ضخما للعمل في توطين الوظائف لأكثر من 15 ألف وظيفة، منها 50 في المائة لخريجي الجامعات السعودية، و50 في المائة لخريجي الثانوية العامة فقط من الجنسين، مشيرة إلى أن ذلك يتم تنفيذه بالتعاون مع شركات القطاع الخاص في العاصمة الرياض ومدينتي جدة والدمام.
وقالت أبو النجا لـ«الشرق الأوسط»: «هذا التفاعل جاء بناء على القرارات الملكية الأخيرة والتوجيهات التي دعت إلى توظيف الشباب بناء على توثيق ذلك بالاعتماد على قاعدة صلبة معلوماتية عن الشركات ومدى حاجتها إلى شغل وظائف جديدة وكذلك نشر روح التوطين في عدد من الوظائف في القطاع الخاص، وكذلك زيادة اعتماد التدريب من قبل الشركات للشباب لتهيئتهم لسوق العمل بشكل جاد مقارنة مع الأعوام الماضية». وأضافت أن شركات القطاع الخاص والجهات الحكومية التي تعنى بتوظيف الشباب السعودي تفاعلت بشكل كبير في المشاركة في معرض «توطين 2012».
وأكدت أن عددا من الشركات السعودية بدأ في توظيف قيادات سعودية من الشباب، كما أن تجاهل الشباب السعودي في وظائف القطاع الخاص بدأ في التقلص، واتضحت الرؤيا لدى الشباب والجهات ذات العلاقة، موضحة أن القرارات الأخيرة تصب في مصلحة توظيف الشباب السعودي من الجنسين حتى إن هناك شركات بدأت تستقطب خريجي الجامعات من مختلف التخصصات، وخرجت الدراسات بعدد من النتائج؛ منها زيادة قناعة القيادات في الشركات بأهمية توظيف الشباب السعودي زيادة وعي الشباب السعودي بأهمية العمل في القطاع الخاص وسهولة التدرج الوظيفي والحصول على مراكز قيادية بشكل سريع مقارنة مع القطاع الحكومي.
وأشارت الدراسات إلى أن الوظائف المرغوبة من قبل الشباب تتركز في العاصمة الرياض وجدة يأتي بعدهما مدينة الدمام والخبر والمدن الاقتصادية الجديدة.
وقالت أبو النجا: «مشروع توطين الوظائف في السعودية دخل مرحلة جديدة ومهمة بعد مجموعة من الأنظمة والقرارات التي تبنتها الحكومة من أجل إحلال السعوديين المؤهلين محل العمالة الأجنبية، والسياسات الجديدة والإيجابية التي تسعى القيادة الحكيمة إلى ترسيخها بالتعاون مع القطاعين العام والخاص والجهات ذات العلاقة».
إلى ذلك، لمحت أبو النجا إلى أنه لم يعد بالإمكان التجاوز أو الاستغناء عن المهارات والمؤهلات التي يتمتع بها بعض السعوديين في سوق العمل ولديهم القدرة على المنافسة.