قامت الشركة المعمارية MAD الصينية مؤخرا بإنهاء بناء متحف مدهش من حيث التصميم، يمثل مدى توسع الخيال العلمي لدى مصمميه. لكن البناء الغريب و المكلف هذا يقع في مدينة الأشباح أوردوس الواقعة في صحراء غوبي و يسلط الضوء على مشكلة أساسية في الصين.
متحف أوردوس الذي يحاكي في تصميمه كثبان الصحراء، صمم ليكون مصدر جذب لمدينة المستقبل الجديدة هذه و التي تم بناؤها بين ليلة و ضحاها باستخدام أموال جمعت من بيع ثروات محلية و هي الفحم و الغاز الطبيعي.
سطح المبنى المصقول بالنحاس و يمتلك العديد من الفتحات التي تسمح للزائرين للتمتع برحلة عبر عالمٍ جميل من الأضواء و الظلال في ستة طوابق مختلفة، تتجمع فيه الماضي و الحاضر و المستقبل في صورة مدهشة.
لكن هنالك مشكلة واحدة، هذا المتحف الفريد من نوعه يقع في "مدينة أشباح" قامت الحكومة الصينية ببنائها لحوالي مليون نسمة، إلا أن المكان ما زال غير مسكون، رغم كل الجهود المبذولة من قبل الحكومة لإقناع السكان بالانتقال إليها من وسط المدينة القديم الذي يبعد 15 ميلا، إذ تأمل السلطات المحلية أن تجذب السكان إلى المدينة من خلال هذا المتحف.
حيث تتواجد في الصين عدة "مدن أشباح" تم بناؤها مؤخرا، لكنها ما تزال فارغة رغم أنها قادرة على إيواء حوالي 200 مليون نسمة، إذ يقدر عدد المنازل التي تنتظر مشترين بنحو 64 مليون منزل.
هذه المشاريع ازدهرت بسبب النمو الكبير للإقتصاد الصيني، التوسع الكبير للقطاع العقاري، الرغبة في تخفي كثافة السكان في المدن المكتظة، و التحمس الزائد للمستثمرين الذي يعتبرون القطاع العقاري بمثابة استثمار و مكان لتخزين الأموال.
لكن بما أن هذه المدن لم تبنى لكي تلبي احتياجات الملايين من العمال المهاجرين، فإنها نما تزال حتى الآن من دون سكان، و هذا يكون فقاعة خطيرة في قطاع العقارات، خاصة أن قطاع البناء يشكل 13% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للصين.
في حال انفجرت هذه الفقاعة، فإن تداعياتها ستكون خطيرة ليس فقط على الإقتصاد الصيني بل ستؤثر على الإقتصاد العالمي أيضا. و هذا يبقى المسؤولين محافظين على السياسات المشددة في قطاع العقارات رغم تباطؤ النمو بشكل عام بسبب المخاطرة المتزايدة لأزمة الديون الأوروبية.