باريس، 11 مارس/آذار (إفي): قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إنه لا يشعر بالتفاؤل إزاء امكانية صدور قرار إدانة من مجلس الأمن الدولي ضد النظام السوري بسبب معارضة الصين وروسيا، اللتان تتمتعان بحق الفيتو، لهذا الأمر.
وأضاف جوبيه في تصريحات إذاعية: "لا أعتقد أننا سنحصل على مثل هذا القرار لأننا سنصطدم دائما بالموقف غير المرن من جانب روسيا"، مشيرا إلى أنه لا يعقد أمالا كبيرة على ان تغير موسكو من موقفها خلال اجتماع مجلس الامن المقرر عقده غدا في نيويورك.
وتابع "نحن نأمل ذلك، ولكن حتى الان ليست هناك أية مؤشرات تفيد بأنهم لن يقدموا على استخدام الفيتو".
وكانت روسيا، إلى جانب الصين، قد استخدمت بالفعل حق الفيتو مرتين لعرقلة مشروعي قرار لإدانة العنف المفرط الذي تستخدمه قوات النظام السوري لقمع المعارضة.
وترغب موسكو في قرار يدين العنف من جانب كافة أطراف النزاع في البلد العربي، وهو ما تعارضة باقي الدول الاعضاء في المجلس الأممي.
وعلق وزير الخارجية الفرنسي على ذلك، بقوله: "لا يمكننا أن نقبل قرار يساوي بين قيام النظام بقتل مواطنيه وما يقوم به هؤلاء المواطنون للدفاع عن أنفسهم".
وأكد كبير الدبلوماسية الفرنسية على أن الوسيلة الوحيدة لحل النزاع هي تلك التي تستند إلى المبادرة التي طرحتها الجامعة العربية.
وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قد جدد اليوم معارضة بلاده لاستخدام القوة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وفي رسالة وجهها للعاهل المغربي الملك محمد السادس، قال ميدفيديف: "نعارض أي تدخل في الشئون الداخلية لسوريا، وخاصة ما يتعلق باحتمال تدخل عسكري هناك، بصرف النظر عن الذرائع التي يمكن ان تتخذ لتبرير مثل هذا الأمر".
وأضاف "سنظل نطالب كافة الأطراف المتورطة في النزاع بوقف العنف ونحن نؤيد حلا سلميا للأزمة ونؤكد على الحاجة لحوار وطني دون شروط مسبقة باعتباره أمرا لا بديل عنه".
وجاء تأكيد ميدفيديف بعد يوم من الاجتماع الذي جميع بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظرائه العرب لبحث الملف السوري، حيث أكد كذلك موقف بلاده الرافض للتدخل العسكري لإنهاء الأزمة في الدولة العربية.
وأكد لافروف إن موقف بلاده في هذا الشأن لا يرتبط بأية مصالح اقتصادية، وإنما يستند أساسا إلى القانون الدولي.
وتوصل وزير الخارجية الروسي ونظرائه في الجامعة العربية إلى اتفاق من خمس نقاط يتضمن وقف العنف، ووضع آلية محايدة تشرف على وقف إطلاق النار، ومنع التدخل الأجنبي، وتوصيل المساعدات الإنسانية، فضلا عن دعم مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا، كوفي أنان.
وأعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الجامعة سترفع المبادرة التي تم الاتفاق عليها مع روسيا إلى مجلس الأمن.(إفي)