الليجا 2010.. دوري النجوم بدرجة امتياز

مدريد، 24 أغسطس/آب (إفي): احتدم الصراع خلال السنوات الأخيرة بين كل من إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا على لقب أكثر بطولة دوري محلية في أوروبا ضما للنجوم، قبل أن تقول الليجا كلمتها هذا الصيف لتبشر بختام العقد الأول من الألفية في صدارة بطولات القارة العجوز بعد إبرام ثلاث صفقات من العيار الأثقل.



في عقد التسعينيات، كانت المبارزة بين الكالتشو الإيطالي والليجا على أشدها، فبرشلونة يفتتح العقد بفريق الأحلام الذي ضم أسماء كالبلغاري ستويتشكوف والهولندي رونالد كومان والدنماركي مايكل لاودروب.. فترد إيطاليا بميلان يجمع مالديني وباريزي مع فان باستن وخوليت.



ولكن مع بداية الألفية، برز المارد الإنجليزي "برميير ليج" كمستودع لأفلام إثارة يقوم ببطولتها نجوم اكتشفها مدربون من طراز أليكس فيرجسون والفرنسيين أرسين فينجر وجيرار أولييه، لتبدأ أسماء مثل فان نيستلروي وتييري هنري وستيفن جيرارد تبهر العالم من شمال غرب أوروبا.



إلا أن فلورنتينو بيريث الذي وصل لرئاسة ريال مدريد الإسباني عام 2000 بدأ في صناعة فريق نجوم أثار جدلا واسعا، حيث خطف البرتغالي لويس فيجو من الغريم برشلونة، وجرد الكالتشو من الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان( يوفنتوس) والظاهرة البرازيلي رونالدو (إنتر)، قبل أن ينزع الأضواء من الإنجليز بانتداب ديفيد بيكهام (مانشستر يونايتد).



وأكد برشلونة أيضا أن الليجا باتت قبلة للنجوم بالتعاقد مع صانع الألعاب البرازيلي رونالدينيو عام 2003 بعدما رفض اللاعب عرض الانضمام إلى مانشستر يونايتد مفضلا اللعب في إسبانيا رغم غياب الفريق الكتالوني وقتها عن دوري الأبطال الأوروبي.



واستعاد الإنجليز بعضا من الهيبة مع استحواذ الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش على ملكية تشيلسي ليضيف قطبا رابعا للأندية الإنجليزية خاصة بعد تعاقده من نجوم من الكالتشو مثل الأرجنتيني كريسبو والأوكراني شيفتشنكو، إلا أنهما لم يلقيا مع الفريق ذات النجاح الذي لقيه الإيفواري ديدييه دروجبا القادم من الدوري الفرنسي.



واستعاد الكالتشو شيئا من الهيبة بعدما أخرج ميلان النجم البرازيلي كاكا كأفضل لاعب في العالم لعام 2007 ليرد مانشستر يونايتد بالبرتغالي كريستيانو رونالدو كحائز على نفس الجائزة العام الماضي، قبل أن يأتي صيف 2009 حيث بدا تيار النجوم عازما على عدم التأرجح ليصب فقط في بلاد الإسبان.



كلمة السر كانت فلورنتينو بيريث الذي عاد إلى ريال مدريد من جديد، ليتعاقد مع آخر أفضل لاعبين في العالم: كاكا (65 مليون يورو)، ورونالدو (94 مليون) حيث جعل الأخير اللاعب الأغلى على الإطلاق.



وأدرك بيريث جيدا أن الغريم برشلونة يضم الأرجنتيني ليونيل ميسي المرشح الأبرز للكرة الذهبية هذا العام، وهو ما جعله يضيف الهداف الفرنسي كريم بنزيمة الذي كان يعتبر أفضل لاعب في بطولة الدوري في بلاده، كما ضم تشابي ألونسو ماكينة وسط ليفربول، ليحرم الدوري الإنجليزي من إحدى علامات الجودة.



ولم يقف برشلونة مكتوف الأيدي، حيث قام بضم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش هداف الدوري الإيطالي من إنتر، وهو اللاعب المرشح لمنافسة ميسي على لقب الأفضل في العالم هذا العام.



وأصبح للمشاهد الحق أن يتخيل مباراة كلاسيكو تجمع ريال مدريد بقيادة كاكا ورونالدو، في مواجهة برشلونة بقيادة ميسي وإبراهيموفيتش، فضلا عما يضمه الفريقان من نجوم آخرين مثل تشافي وإنييستا ثنائي وسط المارد الكتالوني، أو جناح أبناء العاصمة الهولندي أريين روبن.



وتؤكد الحقائق على أن تيار هجرة النجوم كان ميالا لريال مدريد وبرشلونة خلال السنوات الأخيرة، فالريال فاز بالهداف الهولندي رود فان نيستلروي من مانشستر يونايتد عام 2006 ورد برشلونة بضم الفرنسي تييري هنري هداف أرسنال بعدها بعام ليفقد البرميير أيقونتين لم تتكررا حتى الآن.



وتفخر الليجا أيضا بإنجاب القوام الأساسي لمنتخب إسبانيا كبطل لأوروبا، بجانب أنها المسابقة التي تضم برشلونة المتوج بدوري الأبطال العام الجاري.



وبعيدا عن القطبين ريال مدريد وبرشلونة، يضم فريق مثل أتلتيكو مدريد مهاجمين فذين هما نجم أوروجواي دييجو فورلان صاحب الحذاء الذهبي الأوروبي (33 هدفا)، والأرجنتيني الشاب سيرخيو أجويرو الذي تلهث وراءه أندية إيطاليا وإنجلترا.



وزاد من حسم المقارنة لصالح الليجا، أن الدوري الإيطالي لم يعد يضم لاعبا مميزا كواجهة للمسابقة سوى المخضرم ديل بييرو (يوفنتوس)، أو الكاميروني صامويل إيتو (إنتر) الذي يعتبر الراحل البارز الوحيد عن إسبانيا، علما بأن البرازيلي رونالدينيو مازال يبحث في ميلان عن مستواه الذي كان عليه في برشلونة.



والحال لا يبدو بعيد الشبه في إنجلترا، حيث أصبح الثلاثي المحلي واين روني وستيفن جيرارد وفرانك لامبارد أبرز وجوه المسابقة بجانب "الإسباني" فرناندو توريس. (إفي)