أحمد مصطفى.
القاهرة (إفي): "المستحيل" كلمة غير واردة بقاموس منتخب الدنمارك الذي أثبت أنه يكون أشد فتكا من لقبه "الديناميت" عند الحسم، وهي الروح التي يدخل بها بين عمالقة القارة العجوز في يورو 2012.
منطق كرة القدم الوحيد هو عدم اعترافها بالمنطق من الأساس، وقد تجلى ذلك في تتويج الدنمارك ببطولة الأمم الأوروبية عام 1992 في السويد حين تغلبت على ألمانيا في المباراة النهائية بثنائية نظيفة، رغم أنها شاركت في البطولة بمحض الصدفة، حيث وجهت لها الدعوة للمشاركة قبل ايام معدودة من انطلاقها بعد استبعاد يوغوسلافيا بسبب ظروف الحرب.
كانت "التجربة الدنماركية" كفيلة لدق ناقوس الخطر لعمالقة القارة للتحذير من ظهور قوى جديدة قادرة على صنع التاريخ وتفجير المفاجآت، فقد تكرر نفس الأمر مع اليونان التي أذهلت العالم أجمع حين توجت بيورو 2004 على أرض البرتغال التي هزمتها في لقاءي الافتتاح والختام.
وسيستحضر "احفاد الفايكنج" هذا الماضي المشرف في الحاضر على أراضي بولندا وأوكرانيا اللتين ستستضيفان النسخة الـ14 من أمم أوروبا خلال الفترة من الثامن من يونيو/حزيران وحتى الأول من يوليو، وإن كانت الحسابات هذه المرة ستكون شديدة التعقيد بعد أن وقعوا في "مجموعة الموت" مع كل من ألمانيا وهولندا والبرتغال.
ولا تزال ذكرى 1992 الأليمة تمثل انتكاسة لا تنسى لماكينات المانشافت، لذا فإن مواجهة الدنمارك مجددا تحمل طابعا ثأريا نوعا ما، لكن هذه المرة يدخل الألمان مرشحين للقب أكثر من اي وقت سبق بسبب التطور المذهل في أداء الفريق.
اما الطاحونة البرتقالية فقد افترست الدنماركيين قبل وقت قريب، وبالتحديد قبل عامين في كأس العالم بجنوب أفريقيا في مستهل مباريات دور المجموعات، فكان الفوز حليف وصيف البطولة بثنائية بيضاء مع الرأفة، فيما ودع المنتخب الأحمر المونديال من الدور الأول.
كما يتجدد اللقاء بين الدنمارك والبرتغال بعد صراعهما المشتعل في تصفيات اليورو، إذ نجح منتخب "الديناميت" في التأهل مباشرة للبطولة باقتناص صدارة المجموعة الثامنة، بينما أجبر "برازيل أوروبا" على خوض الملحق.
ويراهن المدرب المخضرم مورتن أولسن (62 عاما) على منتخب شاب أصقل به بعض عناصر الخبرة بهدف التمثيل المشرف في البطولة التي يعترف بأن حظوظه فيها ضئيلة، كما أنها قد تكون الفرصة الاخيرة له قبل ترك منصبه لغيره.
ويتولى أولسن تدريب الدنمارك منذ عام 2000 ليكون في مصاف أكبر المدربين المعمرين مع منتخب واحد على مستوى العالم، وقد ارتقى المنتخب في عهده الى مراكز متقدمة في تصنيفات الفيفا حتى وصل الى العشرة الأوائل.
وسبق لأولسن أن قاد المنتخب الدنماركي إلى دور الـ16 في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وإلى دور الثمانية في يورو 2004 بالبرتغال ولكنه فشل في بلوغ مونديال 2006 ويورو 2008 كما عانى الفريق كثيرا تحت قيادته في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا الذي خرج منه في دور المجموعات برفقة الكاميرون بعد خسارتين من هولندا واليابان.
وأعلن أولسن في وقت سابق أنه سينهي مشواره التدريبي مع الدنمارك بعد يورو 2012 ، لكنه تراجع عن قراره ليعلن عزمه استكمال المسيرة حتى مونديال البرازيل 2014.
ورشح أولسن مايكل لاودروب، أبرز نجوم جيل 1998 الذي حقق أفضل انجاز في كؤوس العالم ببلوغ ربع النهائي، لخلافته بعد تجربته في تدريب ريال مايوركا الإسباني الموسم الماضي.
ويسعى المدرب المخضرم لإضفاء جو من التركيز والصفاء الذهني للاعبيه قبيل واثناء البطولة، ومن بين قراراته الحازمة التي اتخذها حظر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، الأمر الذي أثار جدلا ما بين موافق ومعارض في الوسط الرياضي المحلي.
ويتميز الجيل الحالي من منتخب الدنمارك بالجماعية دون وجود نجم أوحد له، وإن كان يبرز من بين لاعبيه الهداف الصاعد نيكلاس بندنر مهاجم أرسنال الإنجليزي السابق المعار حاليا الى سندرلاند والذي لعب دورا كبيرا في تصدر منتخب بلاده للمجموعة المؤهلة لليورو، وقد سجل 17 هدفا في 45 مباراة دولية.
وكان المدرب الفرنسي القدير أرسين فينجر قد اكتشف موهبة بندنر (24 عاما) في كوبنهاجن ليتعاقد مع نادي "المدفعجية" ويضمه لفريق الناشئين في 2004 قبل أن يعار للمرة الأولى الى برمنجهام سيتي في 2006 لاكتساب بعض الخبرة، ثم استعاده أرسنال مجددا بعد عام واحد.
لكن تعدد الإصابات قلص فرصته في اللعب أساسي وخاصة منذ حادث السيارة الذي تعرض له قبل كأس العالم 2010 وسبب له إصابة بالفخذ لم تحرمه من خوض المونديال، لتتم إعارته الى سندرلاند والذي سجل معه سبعة اهداف في 25 مباراة.
وراهن أولسن على موهبة بندنر التهديفية رغم تورطه في حادث سير في إنجلترا وهو تحت تأثير الكحول ليتم تغريمه ماليا ومنعه من القيادة لـ56 يوما، حيث قرر التغاضي عن الواقعة وإبقاء اللاعب في حساباته.
كما يبرز بالقائمة اسم المهاجم المخضرم دينيس روميدال (34 عاما) لاعب أيندهوفن وأياكس أمستردام الهولنديين وأوليمبياكوس اليوناني السابق الذي عاد لوطنه ليلعب حاليا في صفوف فريق بروندبي المحلي.
وتعرض ستوك سيتي الإنجليزي العملاق توماس سورنسن (35 عاما) لإصابة أجلت أحلامه في دخول نادي المائة بحلول يورو 2012 ، ليبدز بديله أندريس لينديجارد الحارس الاحتياطي لمانشستر يونايتد الإنجليزي المرشح الأوفر لخلافته.
ويقود خط دفاع الفايكنج سيمون كاير (22 عاما) لاعب روما الإيطالي الحالي، بجانب دانييل آجر (28 عاما) مدافع ليفربول الإنجليزي، والظهير الأيمن لألكامار الهولندي سيمون بولسن (28 عاما).
كما تعلق الآمال على بزوغ نجم عدد من الشباب الواعدين امثال كريستيان إريكسن صانع العاب أياكس أمستردام، بجانب نيكولاي يورجنسن ومادس يونكير مهاجمي كايزر سلاوترن الألماني ورودا الهولندي على التوالي. (إفي)