بقلم جيفري سميث
Investing.com – تراجعت أسعار النفط الخام في التداولات الأمريكية لليوم الجمعة، بعد أن أثارت بيانات مبيعات السلع المعمرة التي جاءت أسوأ مما كان متوقعاً، المخاوف بشأن مسار الاقتصاد الأمريكي.
كما أدى استمرار ارتفاع أعداد حالات الإصابة بفايروس كورونا في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية إلى إثارة المخاوف بشأن توقعات الطلب على النفط، حيث تم تشديد القيود المحلية على الاختلاط الاجتماعي في مجموعة من المدن البريطانية، بما في ذلك العاصمة لندن وعاصمة ويلز، كارديف.
وعند الساعة 10:45 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:45 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، تراجعت عقود الخام الأمريكي الآجلة بنسبة 0.5٪ لتتداول عند 40.11 دولار للبرميل، أما العقود الآجلة لخام برنت، والتي تعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تراجعت بنسبة 0.2٪ لتتداول عند 41.85 دولار للبرميل.
وعلى العكس من ذلك، ارتفعت عقود البنزين الآجلة بنسبة 0.4٪ لتلامس مستوى الـ 1.20 دولار للجالون، للمرة الأولى منذ الإثنين.
ومع غياب أخبار رئيسية مؤثرة في سوق النفط، تراجعت الأسعار بشكل طفيف بعد أن أظهرت البيانات التي صدرت اليوم أن طلبيات السلع المعمرة الأساسية في الولايات المتحدة قد ارتفعت بنسبة 0.4٪ فقط في أغسطس، بانخفاض واضح عن رقم الشهر السابق والبالغ 3.2٪. وجاءت بيانات اليوم دون مستوى توقعات المحللين، الذين كانوا يترقبون ارتفاعا بنسبة 1.2٪.
واختتمت هذه الأرقام أسبوعاً من البيانات التي لم تقدم أي إثارة بشكل عام. فمن بين كل البيانات التي صدرت هذا الأسبوع، لم تتألق إلا بيانات سوق الإسكان فقط، وهي الوحيدة التي أظهرت إشارات واضحة على زخم بدون انقطاع في الاقتصاد الأمريكي. كما تضمن الأسبوع تصريحات لعدد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، طالبوا فيها الكونغرس بإقرار المزيد من التحفيز المالي. ولكن من غير المرجح أن يتحقق ذلك قريباً، على الرغم من الأخبار التي تحدثت عن مبادرة جديدة في المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
على جانب العرض من السوق، أعلن اتحاد عمال النفط والغاز النرويجيون عن إضراب الأسبوع المقبل، وهو أمر قد يوقف وصول مصادر طاقة تعادل 900 ألف برميل من النفط يومياً إلى الأسواق العالمية. ولكن جزء كبير من ذلك سيكون من الغاز وليس النفط، والذي لن يكون له تأثير مباشر على أسعار النفط، لكن الأمر برمته قد يترك فجوة صغيرة في الإمدادات الأوروبية على المدى القصير.
ولكن الأمر الأكثر أهمية للنفط تحديداً ربما يكون ادعاء شركة تانكر تراكرز الاستشارية بأن الصادرات الإيرانية قد ارتفعت بشكل حاد في سبتمبر، على الرغم من ضغوط العقوبات الأمريكية. فلقد نقلت رويترز عن سمير مدني، الشريك المؤسس للشركة قوله: "إن الصادرات ترتفع في الوقت الحالي. نشهد ما يقرب من 1.5 مليون برميل يومياً من الخام والمنتجات النفطية الأخرى حتى الآن هذا الشهر. هذه مستويات لم نشهدها منذ عام ونصف."
وفي العادة، تُجبر العقوبات الأمريكية إيران على إخفاء الوجهة النهائية لصادراتها. لكن بغض النظر عن وصولها إلى الأسواق العالمية، فإن أي زيادة في الإمدادات الإيرانية لا يمكن أن تؤدي إلا إلى خفض الأسعار في وقت يتضاءل فيه نمو الطلب بعد الانتعاش الذي شهده في الربع الثالث.