بقلم جيفري سميث
Investing.com – سقطت أسعار النفط بقوة في التداولات الأمريكية لليوم الثلاثاء، في حلقة جديدة من ذات المسلسل، حيث تأثرت الأسواق بارتفاع أعداد حالات الإصابة بفايروس كورونا عالمياً، وفي أوروبا، وفي الولايات المتحدة، وهو ما أشعل المخاوف بشأن مسار الاقتصاد العالمي، ومستقبل الطلب على النفط.
كما تفاقمت خسائر النفط بفعل عوامل من التحليل الفني، حيث فشل سعر نفط برنت، في اختراق المتوسط المتحرك لـ 100 يوم. وتُعتبر هذه من إشارات الضعف المعروفة في التحليل الفني.
وعند الساعة 11:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:00 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، تراجعت عقود الخام الأمريكي الآجلة بنسبة كبيرة بلغت 3.3٪ لتتداول عند 39.25 دولار للبرميل، أما العقود الآجلة لخام برنت، والتي تعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تراجعت بنسبة 2.8٪ لتتداول عند 41.66 دولار للبرميل.
في حين أنه لا يبدو أن هناك سبب واحد محدد تسبب في هذا السقوط، فلقد جاءت هذه الحركة القوية إلى الأسفل بعد وصول عدد وفيات فيروس كورونا عالمياً إلى مليون شخص، وتحذير نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس من أنه من المرجح أن ترتفع معدلات الإصابة في الولايات المتحدة في الأيام المقبلة.
كما ذكر بعض من أكبر تجار النفط في العالم اليوم الثلاثاء إنهم سيواجهون أوقاتاً صعبة في المستقبل.
فلقد قال توربيورن تورنكفيست، الرئيس التنفيذي لشركة غانفور، خلال حلقة نقاشية استضافتها رويترز: "الصورة لا تبدو جيدة جداً". وأشار تورنكفيست إلى أن الشراء الكثيف من قبل المصافي الصينية كان مبالغاً فيه، وأدى إلى اصطفاف الناقلات أمام السواحل الصينية بدون تفريغ حمولاتها.
وقال راسل هاردي، الرئيس التنفيذي لأكبر شركة تجارة نفط في العالم (فيتول) خلال ذات الحلقة النقاشية، أن لديه "توقعات متواضعة" لأسعار النفط، وقال إنه يتوقع أن يبقى الاستهلاك ثابتاً على نطاق واسع حتى الصيف المقبل.
أما ماركو دوناند، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تجارة النفط السويسرية (موركوريا)، فقال إنه لا يتوقع أن يعود استهلاك النفط إلى مستويات ما قبل الوباء لعدة سنوات.
أما يوم أمس الإثنين، فلقد قال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، خلال الاجتماع الافتراضي لوزراء الطاقة لمجموعة العشرين، إن مخزونات النفط التجارية في العالم المتقدم قد تبقى أعلى بكثير من متوسط الخمس سنوات، خلال الربع الثالث من هذا العام.
وأضاف باركيندو: "سيؤدي توازن العرض والطلب المتوقع إلى ارتفاع المخزونات التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى مستويات أعلى بكثير من متوسط آخر خمس سنوات، في الربع الثالث من 2020."
لكن الأمين العام لمنظمة أوبك يتوقع انخفاض مخزونات النفط الخام في دول المنظمة خلال الربع الرابع لتصل إلى نحو 123 مليون برميل، أي أعلى بقليل من متوسط الخمس سنوات.
ولم تكن هناك مؤشرات تذكر على اعتماد السوق لأي علاوة مخاطر جيوسياسية بسبب الصراع بين أرمينيا وأذربيجان على جيب ناغورنو قره باغ. وتقع المنطقة المتنازع عليها على بعد أميال قليلة فقط من مسار خط أنابيب باكو - تبيليسي - جيهان الذي ينقل نحو 1.2 مليون برميل نفط في اليوم. ولكن حتى الآن لا توجد تقارير عن تعطل الشحنات عبر هذا الخط.