بقلم جيفري سميث
Investing.com – قفزت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي في جلسة اليوم الثلاثاء، حيث واصلت الأسواق إعادة تقييم توقعات الطلب على الوقود، في أعقاب إعلان فايزر يوم أمس، والذي أنعش الآمال بنهاية قريبة لأزمة وباء كورونا العالمية.
فعند الساعة 9:15 صبحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:15 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش) كانت العقود الآجلة لخام {{8849|غرب تكساس الوسيط}}، والتي تُعتبر العقود الأبرز بين أنواع النفط الأمريكي، تتداول عند 40.88 دولار للبرميل، لتحقق ارتفاعاً طيباً بنسبة 1.5٪. وبذات النسبة، ارتفعت العقود الآجلة لخام {{8833|برنت}}، المتداولة في لندن، لتتداول عند 43.03 دولار للبرميل.
ورغم هذه المكاسب، إلا أن هذه العقود كانت تتداول بعيداً عن أعلى المستويات التي سجلتها خلال اليوم. وفشل عقد برنت الآجل، على وجه الخصوص، في اختراق مستوى مقاومة مألوف (وفقاً لتحليلات ساكسو بانك) حول مستوى 43.55 دولار.
وكانت عقود النفط قد سجلت مكاسب أسطورية خلال جلسة أمس الإثنين، تجاوزت الـ 10٪ في بعض الأوقات، بعد أن أعلنت الشركة العملاقة لصناعة الأدوية فايزر (NYSE:PFE) أن اللقاح التجريبي، الذي كانت الشركة قد طورته بالتعاون مع شريكتها الألمانية (بيو إن تيك) (NYSE:PFE)، قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من فايروس كورونا. وأعلنت الشركتان أنهما ستقومان بتقديم طلب رسمي قبل نهاية الشهر الحالي، لإدارة الغذاء والدواء FDA، للحصول على ترخيص يسمح بالاستخدام الطارئ للقاح.
كما تم الإعلان عن خطط لتصنيع وتوزيع 50 مليون جرعة في ما تبقى من هذا العام، و1.3 بليون جرعة لقاح بحلول نهاية العام القادم.
بعد الانتكاسات الأخيرة التي ضغطت على المنافسين الآخرين في قطاع التكنولوجيا الحيوية، أعادت هذه الأخبار الإيجابية المستثمرين إلى الأصول الخطرة، ومن ضمنها النفط، بعد أن تصوروا أن العالم قد عاد بالفعل إلى طبيعته، بدون الخوف المرتبط بأسوأ وباء عالمي منذ 100 عام.
ولكن الاستجابة المثيرة لهذه الأخبار هدأت في وقت لاحق، بعدما أدركت الأسواق أنه على الرغم أن رقم الـ 90٪ كان أكثر مما هو مطلوب للسيطرة على الوباء، إلا أن الإعلان لم يؤكد بعد ما إذا كان هذا اللقاح آمناً، والمدى الزمني للحماية التي يوفرها، وهما قطعتان حاسمتان مفقودتان من اللغز. وبالإضافة إلى ذلك، يجب التغلب على العديد من المصاعب على طريق التصنيع والتوزيع والتخزين قبل أن يتم إعطاء اللقاح على نطاق واسع.
وتناقلت التقارير الإخبارية تصريحات لـ راسل هاردي، الرئيس التنفيذي لشركة فيتول لتجارة النفط، والذي قال في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، إنه يرى أسعار النفط تتجه إلى مستوى الـ 50 دولار للبرميل، حيث يعمل تعافي الطلب على انخفاض المخزونات العالمية بشكل أسرع. ولكنه عاد للقول إنه قد تكون هناك بعض "الأشهر الصعبة" قبل أن يحصل ذلك.
وفي تقرير لـ ساكسو بانك، أتفق محللوه بأن أخبار فايزر كانت بمثابة دفعة كبيرة للنفط، لكنهم أشاروا إلى أنه "مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة بالفايروس في عدة مناطق من ضمنها الولايات المتحدة، فإن توقعات المدى القصير لا تزال صعبة".
وتخطت الإصابات في الولايات المتحدة مستوى الـ 100 ألف إصابة لليوم السادس على التوالي، بسبب الارتفاعات المفاجئة في أعداد الإصابات، التي عمت عدة ولايات من كاليفورنيا إلى الغرب الأوسط والحدود المكسيكية، وهو ما يشير بقوة إلى أن الوباء قد خرج عن السيطرة، بينما كانت الأمة تركز على الحملة الانتخابية.
كما ذكرت بلومبرج أن المخزونات النفطية الصينية قد انخفضت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة مع تعافي الاقتصاد المحلي. وتسبب ذلك في قرار حكومي برفع حصص الاستيراد لمصافي القطاع الخاص في 2021، وهو ما سيكون بمثابة دعم أساسي للطلب العالمي. كما وضعت بكين حداً أدنى لأسعار المنتجات المكررة لضمان هوامش الأرباح لشركات تكرير النفط، في وقت تتعرض فيه هوامش التكرير حول العالم لضغوط شديدة.
ومن أخبار الشركات، أعلنت رويال داتش شل (LON:RDSa) العملاقة يوم أمس الاثنين، أنها ستغلق مصفاتها في ولاية لويزيانا، بعد أن فشلت في العثور على مشتر.
ولا يزال التغيير الأسبوعي في مستوى المخزونات المرتفعة بشكل غير طبيعي هو المتغير الرئيسي في السوق. وتنتج كتلة أوبك+ في الوقت الراهن كميات أقل من الطلب العالمي، بهدف استنزاف هذه المخزونات. وعلى هذه الجبهة، يترقب المستثمرون أرقام {{ecl-656||المخزون}} التقديرية التي يتضمنها التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي API، والمقرر صدوره كالمعتاد عند الساعة 4:30 من مساء اليوم الثلاثاء بالتوقيت الأمريكي الشرقي (9:30 مساءً بتوقيت غرينيتش). أما للحصول على أرقام المخزون الرسمية، فيجب على الأسواق انتظار تقرير إدارة معلومات الطاقة EIA، والمقرر صدوره، كالعادة، يوم غد الأربعاء.
كذلك، ستصدر كل من أوبك ووكالة الطاقة الدولية تقاريرها الشهرية يومي الأربعاء والخميس، على التوالي.