بقلم آدم كلارينجبول
Investing.com – ارتفع الذهب في الجلسة الآسيوية الأخيرة لهذا الأسبوع، بعد أن أظهرت أحدث الأرقام تفاقماً مستمراً في الوضع الوبائي على مستوى العالم، خصوصاً في الولايات المتحدة.
فعند الساعة 12:16 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (5:16 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تقدمت أسعار عقود {{8830|الذهب}} الآجلة بنسبة 0.14٪ لتتداول حول مستوى 1,888 دولار للأونصة.
وابتعد المستثمرون عن أسواق الأسهم، واتجهوا نحو الذهب صباح الجمعة، مع سيطرة المخاوف من تأثير فايروس كورونا على النشاط الاقتصادي.
وهدأت الإثارة التي أعقبت إعلان فايزر (NYSE:PFE) يوم الاثنين أن لقاحها التجريبي، الذي كانت قد طورته بالاشتراك مع شريكتها الألمانية بيو إن تيك (F:22UAy)، قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من فايروس كورونا، حسبما أشارت البيانات الأولية لدراسة كبرى قامت بها الشركة.
وحل الشك محل التفاؤل، بعد أن أدرك المستثمرون أنه لا يزال هناك طريق طويل قبل أن يلبي اللقاح جميع المتطلبات الضرورية ليتم استخدامه على نطاق واسع. ومن بين ذلك، هنالك متطلبات تنظيمية، وأخرى لوجستية تتعلق بإنتاج وتوزيع مئات الملايين، أو حتى بلايين من الجرعات. هذا بالإضافة إلى المشاكل المتعلقة بالتخزين الذي يجب أن يكون عند درجة منخفضة للغاية تبلغ 70 درجة مئوية تحت الصفر (-94 فهرنهايت) أو أقل، وهو ما يتطلب أجهزة تبريد (DU:TABR) متطورة وإمكانيات كبيرة لا تتوفر في الأغلبية الساحقة من المنشآت الطبية، حتى في أكبر المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى العالم.
وأستفاد المعدن الثمين من تراجع المناخ الإيجابي الذي أعتمد على إعلان فايزر، والذي كان قد تسبب في ضربة مؤلمة للغاية لأسعار الذهب، التي هبط بأكثر من 5٪ في جلسة الإثنين، لتفقد الأونصة أكثر من 100 دولار كاملة من قيمتها خلال ساعات قليلة، وينتهي الأمر بكون اليوم هو الأسوأ للذهب في 7 سنوات. ولكن المعدن الثمين تماسك بعد تسجيل أدنى سعر ليوم الإثنين، وتعافى بشكل لا بأس به منذ ذلك الحين.
وعلى جبهة البنوك المركزية، حذرت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، من التفاؤل المفرط بشأن تطورات اللقاح. فلقد قالت رئيسة ثاني أكبر بنك مركزي في العالم: "في حين أن أخبار اللقاح تبدو مشجعة، لا يزال من الممكن مواجهة دورات متكررة من الانتشار المتسارع للوباء، وتشديد القيود، حتى يتم تحقيق مناعة واسعة النطاق".
وكانت لاغارد تتحدث في اليوم الثاني والأخير من منتدى البنك المركزي الأوروبي السنوي، والذي جرى هذا العام باستخدام تكنولوجيا الاتصال عن بعد بسبب الوباء، وتحت عنوان "البنوك المركزية في عالم متغير". ومن بين أبرز المشاركين الأخرين في المنتدى، كان هنالك رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ورئيس بنك انجلترا أندرو بايلي.
وبعد أن هجروه يوم الاثنين، عاد المستثمرون إلى الملاذ الآمن رقم 1، وذلك تحت ضغط الموجة الثانية من الوباء، والتي تضرب الولايات المتحدة في الوقت الحالي، بالإضافة إلى مختلف أنحاء وأوروبا، مما يهدد بتوجيه ضربة قاسية للنشاط الاقتصادي خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ففي الولايات المتحدة، وصل عدد حالات الإصابة بالفايروس إلى أعلى مستوى على الإطلاق يوم أمس، عندما سجل من 144,133 حالة وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، وأن تبقى الأرقام في ارتفاع مضطرد مع استمرار درجات الحرارة في الانخفاض.
وكانت 12 ولاية أمريكية قد شهدت وصول أعداد الإصابات اليومية إلى ضعف ما كانت عليه قبل أسبوعين، في مؤشر منذر بأن الأمر سيصبح أكثر سوءاً، مع عدم وجود أمل بالراحة من الوباء في المستقبل المنظور.
وأدى استمرار الجمود في محادثات حزمة التحفيز الأمريكية إلى المحافظة على أسعار المعدن اللامع عند مستويات منخفضة نسبياً، حيث قال زعيم الأغلبية والعضو الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل: "يبدو لي أن العقبة التي علقنا عندها لأشهر لا تزال قائمة. لا أعتقد أن الوضع الحالي يتطلب حزمة بتريليونات الدولارات. بل أعتقد أنها يجب أن تكون مستهدفة للغاية، ومشابه جداً لما طرحته في المجلس في شهري أكتوبر وسبتمبر".
وطوال الأشهر القليلة الماضية، أراد الديمقراطيون حزمة بحجم 2.2 تريليون دولار، بعد أن خفضوا مقترحهم من رقم فلكي يبلغ 3.4 تريليون دولار. ورغم التخفيض، يعتبر الجمهوريون أن هذه الحزمة هي حزمة باهظة الثمن بشكل كبير جداً. وفي حال إقرار حزمة تحفيز عملاقة، حتى وإن لم يكن ذلك بالمبلغ الذي طلبه الديمقراطيون، فإنه من أبجديات الاقتصاد، أن يتسبب ارتفاع عرض النقود في ضعف {{8827|الدولار}}، وبالتالي في ارتفاع أسعار الذهب.