Investing.com - قفزات سعرية قوية سجلها النفط خلال الأيام القليلة الماضية ليتخطى أعلى مستوياته منذ أكثر من عام.
لكن هل يستمر صعود النفط خلال الفترة المقبلة، وما الذي يحدد ملامح قطاع الطاقة وأسعار النفط خلال 2021.
توقعات
وزاد النفط منذ بداية الشهر الجاري فبراير بنحو 20% ليرتفع من مستويات الـ 52 دولار لبرميل خام غرب تكساس "نايمكس"، إلى مستويات 60.5 دولار للبرميل.
تألق سوق الطاقة، وجاذبية بتكوين، ودورة السلع الخارقة - أهم الأحداث
ورغم النزول الطفيف مطلع الأسبوع إلا أن الخام الأمريكي عاود الصعود سريعا، وزاد اليوم الأربعاء بنحو 0.7% إلى مستويات 60.5 دولار للبرميل.
وعن خام برنت، فقد زاد من مستويات 55 دولار للبرميل بنهاية يناير الماضي إلى مستويات 64 دولار للبرميل بزيادة بلغت 15% منذ بداية فبراير.
وخلال تلك اللحظات نجح خام برنت في الوصول إلى أعلى مستوياته منذ يناير 2020، ليكسر مستوى 64 دولارا للبرميل إلى مستويات 64.06 دولار.
ويتداول خام برنت في تلك للحظات بانخفاض 0.5% عند مستويات 63 دولار للتسليم الفوري.
ودعم من صعود أسعار النفط تعطل كبير للإمدادات في جنوب الولايات المتحدة هذا الأسبوع بسبب عاصفة ثلجية عاتية في تكساس.
وقال محللون إن أسعار النفط ارتفعت بقوة خلال الشهور الأخيرة وأدت تعطيلات الإنتاج الناجمة عن العاصفة في تكساس، أكبر ولاية منتجة للنفط في البلاد، إلى الإبقاء على دعم الأسعار.
عاجل: بينما يحتفل الأمريكيون، النفط يشتعل، وإصابة مباشر للذهب والدولار
يتوقع المحللون في بنك كريدي سويس الاستثماري Credit Suisse أن يصل سعر خام برنت إلى 71.75 دولار للبرميل، وذلك بعد أن تمكن خام برنت من اختراق المقاومة بين 59.82 دولار إلى 60.00 دولار للبرميل.
وقال بنك كريدي سويس الاستثماري Credit Suisse إلى أنه بمجرد أن يتجاوز سعر خام برنت مستوى 71.75 دولار للبرميل، يمكن أن يرى الأسعار عند المقاومة التالية حول 79.10 دولار للبرميل.
بدأ النفط تداولاته لهذا الأسبوع بشكل إيجابي للغاية لتسجل أعلى مستوياتها منذ أشهر مدعومة بالآمال المتعلقة بالتسهيلات الأميركية وإنهاء الإغلاقات ساهمت في دعم الأسعار بسبب التفاؤل بشأن عودة ارتفاع الطلب.
وجاء خفض الإنتاج من قبل أوبك محفزًا للصعود وعليه سيطرت التحركات الإيجابية على النفط وصلت إلى مستويات 60 دولار.
وفقا لتوقعات مؤسسة ابيكورب فإن السياسات المتبعة ستكون العامل الحاسم في تحديد المسارات المتباينة لتعافي قطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي جميع أنحاء العالم.
وذلك ضمن التوجهات الرئيسية لمشهد الاستثمار في الطاقة وقطاع المال في المنطقة التي رصدها التقرير للعام 2021 وما بعده.
يتّسم العقد الحالي بثلاثة تحديات عالمية كبرى، تحقيق تعافٍ مستدام في مرحلة ما بعد انتشار الجائحة، وتأمين الطاقة المستدامة للجميع، والتصدي للتغير المناخي.
قطاع الطاقة يمر بمرحلة "إعادة ضبط عالمية" (Global Reset) ستؤدي على الأرجح إلى عمليات تكامل واندماج واستحواذ وسعي مؤسسات القطاع لترسيخ موقعها الاستراتيجي.
كورونا
وستواصل السياسات التي تضعها السلطات المعنية لعب الدور الأبرز في تحديد مسار تعافي الاقتصاد وقطاع الطاقة في المنطقة.
لا سيما السياسات المالية والنقدية واستراتيجيات إدارة إنتاج النفط، وذلك على افتراض نجاح حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وفعالية اللقاحات، وكذلك عدم حدوث طفرات مستقبلية للفيروس.
وعلى الرغم من أن تراجع الطلب المحلي والتضخم المترافق مع هبوط الدولار وحزم الديون والتحفيز قد يؤدي إلى انتعاش الاقتصاد في عام 2021، إلا أن مدى استدامة هذا الانتعاش ما يزال غير واضحاً في المرحلة الراهنة.
من يستطيع اللحاق بـ بتكوين، 36 مليار دولار بأقل من 24 ساعة، ما التالي؟
تحول
يمرّ قطاع الطاقة حالياً بعملية "إعادة ضبط عالمية" (global reset)، وذلك على ضوء تقلص حجم الاستثمارات في قطاع الطاقة العالمي والإقليمي في 2020 بنسبة تزيد على 20% على أساس سنوي.
وتَوَقُّع استغراق عملية تعافي القطاع فترة تفوق ما استغرقته أزمة انهيار أسعار النفط في 2014.
وبالتالي فمن المرجح أن تسفر مرحلة التحول هذه عن تسارع عمليات التكامل وصفقات الاندماج والاستحواذ داخل القطاع في إطار سعي مؤسسات القطاع لترسيخ موقعها الاستراتيجي والتنافسي في مرحلة ما بعد الأزمة.
تحديات
تتسم الفترة بين 2021 ونهاية العقد الحالي بثلاثة تحديات عالمية كبرى تحقيق تعافٍ راسخ في مرحلة ما بعد الجائحة.
وتحقيق هدف الأمم المتحدة المتمثل بتأمين الطاقة المستدامة للجميع (SE4ALL)، ووضع مسار جديد وفعال للتصدي لقضية التغير المناخي.
وقد تعرّض القطاع لثلاث أزمات في غضون عقد واحد فقط، فمع توقعات النمو التي كانت متواضعة أصلاً حتى قبل أزمة 2020.
فقد شهد القطاع نزوح المستثمرين وسجل، وبفارق كبير، أدنى عوائد للمساهمين على مدى العقد الماضي مقارنة بالقطاعات الاقتصادية الرئيسية الأخرى.
وكان تقرير التزام المتاجرين COT الصادر عن هيئة المتاجرة في السلع والعقود الآجلة يوم الجمعة الماضي، قد أظهر ارتفاع التمركزات الشرائية على النفط الخام.
وارتفعت التمركزات الشرائية على النفط من قبل المضاربين في أسواق العقود الآجلة خلال الأسبوع المنتهي يوم الثلاثاء 9 فبراير. لتعاود ارتفاعها بعد 3 أسابيع من الهبوط.