Investing.com - عدو عدوي صديقي.. مبدأ قديم بيد انه يعبر عن الوقاع الذي تعيشه أوروبا وأمريكا في مواجهة ما يراه الغرب طموحا بالتوسع الروسي، بينما تراه روسيا دفاعا عن أمنها القومي.
ولا شك أن أزمة الغاز والنفط الروسي التي أطلت برأسها بعد إعلان واشنطن حظر ورادات النفط الروسي وسعت إلى تعميم الحظر في أوروبا إلا انها فشلت في ذلك.
وما فاقم الأزمة لدى الحلفاء قرار بوتين بإلزام الشركات الروسية اعتماد الروبل كوسيلة للدفع مقابل الحصول على الغاز من جانب الدول غير الصديقة التي فرضت عقوبات على روسيا.
صفقة ضخمة
وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن صفقة كبيرة للغاز الطبيعي المسال، ضمن مساعي واشنطن وحلفائها لخنق اقتصاد موسكو بعد العملية العسكرية في أوكرانيا.
وتستهلك دول الاتحاد الأوروبي نحو 30 % من وارداتها من النفط ومشتقاته من روسيا، والتي تصل إلى نحو 6.5 مليون برميل في اليوم من النفط الخام ووقود الديزل.
وتعتبر موسكو أكبر مصدري الغاز الطبيعي إلى أوروبا، حيث يتم شحن نحو 40 % من إمدادات القارة عبر خطوط الأنابيب (SE:2360).
عاجل: عملة رقمية تنفجر.. روسيا ستقبلها للغاز والنفط
مزيد من التفاصيل
يشمل الاتفاق تزويد واشنطن دول الاتحاد الأوروبي بغاز إضافي، يعادل 10% مما تستقبله الآن من روسيا، بنهاية العام الجاري.
ويتضمن أيضا تزويد الولايات المتحدة والدول الأخرى بـ 15 مليار متر مكعب أخرى، تضاف إلى ما تلقته دول التكتل العام الماضي والبالغ 22 مليار متر مكعب.
ويعوض إجمالي ما سيرد من الولايات المتحدة نحو 24 % من إجمالي الغاز الروسي المورد لدول الاتحاد، ويهدف الاتفاق على المدى الطويل إلى تزويد الولايات المتحدة حلفاءها الأوروبيين بنحو 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
عاجل: عملة رقمية بـ 1 سنت.. ترتفع بجنون
تسريع الانتقال
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن واشنطن ستوفر 15 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، وأن هذه الخطوة تهدف أيضا إلى تسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة.
وأضاف بايدن: يستخدم بوتين موارد الطاقة الروسية من أجل السيطرة على جيرانه، واستخدم أرباح ذلك في تمويل آلة الحرب الحالية.
وقال بايدن أعلم أن الاستغناء عن الغاز الروسي سيكلّف أوروبا، لكنه الشيء الصحيح الذي يتوجب فعله ليس فقط من الناحية الأخلاقية بل لأنه سيضعنا أيضا في وضع استراتيجي أقوى.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورلا فون دير لاين، إلى أن الهدف البالغ 50 مليار متر مكعب سنويا يحل محل ثلث الغاز الروسي المتجه إلى أوروبا اليوم، لذلك نحن على الطريق الصحيح الآن للتنويع بعيدا عن الغاز الروسي.
قرار
وأيد زعماء الاتحاد الأوروبي فكرة تضافر جهود الدول الأعضاء لشراء الغاز الطبيعي من أجل تجديد الاحتياطيات المستنفدة، والفوز بأسعار أقل في سوق صعبة للغاية.
يُمهّد القرار السياسي في قمة بروكسل، الطريق أمام الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء المهتمة لبدء التخطيط للمساومة الجماعية مع الشركاء الدوليين.
حيث يسعى الاتحاد هذا العام لاستبدال ما يقرب من ثلثي واردات الغاز من روسيا، أكبر مورد لها، بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "يُعدّ مزيج الطاقة والوضع الملموس في الدول الأعضاء مختلفان تماماً إلا أننا بحاجة إلى العمل معاً لتجميع ثقلنا؛ ولدينا قوة شرائية هائلة.
لذلك، أُرحّب بخطوة استخدامنا الآن لقوتنا في المفاوضة الجماعية، وبالتالي بدلاً من المزايدة على بعضنا البعض ورفع الأسعار، فإننا سنجمع طلبنا".
واتفق القادة على أن منصة الشراء المشتركة ستكون مفتوحة أيضاً لدول غرب البلقان، وثلاثة شركاء مرتبطين هم: أوكرانيا، ومولدوفا، وجورجيا، وفقاً لبيان مشترك بعد اجتماعهم.
ضغط الأسعار
ووفقاً لاستراتيجية الطاقة الجديدة التي حددتها اللجنة في وقت سابق من هذا الأسبوع، يمكن استبدال الواردات من روسيا بمصادر متجددة متزايدة وكفاءة أكبر للطاقة، فضلاً عن واردات غاز خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال من دول أخرى.
اقترحت المفوضية الأوروبية إنشاء فريق عمل بشأن مشتريات الغاز المشتركة على مستوى الاتحاد، إضافة إلى ذلك فإن بلداناً مثل إسبانيا والبرتغال، التي تمتلك حصصاً كبيرة من الطاقة المتجددة، تم منحها خيار التقدم للتمكن من وضع حدود للأسعار.
وقال المستشار الألماني أولاف شولز إن فكرة تجميع القوة الشرائية طوعاً، وشراء الغاز الطبيعي من السوق، يمكن أن تساعد في إبقاء الأسعار منخفضة.
لقراءة المزيد عن تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا..
عاجل: الجزار يُجبر أمريكا على التراجع