Investing.com - ما بين نقص المعروض بفعل حظر جزئي على واردات النفط الروسي تزامنًا مع تأثر الطلب في ظل ارتفاعات قياسية في أسعار البنزين يتأرجح النفط صعودًا وهبوطًا، حيث تمنع مخاوف نقص المعروض من تراجع الأسعار بينما تحد مخاوف تراجع الطلب من انطلاقها.
وبعد تراجعات طفيفة في التعاملات المبكرة في حدود 0.4 دولار للبرميل، اليوم الإثنين، عادت أسعار النفط للارتفاع، لتكمل ارتفاعات نهاية الأسبوع الماضي.
سي بي إس الأمريكية: الروبل أقوى عملة في العالم
وفي هذه اللحظات من تعاملات اليوم ارتفع خام نايمكس الأمريكي الخفيف 0.5% أو ما يعادل 50 سنت للبرميل وصولاً إلى مستويات قرب الـ109 دولار للبرميل.
بينما زاد خام برنت القياسي خلال هذه اللحظات من التعاملات إلى مستويات قرب الـ 112.4 دولار للبرميل بارتفاع 0.6% أو ما يعادل 65 سنت في البرميل.
تقلبات عنيفة.. عملات في الهاوية ودولار في السماء
تحذير فيتول
حذرت فيتول، أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم، من أن الارتفاع العالمي في تكلفة الوقود يلقي بظلاله السلبية على الطلب، وقال مايك مولر، رئيس قسم آسيا في فيتول غروب "إن المستهلكين تضرروا من ارتفاع أسعار البنزين والديزل والمنتجات النفطية الأخرى".
وأضاف مولر "أن هناك أدلة واضحة للغاية على وجود ضغوط اقتصادية ناجمة عن ارتفاع الأسعار، وهو ما يشير إليه البعض على أنه سيدمر الطلب، ليس على النفط فقط، بل أيضًا على الغاز الطبيعي المسال".
وقال أيضًا "إن هوامش التكرير بلغت مستويات لم يتوقعها أحد، ويبدو أن هناك إجماعًا على أنها لن ترتفع لمستويات أعلى".
هل تسقط الليرة التركية غدًا.. التضخم وأردوغان وجهًا لوجه؟
زيادة قياسية
ارتفعت أسعار الوقود المكرر إلى مستويات قياسية في الولايات المتحدة هذا العام، فضلاً عن ارتفاعها في معظم الدول الأخرى، الأمر الذي أسهم في ارتفاع معدلات التضخم، وأدى ذلك إلى تفاقم النقص العالمي في الطاقة الفائضة بسبب تراجع الاستثمار في مصافي التكرير.
وزادت أسعار الوقود بشكل أكثر من النفط الخام، الذي ارتفع بنسبة 45% تقريباً ليصل إلى 110 دولارات للبرميل، وهو ما يرجع بشكل كبير إلى تعطل التدفقات الروسية في أعقاب حرب أوكرانيا نتيجة العقوبات الغربية.
وارتفع هامش التكرير الذي تحصل عليه شركات النفط من تحويل خام غرب تكساس الوسيط إلى بنزين وديزل إلى 50 دولار للبرميل، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المتوسط خلال القرن الحالي.
عاجل:بيانات كارثية..17 ستتخلف عن سداد الديون
فرصة قائمة
وأكد راسل هاردي، الرئيس التنفيذي لمجموعة فيتول، "أنه يتوقع ارتفاع استهلاك الصين للنفط بمقدار مليون برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2022"، بينما شكك مايك مولر في أن الصين ستزيد بشكل كبير حصص تصدير الوقود في أي وقت قريب، رغم قدرة مصافي التكرير المستقلة على زيادة الإنتاج.
وقال مولر "إن هناك فرصة لاستمرار أسعار الوقود عند مستوياتها الحالية إذا استمر تعافي الطلب في الصين مع تخفيف الحكومة للقيود المفروضة للتصدي لفيروس كورونا".
وأضاف مولر "أن زيادة حصص الصادرات الصينية ستكون موضع ترحيب من قبل السوق، فضلاً عن أنها ستسهم في تطبيع تلك الهوامش، لكن، شهراً بعد شهر، تكمن خيبة الأمل في أن النظام يظل مُحكماً نسبياً، ويبدو أن الانضباط ما زال قائماً بشكل كبير".
عاجل: مليارات ضاعت.. والجنيه يترقب بيانات هامة جدًا
نقص المعروض
وأظهر مسح أن إنتاج الدول العشر الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في يونيو، انخفض بمقدار 100 ألف برميل يوميًا إلى 28.52 مليون برميل يوميًا، وهو ما يقل كثيرًا عن الزيادة التي تعهدت بها بنحو 275 ألف برميل يوميًا.
وعوضت زيادة الإنتاج في السعودية وغيرها من كبار المنتجين تراجع الإنتاج في نيجيريا، وكذلك ليبيا التي تواجه مزيدًا من تراجع الإمدادات بسبب تصاعد حدة الاضطرابات السياسية.
وقال محللون في مركز أبحاث (إيه.إن.زد) في مذكرة "هذا يجعل من غير المرجح أن تفي المنظمة (أوبك) بحصص الإنتاج المتزايدة حديثًا".
وقالت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط الأسبوع الماضي إن صادرات ليبيا تراجعت إلى ما بين 365 ألف برميل يوميًا و409 آلاف برميل يوميًا، بانخفاض نحو 865 ألف برميل يوميًا مقارنة بالمستويات العادية.
وفي ضربة أخرى للإمدادات، قد يؤدي إضراب مخطط لعمال النفط والغاز النرويجيين هذا الأسبوع إلى خفض إنتاج البلاد من النفط والمكثفات بمقدار 130 ألف برميل يوميًا.