مكسيكو سيتي (رويترز) - ارتفع عدد ضحايا الزلزال القوي الذي هز المكسيك يوم الاثنين إلى قتيلين على الأقل وألحق أضرارا ببنايات وتسبب في انقطاع الكهرباء ودفع سكان العاصمة مكسيكو سيتي للنزول إلى الشوارع نجاة بأنفسهم.
وهز الزلزال الذي بلغت شدته 7.6 درجة غرب المكسيك في ذكرى وقوع زلزالين مدمرين.
قالت السلطات إن شخصين لقيا حتفهما في مدينة مانثانيو الساحلية المطلة على المحيط الهادي، أحدهما سُحق في انهيار واجهة أحد المتاجر بينما عُثر على الآخر متوفيا في مركز تجاري. وأظهرت لقطات مصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي سقف الطابق الأعلى في المركز التجاري، حيث توجد صالة للألعاب الرياضية، منهارا والناس يصرخون طلبا للمساعدة.
كما أفادت السلطات بوقوع أضرار في مستشفيين بولاية ميتشواكان في غرب البلاد قرب مركز الزلزال، التي كانت تقع في منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة من المكسيك. وقالت الحكومة إن شخصا أصيب بجراح بسبب تهشم الزجاج في أحد المستشفيين.
وقع الزلزال بعد الساعة الواحدة ظهرا بقليل بالتوقيت المحلي، وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إنه وقع بالقرب من الساحل عند المنطقة الحدودية لولايتي ميتشواكان وكوليما. وأضافت أن مركز الزلزال كان سطحيا على عمق حوالي 15 كيلومترا فقط.
وأصدر المركز الأمريكي المعني بالتحذير من حدوث موجات مد عاتية (تسونامي) في المحيط الهادي تحذيرا من وقوعها عند أجزاء من ساحل المكسيك، قائلا إن من الممكن أن يتراوح ارتفاع الأمواج بين متر واحد وثلاثة أمتار فوق مستوى المد.
وقالت كلوديا شينباوم رئيسة بلدية مكسيكو سيتي إنه لم ترد أنباء حتى الآن عن وقوع أضرار جسيمة في العاصمة بعد الزلزال الذي جاء في نفس اليوم الذي تعرضت فيه البلاد لزلزالين كبيرين في 1985 و2017.
وقال عيسى مونتيس (34 عاما)، وهو مصمم جرافيك، في حي روما بوسط المدينة عن توقيت الزلزال بينما تحلق طائرات هليكوبتر في سماء المدينة "تبدو وكأنها لعنة".
قالت الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، وهي واحدة من أرقى جامعات البلاد، إنه لا يوجد تفسير علمي لثلاثة زلازل كبرى وقعت في نفس اليوم، وعزت ذلك إلى مجرد صدفة.
لكن البعض لم يصدق ذلك.
قال إرنستو لانزيتا، صاحب شركة في حي كواوتيموك بالمدينة، "هذا التاريخ. هناك شيء يتعلق بيوم التاسع عشر". التاسع عشر هو يوم يجب الخوف منه".
وقُتل الآلاف في زلزال عام 1985 ولقي أكثر من 350 حتفهم في زلزال عام 2017.
وجاء رد فعل العديد من المكسيكيين على الزلزال الأخير بنشر مجموعة من المصطلحات أو الصور الساخرة عبر الإنترنت للتعبير عن قلقهم وإيجاد الفكاهة في كارثة طبيعية.
وأشار الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إلى حدوث أضرار مادية بالقرب من مركز الزلزال.
وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بنايات تعرضت لأضرار بالغة.
وانقطعت الكهرباء في أجزاء من منطقة روما بوسط العاصمة على بعد 400 كيلومتر من مركز الزلزال. وقالت هيئة الكهرباء الوطنية إن الكهرباء انقطعت عن نحو 1.2 مليون منزل.
ووقف سكان منطقة روما يحتضنون حيواناتهم الأليفة في الشوارع، بينما كان سائحون يزورون سوقا محلية بصحبة أحد المرشدين مرتبكين ومنزعجين بشكل واضح.
وتوقفت إشارات المرور عن العمل، وتمسك الناس بهواتفهم بينما كانوا يرسلون رسائل نصية أو ينتظرون مكالمات.
(إعداد محمد محمدين وحسن عمار ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)