Investing.com- يراقب المتعاملون في أسواق العملات البيانات الاقتصادية الأمريكية التي من شأنها التأثير على حركة مؤشر الدولار بعد أسبوع لم يكن هو المتوقع لمؤشر العملة الأمريكية.
وفي الأسبوع قبل الماضي ارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته في شهر بعدما نزل في وقت سابق من الأسبوع إلى أدنى مستوياته في نحو 9 أشهر.
رغم التراجع نهاية الأسبوع الماضي في جلسة ختام الأسبوع، إلا أن المعدن لأصفر وعلى مدار الأسبوع نجح في الإفلات من السقوط في فخ الخسائر ليسجل مكاسب أسبوعية.
بيد أن التصريحات المستمرة من جانب مسؤولي الفيدرالي بضرورة استمرار السياسة المتشددة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي حدت كثيرا من مكاسب المعدن الأصفر.
ماذا حدث للذهب؟
انخفضت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات يوم الجمعة الماضي، مع استمرار تقييم تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار السياسة النقدية.
وفي نهاية تعاملات الأسبوع تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.2% أو ما يعادل 4 دولارات لتصل إلى 1874.50 دولار للأوقية.
بيد أنه وفي المقابل من تراجع يوم الجمعة ارتفع المعدن الأصفر في إجمالي تعاملات الأسبوع، بنسبة 0.6%. وصولا إلى مستويات 1876 دولار.
ماذا حدث للدولار؟
ارتفع الدولار يوم الجمعة مع تزايد قلق المستثمرين بشأن تقرير التضخم الأمريكي الأسبوع المقبل والذي قد يظهر رقمًا أعلى من توقعات الأسواق وسط بيانات تظهر توقعات باستمرار ارتفاع الأسعار خلال العام الجاري.
أنهى مؤشر الدولار الأمريكي تعاملات يوم الجمعة الماضي عند مستويات 103.58 بارتفاع 0.35% معاودًا الصعود عند أعلى مستوياته في أكثر من شهر.
وخلال الأسبوع ارتفع مؤشر الدولار بواقع نصف نقطة مئوية من مستويات 103.5 نقطة إلى مستويات 103.58 نقطة بينما سجل أعلى مستوى عند قرب مستويات 104 نقطة.
مع استمرار البيانات في إظهار زخم إيجابي في الولايات المتحدة، حقق الدولار في طريقه لارتفاعه الأسبوعي الثاني مقابل سلة من ست عملات، وهو ارتفاع لم يشهده منذ أكتوبر.
ما القادم؟
قال مازن عيسى، كبير محللي العملات الأجنبية في TD Securities : "إن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأسبوع المقبل "قد وُضع في مرمى النيران لأن هذا الصباح كان لدينا مؤشرات على أن التضخم أقوى مما كان متوقعًا في البداية العام الماضي".
وأضاف كبير محللي العملات الأجنبية في TD Securities : "هذا يمثل تحديًا حقيقيًا لفكرة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكنه خفض أسعار الفائدة وبيانات أقوى مثل جداول الرواتب".
وقال عيسى: "بياناتISM (معهد إدارة التوريد) والتشديد المستمر في أسواق العمل، يدفع موقف السياسة لأعلى لفترة أطول من قبل الاحتياطي الفيدرالي وهذا ما قد يحدث في نهاية المطاف. وهذا يعيد الدولار إلى الصدارة ".
مخاوف التشديد
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا "باتريك هاركر" إن البنك المركزي يحتاج لرفع معدلات الفائدة أعلى 5%، ثم إبقائها عند هذا المستوى لفترة من الوقت.
وينتظر المستثمرون صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة عن شهر يناير في الأسبوع المقبل، ما قد يعطي إشارات حول آفاق معدلات الفائدة.
وكشفت بيانات نهاية الأسبوع أن مؤشر ميشيغان لثقة المستهلك الأمريكي ارتفع للشهر الثالث على التوالي عند 66.4 نقطة في القراءة الأولية لشهر فبراير الجاري، مقابل 64.9 نقطة في يناير الماضي.
مخاوف التضخم
استشهد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بتوقعات التضخم في مسح ميشيغان كأحد المؤشرات التي يتتبعها البنك المركزي الأمريكي.
أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها جامعة ميشيغان يوم الجمعة أن توقعات التضخم لسنة واحدة تبلغ 4.2٪، أعلى من الرقم النهائي في يناير.
وفي المقابل جاء المؤشر العام لثقة المستهلك عند 66.4، مرتفعًا من 64.9 في الشهر السابق.
أظهرت المراجعات أن أسعار المستهلكين الشهرية في الولايات المتحدة ارتفعت في ديسمبر بدلاً من الانخفاض كما كان متوقعًا سابقًا، في حين تم تعديل بيانات الشهرين السابقين أيضًا صعوديًا، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل.
زيادة أكثر من التوقعات
وحذر وزير الخزانة الأمريكي الأسبق لورانس سمرز من أن الأسواق المالية تقلل من خطر التضخم، مع احتمالية تشديد السياسة النقدية بأكثر من توقعات المستثمرين.
وقال سمرز في مقابلة مع محطة بلومبرج: "نحن نتجه إلى ما يحتمل أن يكون فترة مضطربة، لست متأكدًا من أننا نسير على مسار من شأنه أن يقودنا إلى تضخم عند 2% بدون زيادة معدلات الفائدة بأكثر مما تتوقعه الأسواق الآن".
وأضاف سمرز: "أن عددًا من العوامل التي كانت تساعد في خفض مستويات التضخم قد تشهد انعكاسًا في الفترة المقبلة، ما يشمل أسعار السيارات المستعملة".
بينما قال الخبير الاقتصادي محمد العريان إن هناك احتمالية تبلغ 75% لعودة التضخم الأمريكي للتسارع، محذرًا من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يضر الاقتصاد خلال محاولة السيطرة على وتيرة الأسعار.
تضارب
وتتضارب آراء مسؤولي الفيدرالي الأمريكي ما بين تهدئة السياسة النقدية من جانب واستمرار السياسة المتشددة من جانب آخر.
حيث قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إن توقعات مسؤولي البنك المركزي الصادرة في شهر ديسمبر الماضي بشأن مسار الفائدة لا تزال تبدو مناسبة هذا العام.
حذر محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر من أن أسعار الفائدة يمكن أن ترتفع أعلى من توقعات الأسواق الحالية.
وتحدث محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر عن التضخم، محذرًا من أن المعركة لم تنته بعد ويمكن أن تؤدي إلى أسعار فائدة أعلى مما تتوقع الأسواق.
بيانات مرتقبة
من المرجح أن تظهر بيانات يوم الثلاثاء المقبل أن مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) ارتفع بنسبة 0.4٪ على أساس شهري في يناير.
وجنبًا إلى جنب من المرجح أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 0.4٪ أيضًا وفقًا لمتوسط أراء المحللين.