من بافيل بوليتيوك
كييف (رويترز) - دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الأربعاء إلى تمديد اتفاق مع موسكو يسمح لكييف بتصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود خلال الغزو الروسي.
وقال زيلينسكي بعد محادثات مع جوتيريش في كييف إن مبادرة حبوب البحر الأسود ضرورية للعالم. وشدد جوتيريش على أهمية الاتفاق بالنسبة للأمن الغذائي وأسعار الأغذية عالميا.
وفي 18 مارس آذار، إذا لم يعترض أي طرف، سيتم تجديد الاتفاق الذي مدته 120 يوما وتوسطت فيه في بداية الأمر الأمم المتحدة وتركيا في يوليو الماضي وتم تمديده في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال مصدر دبلوماسي تركي إن مطالب روسيا لم تتم تلبيتها بعد، مضيفا أن أنقرة "تعمل بجد" لضمان استمرار الاتفاق.
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إن ريبيكا جرينسبان، المسؤولة التجارية البارزة في الأمم المتحدة التي سافرت مع جوتيريش إلى العاصمة الأوكرانية، ستلتقي بمسؤولين روس كبار في جنيف الأسبوع المقبل لمناقشة تمديد الاتفاق.
وقال جوتيريش للصحفيين في كييف "أريد أن أؤكد الأهمية الكبيرة لتمديد مبادرة حبوب البحر الأسود في 18 مارس والعمل على تهيئة الظروف لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من البنية التحتية للتصدير عبر البحر الأسود بما يتماشى مع أهداف المبادرة".
وأشارت روسيا، التي رفعت الحصار عن ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود بموجب الاتفاق، إلى ضرورة إزالة عقبات أمام صادراتها الزراعية قبل أن تسمح باستمرار الاتفاق.
وللمساعدة في إقناع روسيا بالسماح لأوكرانيا باستئناف صادرات الحبوب في البحر الأسود، تم إبرام اتفاق لثلاث سنوات العام الماضي وافقت بموجبه الأمم المتحدة على المساعدة في تسهيل صادرات الأغذية والأسمدة الروسية.
* عقوبات
فرضت الدول الغربية عقوبات صارمة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا منذ 24 فبراير شباط العام الماضي.
وعلى الرغم من أن صادرات الأغذية والأسمدة الروسية لا تخضع للعقوبات، تقول موسكو إن القيود المفروضة على مدفوعاتها والخدمات اللوجستية والتأمين تشكل "عائقا" أمام الشحنات.
وقال المصدر الدبلوماسي التركي "مخاوف روسيا أو بالأحرى الصعوبات التي تواجهها لم تُعالج بعد. لكن تركيا تقوم بدورها من أجل توصل جميع الأطراف إلى اتفاق".
وتعد أوكرانيا وروسيا من أهم الموردين العالميين للحبوب والأسمدة. وقبل الحرب، كانت أوكرانيا رابع أكبر مصدر للذرة في العالم وخامس أكبر بائع للقمح ومورد رئيسي للدول الفقيرة في أفريقيا والشرق الأوسط التي تعتمد على واردات الحبوب.
وقالت الأمم المتحدة إن كييف صدرت حتى الآن أكثر من 23 مليون طن من الحبوب أغلبها من الذرة والقمح بموجب الاتفاق. وكانت أهم الوجهات الرئيسية للشحنات الصين وإسبانيا وتركيا وإيطاليا وهولندا.
وقال زيلينسكي إنه وجوتيريش الذي يزور كييف للمرة الثالثة منذ الغزو الروسي قبل عام، ناقشا أيضا القضايا الأمنية وسلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها القوات الروسية.
وذكر جوتيريش أن تحقيق الأمن حول محطة زابوريجيا أمر "حيوي" وأن الأمم المتحدة تحاول المساعدة في هذا الأمر.
وتراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وتضغط على الجانبين لإقامة "منطقة آمنة" منزوعة السلاح حولها.
(إعداد محمد أيسم ورحاب علاء ونهى زكريا ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي)