Investing.com - اكتسب الذهب ما يقرب من 150 دولارًا خلال شهر مارس، حيث حقق أفضل شهرًا له منذ يوليو 2020. ومع رؤية المحللين بأن الأسواق غير مقتنعة برسائل الاحتياطي الفيدرالي التشددية، فإن الذهب لديه اتجاه صعودي أكبر مما مضى، حيث من المتوقع أن يختبر بل ويكسر ويصل لارتفاعات قياسية في أبريل الحالي.
اختتم سوق الذهب شهر مارس بالقرب من مستويات الـ 2000 دولار للأوقية. حيث ارتفع بحوالي 7٪ على مدار الشهر الماضي، وبنسبة 9٪ منذ بداية العام، وهو أفضل أداء شهري منذ يوليو 2020 وأفضل نتيجة ربع سنوية منذ 2020 الربع الثاني.
وأدى انهيار بنك "سيليكون فالي" قبل ثلاثة أسابيع إلى اندلاع أزمة مصرفية حادة، والتي عدلت توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الأسواق من زيادة أسعار الفائدة إلى تخفيضات أسعار الفائدة.
اقرأ أيضًا
الذهب يتحول للصعود بشكل مفاجئ..وعقوده تقترب من ضرب مستوى 2000 دولار!
الدولار يتحوّل للهبوط ويقترب من خسارة مستوى 102
علامة قوية لثيران الذهب
وقال بارت ميليك، الرئيس العالمي لاستراتيجية السلع في TD Securities: "من غير المرجح أن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي متشددًا بشكل مفرط مع انتقالنا إلى عام 2023، خاصة بعد الأزمة المصرفية." وهو ما يدعم أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة وحتى الاجتماع القادم.
وأفاد إيفريت ميلمان خبير المعادن الثمينة في Gainesville Coins: "حتى مع تراجع الاضطرابات، لا يزال الذهب يتداول عند مستويات أعلى. وإن هذه علامة قوية ومشجعة للغاية للثيران الذهبية".
وعلى الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لم يشر إلى أنه يناقش خفض سعر الفائدة الفترة المقبلة، إلا أن الأسواق بدأت في تسعير ذلك.
وفي الوقت نفسه، يجب على المستثمرين الانتباه عن كثب إلى البيانات الواردة لأن أي رقم أضعف من المتوقع يزيد من فرصة خفض سعر الفائدة هذا العام.
وقال كبير الاقتصاديين الدوليين في ING جيمس نايتلي: "مع تزايد مخاطر الركود القاسي للاقتصاد، فإن هذا يزيد من فرص انخفاض التضخم بسرعة أكبر والسماح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بالرد بخفض أسعار الفائدة قبل نهاية هذا العام".
الأسبوع الأول من الذهب في أبريل
حذر ميلمان من أن الذهب قد يتعرض لبعض الخسائر على المدى القصير. "هناك بعض المخاطر السلبية. وقال "ان ارتفاع الأسهم يمكن أن يخرج بعض الأموال من الذهب".
وقال إن مستوى الدعم القوي يبلغ حوالي 1900 دولار و 1850 دولارًا، والمقاومة الفورية تبلغ 2000 دولار للأوقية ثم 2060 - 2070 دولارًا.
أزمة مصرفية
حذر بنك "باركليز (LON:BARC)" من أن الأزمة المصرفية على الأرجح لم تنته بعد، حيث تأتي "موجة ثانية" من تدفقات الودائع الخارجة.
وذكر "جوزيف أباتي" الخبير الاستراتيجي لأسعار الفائدة لدى "باركليز" في مذكرة الأربعاء: "رغم أن معنويات السوق لا تزال هشة، فإن إحساسنا هو أن تدفقات الودائع الخارجة من البنوك الصغيرة إلى الكبيرة تتلاشى مع إدراك المودعين أنه يمكنهم الوصول إلى أرصدتهم وتحويلها دون أي عقبات".
ومع ذلك، يعتقد "أباتي" أن موجة ثانية من نزوح الودائع ستبدأ، حيث تتوجه الأموال إلى صناديق أسواق النقد، مشيرًا إلى أن احتفاظ المودعين بأموالهم في البنوك يأتي بفضل الخدمات التي تقدمها البنوك، لكن رغم العائدات الضئيلة.
وأوضح أباتي أنه من المرجح أن تحدث موجة ثانية من التدفقات الخارجة من خلال نقل المودعين "النائمين" مدخراتهم من البنوك إلى صناديق سوق المال لتحقيق عوائد أفضل وأكثر أمانًا.
توقعات الذهب
بعد أحداث مارس، تتوقع TD Securities الآن الذهب إلى متوسط 1975 دولارًا في الربع الثاني، و2050 دولارًا في الربع الثالث، و2100 دولار في الربع الرابع.
ويتوقع بنك "غولدمان ساكس (NYSE:GS)" استمرار الموجة الصعودية التي بدأت مؤخرًا لأسعار الذهب لفترة ليست بالقصيرة، وذلك على وقع انتعاش العوامل التي تدعم الطلب على الذهب الفترة القادمة.
وأرجع البنك استمرار هذه الموجة إلى ثلاثة أسباب، وهي المشتريات المكثفة من البنوك المركزية، بجانب تزايد عدم اليقين الجيوسياسي العالمي، واستمرار طلب المستهلكين على الذهب في التسارع مدفوعًا بشكل أساسي بالمشترين في آسيا.
وأضاف البنك: "نتوقع الآن أن تنتعش جميع المكونات الرئيسية الثلاثة - السابق ذكرها - التي تحفز الطلب على الذهب بقوة. حيث إن آخر مرة رأينا فيها جميع محركات الطلب الرئيسية تتسارع في وقت واحد كانت في 2010-2011 عندما ارتفع الذهب بنسبة 70٪ تقريبًا.
وفي غضون ذلك عدل البنك توقعاته لأسعار الذهب الفترة المقبلة في مراجعته الأخيرة إلى الأسعار التالية:
ورفع البنك توقعاته للذهب خلال الـ 3 أشهر القادمين من 1950 إلى 2300.
وخلال الـ 6 أشهر القادمين من 2050 إلى 2500.
وخلال الـ 12 شهر القادمين من 2150 إلى 2500.