تواصل أسعار الذرة الارتفاع مع تراجع محصولها لأدنى مستوى في ثلاثة عقود بسبب استمرار الطقس الجاف في الولايات المتحدة، أكبر منتجيها في العالم.
قفزت العقود المستقبلية في مجلس شيكاغو للتجارة بأكثر من 12% على مدار أربع جلسات، وهو أكبر ارتفاع منذ أوائل مارس 2022، عندما عصف اندلاع الحرب في أوكرانيا بأسواق الحبوب. وأدت الحرارة والجفاف إلى تضاؤل إنتاجية المحصول في مناطق الزراعة المهمة بالغرب الأوسط الأميركي. وانخفض الجزء المصنف من جيد إلى ممتاز من محصول الذرة الأميركي إلى 55%، وهو أدنى مستوى في هذا الوقت من العام منذ 1992.
استمرار الطقس السيئ
قال شيرمان نيولين، الذي يزرع الذرة وفول الصويا في ولاية إلينوي: “أنا قلق للغاية بشأن الطقس. الرطوبة لدينا منخفضة ودرجات الحرارة تصل إلى 90 درجة فهرنهايت (32.2 درجة مئوية)، والآن تمتص الرياح الرطوبة من المحاصيل بسرعة كبيرة”.
والأحوال الجوية سيئة للغاية في إلينوي، ثاني أكبر ولاية أميركية إنتاجاً للذرة. ولم يُصنّف سوى 36% من محصول الولاية من جيد إلى ممتاز للأسبوع المنتهي في 18 يونيو، بانخفاض 12 نقطة مئوية عن الأسبوع السابق.
قال نيولين: “لقد صُدمت من الانخفاض الكبير في تصنيف (الذرة في) إلينوي. كنت أعرف أنَّ الوضع عندنا سيئ، لكن ليس بهذه الدرجة”.
قفزت عقود الذرة المستقبلية تسليم ديسمبر 4.8% إلى 6.2625 دولار للبوشل، وهو أعلى مستوى للعقد منذ نوفمبر.
ارتفعت الأسعار برغم إعلان وكالة حماية البيئة بشأن حصص الوقود الحيوي التي خيّبت آمال السوق. يقول أنصار إنتاج هذا النوع النظيف من الوقود إنَّ الحصص الجديدة تجاهلت زيادة الإنتاج وموجة استثمارات في مصانع جديدة.
وتراجعت العقود المستقبلية لزيت فول الصويا على وقع هذه الأنباء. وانخفضت الأسعار بالحد الأقصى للبورصة، فنزلت 6.9%. وارتفع فول الصويا المجروش، وهو منتج ثانوي لمعالجة زيت فول الصويا، بالحد الأقصى للبورصة، إذ من المتوقَّع أن يؤدي الانخفاض في الجرش إلى توفير كميات أقل منه.
قالت سوزان ديفيد، محللة الحبوب في “نو بول إيه جي” في سانت لويس، إنَّ أسعار زيت الصويا ارتفعت في الأسابيع القليلة الماضية على افتراض أنَّ وكالة حماية البيئة ستزيد متطلباتها بالنسبة لوقود الديزل الحيوي.
وأضافت: “هذا لم يحدث، وأسعار السوق الآن مبالغ فيها. كان هذا بشكل حرفي تطبيقاً لمقولة: ‘اشترِ على الإشاعة، وبع على الخبر لزيت فول الصويا”.
مخاوف من تقلبات الأسعار
ستصدر وزارة الزراعة الأميركية تقريرها السنوي عن المساحات المزروعة في 30 يونيو، ومن المحتمل أن تزيد مراجعة للمنطقة المزروعة هذا العام من تقلبات الأسعار. ويشير مسح أجرته “إس أند بي غلوبال” إلى أنَّ المزارعين الأميركيين سيزرعون 91.5 مليون فدان من الذرة، و87 مليون من فول الصويا، وكلاهما أقل من تقديرات وزارة الزراعة الأميركية المعلنة في تقرير مارس.
قال جيم بوتنام، الذي يزرع الذرة وفول الصويا في ولاية مينيسوتا: “المطر دائماً مصدر قلق حتى منتصف شهر أغسطس”.
اقتصاد الشرق