Investing.com - أعلنت روسيا، أمس الاثنين، تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي يسمح بتدفق الحبوب من أوكرانيا إلى دول في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وهو الأمر الذي قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع مرة أخرى خلال الفترة القادمة.
جاء إعلان القرار الروسي على لسان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين، مضيفًا أن روسيا ستعود إلى الاتفاق بعد تلبية مطالبها.
ومن المرجح أن تتأثر مصر بهذا القرار، وذلك باعتبارها أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث علق عدد من المسؤولين الحكوميين في مصر على القرار بسبب أهميته في تحريك أسعار القمح، مما قد يفاقم الضغوط التضخمية في مصر خلال الفترة القادمة إذا ما طال أمد الأزمة.
وقفزت أسعار القمح والذرة في أسواق السلع العالمية يوم الاثنين بعد انسحاب روسيا من مبادرة حبوب البحر الأسود. ويهدد انهيار الاتفاقية برفع أسعار المواد الغذائية للمستهلكين في جميع أنحاء العالم ودفع الملايين إلى الجوع.
أهم حدث في الأسواق: الفيدرالي الأمريكي وكيفية التداول قبل قراره وهل يهبط الذهب؟
ينتظر الجميع قرار الفيدرالي وهو أهم حدث يحرك الأسواق العالمية ويكتب مستقبل التداولات والاتجاهات للذهب والدولار. لذلك يقدم لكم انفستنج السعودية ويبينار مجاني وحوار مفتوح مع المحلل، غيث أبو هلال، للوقوف على أهم نقاط قرار الفيدرالي وتداعياته وأفضل شكل للتداول الحذر مع هذا القرار.
كل ما عليكم هو التسجيل..مجانًا من هُنا
أكبر مستورد للقمح في العالم.. هل ترتفع الأسعار؟
وفي غضون ذلك، وباعتبار أن مصر أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم، كشف مسؤولون حكوميون أن وقف روسيا لاتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، لن يكون له تأثير كبير على واردات مصر من القمح، إذ جمعت مصر خلال الموسم الأخير نحو 3.8 مليون طن من القمح المحلي في مقابل 3.7 مليون خلال الموسم الماضي، وتكفي لمدة 6 شهور وفقًا لنائب رئيس غرفة صناعة الحبوب في اتحاد الصناعات المصرية، عبدالغفار السلاموني.
اقرأ أيضًا: أكبر مقترض من صندوق النقد على شفا السقوط في "كساد عميق"
وفي الوقت نفسه، قال مجدي الوليلي، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن نمو أسعار القمح في البورصات العالمية ووصولها لنحو 264.8 دولار للطن زيادة وقتية، كردة فعل على قرار موسكو بوقف التمديد للاتفاقية، "أتوقع أن تعود الأسعار لنفس المستويات وربما تنخفض خلال الفترة المقبلة لتراجع الطلب العالمي مع تنامي المعروض من القمح".
فيما قلل الدكتور إبراهيم عشماوي، مساعد أول وزير التموين (TADAWUL:6004) ورئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية، من تأثيرات انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب المهم الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، على السوق المحلي قائلًا: "بوجه عام من السابق لأوانه أن نحكم على هذا الأمر، لأن أي اضطرابات تحدث في سلاسل الإمداد بشكل سلبي يكون لها أثر على الأسعار وحدثت زيادة في أسعار الاقماح على شاشات البورصات العالمية بنسبة 2.7%".
وأوضح عشماوي أن مصر حاليا لديها احتياطات أمنة من عدد من السلع الاستراتيجية على رأسها القمح ولدينا احتياطي يغطي مدة ستة أشهر، مضيفا "الأمر الثاني تنويع سلاسل الإمداد بلغت 22 منشأ وكان في وقت كورونا تركز في أسواق القمح من روسيا وأوكرانيا بنسبة 80 % والآن لدينا تنوع في إمدادات في مصادر القمح منذ أزمة كوفيد 19"
وتشير تصريحات المسؤولين إلى أن مصر لديها مخزون يكفي لمدة 6 أشهر، وهو الأمر الذي قد يحد من تفاقم ضغوط الأسعار في مصر بعد القرار الروسي الذي سيتسبب في ارتفاع الأسعار، ولكن تكمن المشكلة في ما إذا طال أمد أزمة اتفاقية الحبوب واستمرت أسعار القمح في الارتفاع خلال الأشهر القادمة، مما يؤثر على الأسعار في مصر عندما تعود لشراء القمح بأسعار مرتفعة من الأسواق العالمية عندما يقترب مخزونها من النفاد.
ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، فقد تم تصدير 32.9 مليون طن متري من الحبوب عبر اتفاقية البحر الأسود منذ سبتمبر من العام الماضي، كان نصيب الدول مرتفعة الدخل 43.65% من صادرات تلك الحبوب، بينما كان نصيب الدول في شريحة الدخل المتوسط الأعلى 36.7% والتي تضم الصين أكبر مستفيد من الاتفاقية – حصلت الصين على نحو 8 ملايين طن من الحبوب الأوكرانية التي تم تصديرها عبر الاتفاقية – بينما كان نصيب الدول في الشريحة المتوسطة المنخفضة 17.15%، فيما حصلت الدول الفقيرة على 2.5% فقط من تلك الشحنات من الحبوب.
وجاءت مصر كأكبر مستفيد من الاتفاقية من الدول العربية، إذ حصلت على ما يزيد عن 1.55 مليون طن من الحبوب الأوكرانية منذ سبتمبر الماضي، فيما استوردت تونس ما يزيد عن 713 ألف طن من الحبوب الأوكرانية.
اقرأ أيضًا: الذهب يقفز أعلى 1960 دولارًا.. وبيانات هامة مرتقبة قد تعكس الاتجاه
روسيا تنسحب من اتفاقية الحبوب
أعلنت موسكو، أمس الاثنين، انتهاء اتفاق الحبوب "بحكم الأمر الواقع"، بعد ساعات على هجوم ليلي شنّه الجيش الأوكراني بطائرات مسيرة على جسر القرم.
وقال المتحدث باسم الكرملين: "عندما يتم تنفيذ جزء اتفاق البحر الأسود المتعلق بروسيا، ستعود روسيا على الفور إلى تنفيذ الاتفاق".
ويهدف الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، في يوليو الماضي، إلى تخفيف حِدة أزمة الغذاء العالمية بفتح باب التصدير بأمان أمام حبوب أوكرانية كان الصراع يمنعها.
وسهل اتفاق منفصل حركة الأغذية والأسمدة الروسية وسط العقوبات الغربية.
يشار إلى أن روسيا وأوكرانيا من الموردين العالميين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من المنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة التي تعتمد عليها الدول النامية.
واشتكت روسيا من أن القيود المفروضة على الشحن والتأمين عطلت صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، وهي أيضًا مهمة لسلسلة الغذاء العالمية.
وتم تجديد الاتفاق لمدة 60 يومًا في مايو وسط تراجع موسكو.
وفي الأشهر الأخيرة، انخفضت كمية المواد الغذائية التي يتم شحنها وعدد السفن المغادرة لأوكرانيا، مع اتهام روسيا بالحد من السفن الإضافية القادرة على المشاركة في نقل الحبوب.
أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية إلى مستويات قياسية العام الماضي، وساهمت في حدوث أزمة غذاء عالمية مرتبطة أيضًا بالصراع والآ ثار المستمرة لجائحة كوفيد-19 والجفاف وعوامل مناخية أخرى.