Investing.com - يشير عدد متزايد من العلامات إلى أن الأرجنتين، أكبر مقترض من صندوق النقد، تدخل في نفق الركود للمرة السادسة خلال العقد الأخير، مما يزيل الغموض عن مشاهد المطاعم المزدحمة في أحياء بوينس آيرس الراقية التي أشارت إلى أن الإنفاق الاستهلاكي سيثبت مرونته وقدرته على الصمود.
الجفاف القياسي الذي كلف الاقتصاد 20 مليار دولار من الصادرات الزراعية هو المحرك الرئيسي وراء التراجع الحاد هذا العام. لكن التضخم الذي يزيد عن 115٪ يفوق زيادة الأجور، ويقلل من الإنفاق عبر بطاقات الائتمان ويقلل من مشتريات البضائع باهظة الثمن حيث أصبح المتسوقون قلقين قبل الانتخابات الرئاسية هذا العام.
اقرأ أيضًا: الأسواق تحتفل بإنجاز "مهمة الفيدرالي".. تهافُت على هذه الأصول
في حين أن انخفاض قيمة البيزو - تراجع بأكثر من 50٪ مقابل الدولار في الأشهر الـ 12 الماضية - يغذي الاستهلاك إلى حد ما، فمن المتوقع أن يدخل الاقتصاد الأرجنتيني الركود في الربع الثالث، وينكمش بأكثر من 3٪ طوال عام 2023.
وفي هذا الشأن، يقترح عالم اقتصاد أرجنتيني، مترشح للرئاسة، إنهاء العمل بالعملة المحلية بصورة نهائية. حيث قال خافيير ميلي، وهو عضو بالكونغرس، إن على الدولة تبني الدولار الأميركي رسمياً للقضاء على التضخم الذي وصل لخانة المئات.
اقرأ أيضًا: الفيدرالي يستعد لضرب الأسواق من جديد.. المعركة لم تنته وخطأ قد يتكرر!
يأتي ذلك بالتزامن مع صدور بيانات وتقديرات حديثة تشير إلى أن معركة الأرجنتين لمنع عملتها من الانهيار التام قد تؤدي إلى إفلاس البنك المركزي، حيث تعاني البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة خلال السنوات القليلة الماضية، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
وأنفقت الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية بالفعل جميع احتياطياتها الدولية السائلة، بالإضافة إلى ما يقدر بمليار دولار أخرى، مما زاد من مخاطر انهيار العملة.
اقرأ أيضًا: مفاجأة قوية تهز سوق العملات الرقمية .. بنوك أمريكا قد تستخدم هذه العملة الكبرى
وبدون النقود السائلة، تدور أسئلة حول المدة التي يمكن للحكومة أن تستمر فيها في الدفاع عن البيزو من الانهيار الشامل. حيث قد يؤدي خفض قيمة العملة إلى تأجيج التضخم.
وكان الخبير الاقتصادي "ستيف هانكي" قد وجه انتقادًا لاذعًا لصندوق النقد الدولي، إذ يرى أن برامج الصندوق هي أفضل طريقة لإعاقة النمو والغرق تحت جبل من الديون. حيث حذر من ارتفاع تضخم أسعار الغذاء الأرجنتين.
أهم حدث في الأسواق: الفيدرالي الأمريكي وكيفية التداول قبل قراره وهل يهبط الذهب؟
ينتظر الجميع قرار الفيدرالي وهو أهم حدث يحرك الأسواق العالمية ويكتب مستقبل التداولات والاتجاهات للذهب والدولار. لذلك يقدم لكم انفستنج السعودية ويبينار مجاني وحوار مفتوح مع المحلل، غيث أبو هلال، للوقوف على أهم نقاط قرار الفيدرالي وتداعياته وأفضل شكل للتداول الحذر مع هذا القرار.
كل ما عليكم هو التسجيل..مجانًا من هُنا
فيما يلي ست مؤشرات تنذر بحدوث كساد عميق في الأرجنتين، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
ديون بطاقة الائتمان
في مايو، ارتفع حجم ديون بطاقات الائتمان بالبيزو بنسبة 90٪ عن نفس الشهر من العام السابق، متجاوزًا التضخم السنوي بنسبة 25 نقطة مئوية، وهي فجوة أوسع مما كانت عليه في معظم العام الماضي. حيث يبدو أن المستهلكين يخففون من ميزانياتهم العمومية قبل الانتخابات التمهيدية الرئيسية في 13 أغسطس والتي تثير تاريخياً التقلبات الاقتصادية.
الأجور
ارتفعت أجور الأرجنتينيين 104% على أساس سنوي خلال أبريل الماضي، ما يعد أقل قليلاً من معدل التضخم السنوي بذلك التوقيت، لكن على أرض الواقع، كان الضرر أشد سوءاً. ويشكل القطاع غير الرسمي الهائل في الأرجنتين - حيث الوظائف مدفوعة الراتب نقداً بالكامل والتي تدفع ضريبة دخل قليلة أو معدومة - ما نصف قوة سوق العمل تقريباً، لكنها تمثل فقط خمس وزن مؤشر الحكومة الرسمي للأجور.
جاءت زيادة رواتب العمال غير الرسميين أقل 31 نقطة مئوية من زيادة التضخم خلال أبريل الماضي، ما يبرز مدى الخسارة الكبيرة في مستوى دخل ملايين العمال.
الصادرات
هبطت صادرات السلع 22% منذ بداية السنة الجارية وحتى مايو الماضي بالمقارنة مع نفس المدة الزمنية من السنة الماضية، حيث حققت عجزاً 2.7 مليار دولار مقابل تسجيل فائض تجاري السنة المنصرمة. فيما شكلت السلع المتضررة من الجفاف أكبر عبء على الميزان التجاري، إذ تراجعت 37.2% لتفوق عمليات التراجع خلال موجة الجفاف خلال 2018 أو وباء كوفيد-19.
أداء الاقتصاد
تراجع النشاط الاقتصادي 4.2% خلال أبريل بالمقارنة مع نفس الشهر من السنة الماضية، ما يعد الهبوط الأكبر على أساس شهري منذ ذروة تفشي وباء كورونا خلال 2020.
وعلى الرغم من أن أغلب القطاعات حققت نمواً طفيفاً، إلا أن النشاط الزراعي هبط 37%، في أحد أسوأ الشهور بالنسبة له منذ سنوات عديدة. كما عانى قطاعا التعدين والتصنيع من خسائر على أساس سنوي.
البضائع باهظة الثمن
خفض الأرجنتينيون من نفقاتهم على مشتريات السلع مرتفعة الثمن، بداية من أجهزة التلفزيون ومكيفات الهواء وصولا إلى أجهزة الكمبيوتر اللوحي وغسالات الأطباق.
خلال الربع الأول من 2023، تراجع عدد الوحدات المبيعة بطريقة كبيرة لغالبية الأجهزة المنزلية، بينما هبطت الأسعار الحالية 8% عند تعديلها وفقاً للتضخم. يأتي من بين البضائع الأكثر تضرراً أجهزة التلفزيون ومكيفات الهواء وأجهزة تجفيف الملابس وغسالات الأطباق، والتي سجلت مبيعاتها نمواً كبيراً خلال 2022، رغم أن أجهزة السخانات الكهربائية بقيت الأكثر مبيعاً.
تراجع التوظيف في القطاع الصناعي
يُعتبر قطاع التصنيع الأرجنتيني أحد النقاط المضيئة بسوق العمل الصامدة في البلاد لكونه يتمتع بوظائف جيدة الأجر. لكن حظوظه الجيدة تقترب من نهايتها. حيث تكشف البيانات الحكومية أن نسبة أكبر من مديري المصانع يتوقعون حالياً تراجعاً لعدد الوظائف يفوق عدد تلك المُضافة خلال الشهور الثلاثة المقبلة، ما يأتي على العكس من اتجاه التوقعات في أعقاب نهاية حقبة الوباء.