أوبك نمر من ورق

تم النشر 26/10/2014, 05:03
أوبك نمر من ورق

بقلم: كيشور محبوبانى

منذ 41 عاماً فى مثل هذا الشهر، بدأ حظر البترول العربى إبان حرب 73، وتنتمى الدول التى فرضته إلى منظمة الدول المصدرة للبترول، الأوبك – واتحدت هذه الدول قبل ذلك بـ 13 عاماً لتعزيز قدرتها على التفاوض مع شركات البترول الدولية.

وأدى هذا الحظر إلى نقص كبير فى البترول فى الولايات المتحدة، وارتفاع أسعار الغاز، وإلى صفوف طويلة على محطات الوقود، وبقرب انتهاء هذا الحظر وصل سعر البرميل من 3 إلى 12 دولاراً.
وربما كان الأمر الأكثر أهمية من ارتفاع الأسعار هو النظام العالمى الجديد، فقد حفز الحظر «ظهور ظروف جيوسياسية مكنت الأوبك أخيرا من انتزاع السيطرة على إنتاج البترول والتسعير من الشركات الدولية العملاقة، مما بشر بعهد جديد من الأسعار الأعلى»، كما قال كلٌ من مايرز جاف وإد مورس فى مقال لهما فى مجلة «فورين بوليسى» العام الماضي.
وجاف ومورس خبيران فى أسواق الطاقة العالمية، وكان عنوان هذا المقال «نهاية الأوبك»، وذكرا فيه أنه إذا لعبت أمريكا بـأوراقها جيدا، فسوف تنتهى هيمنة الأوبك على سوق البترول، وأعتقد أن هذا اليوم قد وصل.
وأخبرنى مورس شخصياً أن الأوبك لن تصمد لأكثر من 50 عاماً، وربما حتى لن تكون على وجه الأرض بعد 10 سنوات من الآن، كما أصبح من الصعب عليها حالياً إبرام اتفاقات.
وعندما كتب مورس وجاف مقالهما العام الماضى، كان سعر البترول فوق 100 دولار للبرميل، أما سعره اليوم فقد انخفض لمنتصف الثمانين، أى انخفض بأكثر من %25 منذ يونيو الماضى، وكان هناك وقت كان سعر 80 دولاراً أكثر من مرضٍ للدول الأعضاء فى منظمة الأوبك، ولكن هذا كان منذ وقت طويل.
وحاليا تتطلب احتياجات الميزانية الفنزويلية أن تبيع بترولها بسعر أعلى من 100 دولار للبرميل، كما حرض الربيع العربى عدداً من الدول المهمة فى منظمة الأوبك على زيادة بند الإنفاق فى الموازنة لتضمن عدم ثورة شعبها.
ووفقاً لصندوق النقد الدولى، تحتاج الإمارات إلى أن يتخطى سعر البترول أكثر من 80 دولاراً لكى تفى بالتزامات الموازنة، بعدما كان السعر المطلوب لا يتعدى 25 دولاراً للبرميل فى 2008.
ومنذ فترة ليست ببعيدة، طالبت فنزويلا بعقد اجتماع طارئ لدول منظمة الأوبك لمناقشة تخفيض فى الإنتاج، بينما قالت إيران إن مثل هذا الاجتماع ليس ضرورياً، وفى نفس الوقت، أوضحت السعودية أنها تهتم بشكل رئيسى بعدم فقدان حصتها السوقية، لذا سوف تواصل ضخ البترول بغض النظر عن احتياجات الأعضاء الآخرين فى الأوبك، ومن المزمع انعقاد الاجتماع القادم للأوبك أواخر نوفمبر المقبل، ولكن احتمالية توافقهم منخفضة.
ولكن، لماذا وجدت الأوبك نفسها فى مثل هذه الفوضى؟ ببساطة لأن المعروض من البترول أكبر بكثير من الطلب، فقد فقدت المنظمة سيطرتها على المعروض، ويرجع ذلك جزئياً إلى تراجع الطلب العالمي، وتباطؤ النمو الصينى الذى أدى إلى تخفيف حدة شهيتها للبترول، كما تتجه اليابان حاليا إلى الغاز الطبيعى والطاقة النووية.
nأما السبب الأكبر، فيعود إلى أن ثورة الغاز الصخرى فى أمريكا الشمالية تغير ملامح العرض والطلب تماماً، ومنذ 2008، قال بيرنارد وينستين، خبير فى جامعة «ميثوديست»، إن إنتاج الولايات المتحدة ارتفع بنسبة %60، وهذا يعنى 3 ملايين برميل إضافية يومياً، وتوقع مورس أن تتجاوز أمريكا روسيا والسعودية خلال أعوام قليلة لتصبح أكبر منتج للبترول.
وعلاوة على ذلك، قال مورس فى مقال آخر له فى مجلة «فورين آفيرز»: «إن تكاليف اكتشاف واستخراج البترول من التربة الصخرية والتكوينات الصخرية الوعرة تتراجع باطراد وسوف تواصل الهبوط فى السنوات المقبلة»، بمعنى آخر سوف يستطيع قطاع الطاقة الأمريكى تحمل المزيد من التراجع فى أسعار البترول بسهولة أكبر من الدول الأعضاء فى الأوبك. وعندما تحدثت إلى جاف فى التليفون سألتها إذا ما كانت تعتقد أن الأوبك قد أصبحت قوة مستهلكة، فأجابت أنه لا يمكن قول ذلك، ولكنها طرحت مجموعة من السيناريوهات المأساوية تدور معظمها حول حقول البترول التى يتم قصفها أو مهاجمتها مما قد يجعل البترول نادرا مجددا، وعدا ذلك، فقد أصبحت الأوبك نمرا من ورق بفضل ثورة البترول الصخري.

إعداد: رحمة عبدالعزيز

المصدر: نيويورك تايمز

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.