أنقرة (رويترز) - نقلت صحيفة تركية يوم الثلاثاء عن وزير المالية التركي قوله إن القصر الرئاسي التركي الذي بديء في بنائه حديثا في غابات أنقرة ويضم ألف غرفة سيكلف خزينة الدولة أكثر من نصف مليار دولار بنهاية العام المقبل.
وانقسم الرأي العام التركي بحدة حيال مسألة بناء الصرح المترامي الأطراف مع نظرة منتقدي المشروع إليه على أنه علامة على نزعة أردوغان الاستبدادية المتزايدة بعد أكثر من عقد على تربعه على قمة السياسة التركية.
وفاز أردوغان -الذي يتولى منصب رئيس الوزراء منذ عام 2003- في أول انتخابات رئاسية مباشرة في اغسطس آب الماضي.
ونقلت صحيفة حريت التركية عن وزير المالية محمد شيمشك قوله إن "نحو 432.7 مليون دولار دفعت لبناء القصر الرئاسي الجديد حتى الآن وسيتم تخصيص 135 مليون دولار للقصر عام 2015."
وتوقع شيمشك أمام لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان أن تصل التكلفة الاجمالية للمشروع 615 مليون دولار مشيرا إلى شراء طائرة رئاسية جديدة بقيمة 185 مليون دولار.
ويحتل المجمع الرئاسي الذي أطلق عليه بالتركية (آق سراي) أو القصر الابيض مبنى بأضوائه المبهرة أثناء الليل قمة تلة تطل على خط الأفق الغربي لمدينة أنقرة.
ويشغل المجمع مساحة 200 ألف متر مربع ويشمل مبنى من ثلاثة طوابق مخصص لسكنى اردوغان وعائلته.
وكان من المقرر أن يستخدمه أردوغان كمقر لرئاسة الوزراء لكنه قرر تحويله لمقر رئاسي قبل ترشحه للرئاسة.
وقال الأمين العام للرئاسة فخري كاسيرجا للجنة الخطة والموازنة إن "المجمع الجديد بني ليؤمن الحد الأقصى من المساحة السكنية إلى جانب البنية التحتية التقنية الاكثر تقدما.. ان المقر الجديد سيظل صالحا لسنوات عديدة."
وكان الرؤساء السابقون يستخدمون قصر مصطفى كمال أتاتورك -مؤسس جمهورية تركيا الحديثة- القديم الأكثر تواضعا غير أن قرار الانتقال إلى المجمع الجديد يأتي وفقا لما يطلق أردوغان عليها مرحلة "تركيا الجديدة".
ولم يخف أردوغان نيته تعديل الدستور وتحويل النظام السياسي الحالي إلى نظام رئاسي.
وقال النائب المعارض خورشيد جونس لرويترز "لا أعتقد أن هذا القصر هو رمز دولة صاعدة بل دولة متخلفة ونامية. إنه أمر سخيف."
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)